تضارب الأنباء حول تهدئة بغزة.. وسيناريوهات مرتقبة أخطرها الحرب

الثلاثاء 29 مايو 2018 08:05 ص

تضاربت الأنباء حول التوصل إلى تهدئة وهدنة فلسطينية إسرائيلية في قطاع غزة، بعد يوم شهد عشرات القذائف والصواريخ المتبادلة بين الطرفين.

إذ قال مصدر فلسطيني إن الاتصالات المكثفة بين الجانب المصري وفصائل المقاومة نجحت في التوصل إلى اتفاق لعودة الهدوء في قطاع غزة، عبر تفاهمات 2014، وذلك مع منتصف الليلة.

وحسب المصدر الفلسطيني الذي تحدث إلى وكالة «قدس برس» الفلسطينية (خاصة)، فإن المقاومة أبلغت الجانب المصري بأنها غير معنية مطلقاً بالتصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنها ملتزمة بعودة الهدوء طالما التزم به الاحتلال.

من جهته، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة «الجهاد الإسلامي»، «داوود شهاب»: «بناءً على اتصالات مع الجانب المصري تم الاتفاق على وقف إطلاق النار مع (إسرائيل) وعودة الهدوء بناء على اتفاق 2014، ونحن ملتزمون بذلك ما دامت (تل أبيب) ملتزمة به».

لكن مصدر رفيع من «حماس» بين أن كل من قطر ومصر والأمم المتحدة «لا تزال تجري اتصالاتها بعيدا عن الأضواء، ومن دون تنسيق، مع الأطراف كافة، لإحراز تقدم في الوصول لتفاهمات بين حماس و(إسرائيل)».

وأكد المصدر، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن «حماس ليست طرفا مباشرا حتى الآن في مفاوضات الهدنة طويلة الأمد، وهناك مفاوضات متقدمة تقوم بها قطر ومصر ودول أخرى، إضافة إلى أطراف في الأمم المتحدة».

ودعم هذا الحديث القيادي في حركة «حماس»، «صلاح البردويل»، بقوله: «حتى اللحظة لا يوجد أي عروض، لوقف مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، كل ما يحصل هو مراوغة من الاحتلال لكي نوقف ملف العودة».

وأضاف في تصريحات صحفية: «أي مقترح لا يلبي رفع الحصار بشكل كلي وشامل عن القطاع لن يكون مقبولاً».

فيما نفت سلطات الاحتلال التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة، حسب القناة «العاشرة» الإسرائيلية.

وهو الأمر الذي أكده مسؤول إسرائيلي كبير لقناة «كان» العبرية؛ إذ نفى الأنباء المتداولة حول وقف إطلاق نار بين الاحتلال والمقاومة في غزة.

وسبق أن قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد «رونين مانليس»، إن الجيش يهدف إلى إعادة الهدوء إلى المنطقة المتاخمة لقطاع غزة.

وأضاف لوسائل إعلام إسرائيلية: «عمليات الجيش الإسرائيلي واسعة جدا وستستمر عند الضرورة».

وتزامن هذا الحديث، مع قصف لطيران الجيش الإسرائيلي استهدف موقعي «الإدارة المدنية» و«الجدار»، شمالي قطاع غزة، حسب «قدس برس».

جاء ذلك، عقب تصديق الكابينت المصغر للاحتلال الإسرائيلي، على استمرار العدوان ضد قطاع غزة؛ بحجة استهداف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات المحاذية للقطاع بقذائف الهاون والصواريخ.

3 سيناريوهات

من جانبها، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، الثلاثاء، إن هناك 3 سيناريوهات متوقعة خلال ساعات، في الجبهة الجنوبية بمحاذاة قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الأول هو أن يهاجم  سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا بغزة على نطاق واسع، وهذا ما يحدث الآن وفقاً للتقارير الواردة من غزة.

أما السيناريو الثاني، حسب الصحيفة، قد يكون حربا دامية بين الطرفين حال ردت «حماس» على التصعيد الإسرائيلي.

إلا أن الصحيفة ترى أن بالإمكان تجاوز السيناريو الثاني، والتوجه بعد الأول إلى الثالث، والذي بموجبه يتم التوصل إلى هدنة صغيرة، تتمثل بوقف كامل لإطلاق النار، وتبادل للأسرى، وبداية عملية إعادة تأهيل اقتصادي في قطاع غزة بمشاركة مصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية.

وارتفع عدد المصابين جنوبي (إسرائيل)، جراء شظايا صواريخ أطلقت من قطاع غزة، الثلاثاء، وسقطت في مجمع «أشكول» الاستيطاني، إلى 5 اشخاص بينهم 3 جنود، حسب إعلام عبري.

مسؤولية مشتركة

وأعلنت كتائب «القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، و«سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة «الجهاد»، مسؤوليتهما المشتركة عن قصف المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية في محيط قطاع غزة، بعشرات القذائف الصاروخية على مدار اليوم.

وقالت الكتائب والسرايا، في بيان مشترك لهما، إن «القصف بالقصف والدم بالدم، ولن نسمح للعدو بفرض معادلات جديدة».

وشدد البيان على أن المقاومة إذ تدير معركتها مع العدو بما تمليه مصلحة شعبنا الفلسطيني من واقع القوة والاقتدار، فإنها لن تسمح للعدو أن يفرض معادلاتٍ جديدة باستباحة دماء أبناء شعبنا، وتحذره من التمادي والاستمرار في استهداف أهلنا وشعبنا.

ووفق المراسل العسكري لموقع «والا» العبري، «أمير بوخبوط»، فإن قذائف الهاون المطلقة اليوم على غلاف غزة، هي أكبر كمية تطلق في يوم واحد منذ أربع سنوات تقريبا، لافتا إلى أن التصعيد الحالي هو الأخطر منذ الحرب الأخيرة عام 2014.

رسائل ملغمة

وحسب مراقبين، فإن المقاومة الفلسطينية نجحت في رسم قواعد اشتباك جديدة مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما أكده المحلل السياسي «ثابت العمور»، بقوله: «التدحرج حادث بالفعل لكنه تدحرج مضبوط ومحدود ومدروس، وكل طرف يحتفظ بالكرة في ملعبه.. المقاومة أوصلت رسالة، وسلوك (إسرائيل) يقول إنها استلمت الرسالة جيدا وتتعامل بمقتضاها».

وأضاف «العمور» أن «تغيير القواعد أو التدحرج للحرب أمر مبكر وقد يكون مستبعدًا. ما يحدث على الأرض الآن هو تبادل رسائل، لكنها رسائل ملغمة».

أمر ضروري

من جانبه، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي «عدنان أبوعامر»، إن سقوط قذائف هاون في عدة مناطق بـ«غلاف غزة»، كان «يجب أن يحصل منذ زمن؛ لأن المقاومة كبحت جماح نفسها أكثر من اللازم أمام اعتداءات الاحتلال المتكررة».

وأضاف أن «أحداث الصباح الباكر كان يجب أن تحصل منذ زمن»؛ «لأن مواصلة الاحتلال في استنزاف قدرات المقاومة: بشريا واستخباريًا ولوجستيا، ما كان له أن يستمر دون رد تحت هاجس عدم التسبب باندلاع الحرب الواسعة».

وتابع «الاحتلال ربما فهم خطأ كثرة التصريحات الفلسطينية التي تحدثت عن عدم رغبتنا في الحرب».

وأشار إلى أن «هذه التصريحات كان يجب أن يتم التخفيف منها، وليس طمأنة العدو بصورة مجانية، بدليل أنه انتقل من قصف مواقع فارغة للمقاومة إلى استهداف مقاتلين بصورة متعمدة»، في إشارة إلى قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الجاري عدة نقاط رصد للمقاومة في القطاع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل غزة فلسطين القسام سرايا القدس حماس الجهاد الإسلامي