من الإفتاء للفلك والبرلمان.. جدل «هلال رمضان» يتصاعد بمصر

الأربعاء 30 مايو 2018 11:05 ص

اضطرت دار الإفتاء المصرية إلى إصدار بيان حول صحة الرؤية الخاصة بهلال رمضان وبدء الصوم في مصر وسط حالة من الجدل المتزايد وصلت إلى حد طلب إحاطة في مجلس النواب (البرلمان) المصري.

تقدم النائب في البرلمان المصري «محمد العقاد»، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء بشأن حالة الجدل التي أثيرت على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب هلال رمضان.

وجاء طلب الإحاطة بسبب تداول مستخدمي المواقع صورا وفيديوهات للقمر في السماء، وهو يبدو شبه مكتمل في طور «البدر» باليوم الثاني عشر من شهر رمضان.

وطالب النائب بحضور ممثلين من علماء الفلك ودار الإفتاء المصرية، للرد على هذه التساؤلات التى أثيرت من أجل قطع الشك باليقين خاصة بعد حالة التشكيك التى يطلقها البعض بالخطأ فى حساب موعد بدء الشهر الكريم، متسائلا البعض فسر هذه الظاهرة بأنها انتفاخ الأهلة وأنها من علامات الساعة فهل هذا الكلام صحيح؟، ولابد من الرد على هذه التساؤلات لوأد الفتنة على وسائل التواصل الاجتماعى.

 

 

من جانبها، نفت دار الإفتاء المصرية ما تم تداوله من قِبل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية من أن هناك خطأً في استطلاع هلال شهر رمضان لما ظنه البعض من اكتمال القمر يوم 12 رمضان.

وأكدت الدار –في بيان لها- أن دار الإفتاء تستطلع أهلة الشهور القمرية كلها عن طريق لجان شرعية علمية تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك، حيث إن للدار 7 مراصد موزعة على مستوى محافظات الجمهورية لرصد الهلال.

كما اعتبرت أن لجانها تسير عند استطلاعها للأهلة وَفق خطة من أرشد الخطط في هذا الأمر؛ حيث تستعين بالرؤية البصرية سواء كانت بالعين المجردة أو بالعين التي تعتمد على استخدام المراصد والآلات بالإضافة إلى الحساب القطعي؛ كما أن هذه المراصد مزودة بأحدث الأجهزة العلمية وخرائط تحدد اتجاه زاوية الهلال، فضلًا عن وجودها في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصرية ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، لتتوفر فيها شروط الجفاف وعدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال.

ولفتت دار الإفتاء إلى أنه وفقا لخبراء الفلك والمتخصصين في معهد البحوث الفلكية، فإنه لا يمكن للعين المجردة أن تحكم على اكتمال القمر، وبالتالي فالحكم يكون من خلال خبراء مختصين، والاكتمال بحسب علماء الفلك سيكون في موعده في منتصف شهر رمضان.

وأضافت أن الحديث عن الاكتمال في الليلة الثانية عشرة من رمضان، أمر غير صحيح، إذ قد يبدو القمر مكتملًا ولكن فى حقيقة الواقع ليس مكتملًا، فقد يكون بنسبة 96% فقط حسبما أعلن خبراء الفلك.

وطالبت دار الإفتاء المصرية المسلمين جميعًا ووسائل الإعلام بعدم الالتفات إلى تلك المعلومات غير الدقيقة التي تشكك الناس في مؤسساتهم الدينية وتثير البَلبلة والشكَّ في نفوسهم، وتعكر على الصائمين صفو عبادتهم، مناشدة إياهم أن يتلقوا المعلومات من مصادرها الصحيحة وأهل الاختصاص حتى لا يحدث اضطراب في المجتمع.

وتعليقا على ذلك الجدل، قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، «حاتم عودة»، إن «مصر تصوم في موعد دقيق، وظهور القمر بشكل مكتمل في اليوم الثاني عشر من رمضان لا يعني وجود خطأ في مواعيد الحسابات الفلكية وما يحدد ذلك هو قياس القمر وكذلك ملاحظة حجم الإضاءة وهو ما سيظهر بشكل أوضح خلال الأيام المقبلة».

وأضاف «عودة» أنه «من يراقب القمر اليوم وغداً وحتى اليوم الرابع عشر سيلاحظ زيادة كبيرة في حجم الضوء المنبعث منه وهو ما يعني دقة الحسابات الفلكية لأن ذلك قائم على حسابات علمية دقيقة، وليس مجرد الرؤية بالعين المجردة».

وأشار إلى أن «الإنسان لا يستطيع تمييز قرص القمر مكتمل بالعين لأننا نستخدم حسابات وأجهزة حتى نستطيع تحديد ذلك لذا فالقمر يوحي في اليومين قبل البدر بأنه مكتمل لكن ذلك غير صحيح»، بحسب تصريحاته لـ«مصر العربية».

كانت أغلب الدول العربية التي تعتمد الرؤية الفلكية، أعلنت أن الخميس 17 مايو/أيار الجاري هو أول أيام شهر رمضان المبارك، بينما كانت تركيا قد أعلنت الصيام الأربعاء 16 مايو/أيار.

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قمر هلال بدر رمضان الإفتاء البرلمان الفلك