وفاة مليونير أسترالي شاب أصيب بالسرطان فـ«تاجر مع الله»

الجمعة 1 يونيو 2018 11:06 ص

توفي رجل أعمال أسترالي شاب، الأسبوع الجاري، بعد أن أفنى أخر أيام عمره في مساعدة الآخرين وإطلاق مشاريع خيرية لإغاثة المحتاجين من المسلمين في دول أفريقية فقيرة.

وعاش رجل الأعمال الأسترالي «علي بنات» الذي بلغ من عمره قبل وفاته 33 عاما فقط، حياة ترف ورفاهية وبذخ.

وتداولت مواقع إخبارية تفاصيل ثروته وبهرجته في حياته الخاصة؛ فجاء في بعضها أنه كان يمتلك سوارا من الماس تبلغ قيمته 60 ألف دولار، وأسطولا من السيارات الفاخرة، من بينها سيارة «فيراري سبايدر».

وتوفي الشاب، الذي عاش في مدينة سيدني، في اليوم الـ13 من شهر رمضان، الموافق 29  مايو/أيار، بعد أن قرر أن يتبرع بكل ما يملك من ثروة وأموال إلى الفقراء المسلمين في أفريقيا.

وفي وقت قصير، احتلت قصة المليونير الشاب، الذي عمل في مجال الإلكترونيات، مقدمة الأكثر تداولا عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة في أعقاب وفاته.

فقبل أن يفارق الحياة، تحولت حياته في وقت قصير جدا رأسا على عقب فور معرفته بأنه يعاني من مرض السرطان؛ حيث أخبره الأطباء بأن أمامه حوالي 7 شهور على الوفاة، إلا أنه عاش بعدها حوالي 3 سنوات.

وكانت هذه السنوات الثلاث بمثابة «تجارة مع الله» على حد تعبيره في أكثر من مناسبة.

واعتبر «علي بنات» مرض السرطان الذي عانى منه وتسبب في وفاته «هبة ومنحة من الله»، قائلا في حوار تم تسجيله معه ونُشر على «يوتيوب»: «أصبت بنعمة من الله.. الحمد لله، أصبت بمرض السرطان بجميع جسدي».

وتابع: «بعدها أخذت القرار بأن أغير حياتي كاملة وأفنيها في مساعدة الناس»، معتبرا مرضه فرصة لتغيير حياته وحياة الآخرين.

وأضاف أنه فور معرفته بإصابته بهذا المرض، تبرع بسيارته وساعاته وكل ملابسه للدول الفقيرة، موضحا أنه «أراد أن يترك الدنيا من غير شيء».

وبعد معرفته بتشخيصه، باع «بنات» شركته على الفور وسافر إلى منطقة توغو في أفريقيا، وهي دولة يعاني ما يقرب 55% من شعبها من الفقر. ويقدّر أن ما بين 12% و20% من سكان توجو مسلمون.

وفور وصوله، بنى «بنات» مسجدا، إضافة إلى مدرسة للأطفال لتكون صدقة جارية له.

وأوضح أن هذه الفكرة جاءت إلى خاطره عندما زار قبر صديقه المتوفي بنفس المرض، وفكر أن لا أحد سيكون بجانبه بعد موته إلا عمله؛ فشعر أن الأموال كلها تصبح لا قيمة لها بعد الرحيل.

وأسس أيضا جمعية خيرية باسم «مسلمون حول العالم- MATW»؛ المنظمة التي تقوم حاليا على خدمة آلاف الأشخاص في عدة دول منها توجو وغانا وبوركينا فاسو، وتقول إن هدفها هو «توفير حياة كريمة للمجتمعات هناك».

وتضمّ المنظمة العديد من المشاريع الأخرى، الممولة من صفحة «GoFundMe» الرسمية.

ومن المقرّر إقامة قرية تضم 200 أرملة، كما سينشؤون مركز طبي صغير وسلسلة من الأعمال التي تهدف إلى دعم المجتمع المحلي. وستوزع جميع الأموال بين 3 مشاريع، تهدف جميعها إلى إيجاد حلول مستدامة للفقر.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية وحدها، جمع ما يقرب 800 مليون دولار، أمّا الآن فهناك فائض من التبرعات لتكريم ذكرى «بنات»، وفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

وفي آخر رسالة وجهها قبل وفاته، قال: «السلام عليكم إخواني، ما هي إلا تذكرة سريعة، الله سبحانه وتعالى خير الماكرين»، مضيفا أن «أغلبنا يستيقظ يوميا وكل همنا ماذا نفعل لقضاء الوقت، وسبحان الله لا نعلم متى يحين الأجل، فيا إخواني وأخواتي عودوا إلى الله سبحانه وتعالى.. توبوا، فكل يوم قد يكون الأخير بالنسبة لك، ارجعوا إليه واطلبوا منه المغفرة».

 

  كلمات مفتاحية

أفريقيا خير إسلام إحسان عمل خير جمعية خيرية مسلمين وفاة مرض سرطان

بيع سيارة «لامبورجيني» خاصة بـ«البابا فرنسيس» لصالح أعمال خيرية

«ميسي» يتبرع ببقايا طعام حفل زفافه لجمعيات خيرية

حوله لمتجر.. مليونير بريطاني ينتقم من بنك رفض منحه قرضًا ‎