«عباس» يستهل عودته لمهام عمله بكشف خطة انتقال الحكم

الأربعاء 30 مايو 2018 10:05 ص

في اليوم الأول لعودته لممارسة عمله بمقر «المقاطعة»، أراد الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» الذي خرج قبل يومين من المشفى من اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح» أن يرسل عدة رسائل خارجية وداخلية، لها علاقة بالدرجة الأولى بملف الحكم وقيادة الشعب الفلسطيني.

واختار في كلمته التي افتتح بها الجلسة، التركيز على مصطلح «المؤسسة»، لإدارة مقاليد الحكم الفلسطينية، بدلا من «ثقافة الفرد»، والتي عبر عنها صراحة، في إشارة فهمت على أن هناك خطة سياسية، تضمن انتقال الحكم في المؤسسة الفلسطينية بشكل سلس، من خلال أطر منظمة التحرير الفلسطينية، التي ركز «عباس» على ذكرها كثيرا، بعيدا عن مؤسسة «السلطة الفلسطينية»، باعتبار الثانية وليدة الأولى، وإحدى أدواتها.

وفي تحليل لما ورد في كلمة الرئيس، فقد اختار في البداية الحديث عن نجاح عقد جلسة المجلس الوطني السابقة، التي انتهت مطلع الشهر الجاري، وجرى خلالها اختيار قيادة جديدة لمنظمة التحرير، والإشارة إلى العمل الجاري لعقد جلسة قريبة للمجلس المركزي، لاستكمال، حسب توصيف الرئيس «كل مؤسسات المنظمة»، باعتبار الأمر «في منتهى الأهمية».

وحول عقد المجلس المركزي الشهر المقبل، والذي سيقر خطط تطبيق قرارات المجلس الوطني، التي لها علاقة بوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع (إسرائيل) وقرارات داخلية أخرى، قال «عباس» «لن يعود أحد يستطيع اختراقنا، أو يلعب هنا أو هناك»، باعتبار المنظمة ومؤسساتها متكاملة وقادرة على أن تعمل بشكل جاد.

وفتحت تصريحات الرئيس حول «المؤسسة القيادية الفلسطينية» الباب أمام جملة تكهنات، في مقدمتها إصدار المجلس المركزي المقرر عقده بعد انتهاء شهر رمضان، جملة تشريعات، تضمن انتقال حكم قيادة المنظمة ودولة فلسطين، من خلال استحداث منصب «نائب للرئيس»، أو من خلال تشريع جديد يحدد الإطار الرئيسي المنظم لهذه العملية.

وسبق أن أكد مصدر سياسي مطلع لـ«القدس العربي»، أنه يمكن إقرار تشريع من المجلس المركزي باستحداث منصب «نائب الرئيس»، إذا ما قرر الرئيس ذلك.

وعبر «عباس» بشكل مباشر أيضا عن رغبته بعد أن عاد وذكر مصطلح «المؤسسة» من جديد، بأن لا تبقى «ثقافة الفرد» قائمة في الحكم، وذهابها إلى «ثقافة المؤسسة».

وتابع وهو يشيد بمؤسسات المنظمة: «نعمل كمؤسسة وهي التي تقود وليس الأفراد، وحين دخلت المستشفى 11 يوما بقيت المؤسسة تعمل، ولم تخرب البلد، ولم تتضرر البلد لأننا استطعنا بناء ثقافة المؤسسة وليست ثقافة الفرد (..) بالرغم من كل الأصوات التي حاولت التفرقة».

الإشاعات خاصة الإسرائيلية

وألمح الرئيس الفلسطيني في حديثه إلى الشائعات، خاصة الإسرائيلية، التي رافقته طوال فترة علاجه في المشفى، بقوله «لا ننساق مع الكلام غير المسؤول، ولدينا القدرة على أن نقود 13 دولة»، مضيفا «من العيب أن نقول إن المؤسسة دولة واقفة على شخص، وستبقى البلد عامرة برجالها».

وبالرجوع إلى «الشائعات الإسرائيلية» حول صحة الرئيس، والتي وصفها «عباس» في كلمته بـ«الكلام غير المسؤول» واستخدامه أيضا مصطلح «اللعب هنا وهناك»، فقد أخضعت هذه الشائعات، لما تحمله من مخططات إسرائيلية لها علاقة بتوتير الساحة الفلسطينية، إلى نقاش موسع في اجتماع اللجنة المركزية.

من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، «عزام الأحمد» في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين»، أن ما وصفها بـ«الحرب النفسية» التي أراد الاحتلال عبرها «بث القلق والفوضى» في الساحة الفلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين، والتي توجت بالعدوان على قطاع غزة، كانت البند الأول الذي جرى مناقشته خلال اجتماع المركزية، باعتبارها أدوات إسرائيلية لتوتير الساحة الفلسطينية، حيث لا تزال الخشية لدى حركة «فتح» من استمرار محاولات (إسرائيل) التوتيرية قائمة.

وتتوقع المستويات القيادية العليا في الحركة، أن تعاود وسائل الإعلام الإسرائيلية طرح «الشائعات» بصور وأشكال جديدة، خاصة بعد خروج الرئيس عباس من رحلة العلاج، وهو أمر جرى التأكيد على التصدي له فتحاويا من خلال اللجنة المركزية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين عباس فتح