تفاهمات روسية إسرائيلية حول «الجنوب السوري».. وأمريكا تتحفظ

السبت 2 يونيو 2018 09:06 ص

تحفظت الولايات المتحدة على تفاهمات روسية إسرائيلية قضت بالسماح لقوات النظام السوري بالسيطرة على 3 مواقع استراتيجية جنوب البلاد.

وأرجعت مصادر دبلوماسية غربية أسباب هذه التحفظات إلى أن الجانب الأمريكي «يريد استمرار الضغط على النظام» وفقا ما نقلته «الشرق الأوسط».

وجرت التفاهمات الإسرائيلية الروسية خلال محادثات أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» هاتفياً، إضافة إلى محادثات أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، مع نظيره الروسي، «سيرغي شويغو».

وأسفرت تلك المحادثات عن اتفاق مبدئي التزمت فيه (إسرائيل) تأييد بقاء نظام بشار الأسد ونشر قواته على الحدود معها، مقابل انسحاب القوات الإيرانية من مناطق واسعة في سوريا.

وكشفت مصادر سياسية أنه خلال هذه المحادثات، رفضت روسيا اعتبار الوجود الإيراني العسكري في سوريا تهديداً لأمن (إسرائيل)؛ لكنها «أبدت مجدداً تفهمها للمطلب الإسرائيلي بضرورة انسحاب القوات الإيرانية وميلشياتها من سوريا».

كما أشارت إلى أن الإسرائيليين فهموا أن روسيا لا ترى مشكلة في أن يتم إخلاء منطقة واسعة في سوريا من القوات الإيرانية حتى شارع دمشق - السويداء (أي على بعد 60 - 70 كيلومتراً من حدود فصل القوات ما بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة)، لكنها أبلغت المسؤولين الإسرائيليين بأن تنفيذ مثل هذا الانسحاب يحتاج إلى وقت غير قصير، وإنه يجب أن يتم بشكل تدريجي.

وكشف مصدر إسرائيلي عسكري، الجمعة، أن «ليبرمان» التزم أمام الروس بألا تتدخل (إسرائيل) ولا تمنع عودة جيش النظام إلى منطقة القنيطرة بالكامل وإلى هضاب الجنوب الأخرى.

وخلال لقاء وزيري الدفاع، تم عرض خرائط لهذه المنطقة، أوضح الروس فيها أن جيش النظام سيتولى السيطرة على ثلاث نقاط استراتيجية هناك، هي نقطة الحدود مع الأردن جنوب درعا، وتل الحارة الذي يشرف على الحدود بين سوريا و(إسرائيل)، والذي تسيطر عليه الآن قوات وميليشيات إيرانية وبصر الحرير، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً شمال شرقي درعا.

وأكد الروس أن قسماً من قوات المعارضة سينضم إلى جيش النظام السوري في هذه المنطقة وطلبوا من (إسرائيل) ألا تعرقل هذه المهمة، على الرغم من أنها تعني زيادة صعوبة حصول المعارضة على الدعم المادي والعسكري الأمريكيين من جهة الحدود الأردنية.

كما طلبوا أن تمتنع (إسرائيل) عن قصف القوات السورية هناك، في حال انزلاق بعض القذائف باتجاه (إسرائيل)، مؤكدين «النظام السوري لا يدير حرباً معكم. وإذا وصلت إليكم قذائف من طرفهم فيكون ذلك بالخطأ».

وفيما يتعلق بالنشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا، والذي يتمثل في قصف مواقع إيرانية في سوريا، وتدمير قوافل شحن الأسلحة الإيرانية إلى لبنان لمصلحة «حزب الله» وغيرها، لخص الطرفان بالقول إنهما «أشادا بالتنسيق الأمني القائم على أعلى المستويات بين قادة الجيشين (على مستوى نائب رئيس الأركان) واتفقا على استمراره».

وفسر الإسرائيليون هذا التلخيص على أنه موافقة روسية ضمنية على هذه الضربات.

وأوضحت مصادر إسرائيلية، الجمعة، أن المحادثات الروسية الإسرائيلية التي وصفت بالمتقدمة تأتي بغطاء أمريكي كامل، وأن واشنطن تعتبرها «تقدما في المسار الصحيح»، وترى أنها «في نهاية المطاف ستسفر عن إزالة التهديد الإيراني من سوريا».

وفي تأكيد على هذا الموقف، نقلت مصادر سياسية في تل أبيب على لسان مسؤول كبير في الخارجية الإسرائيلية قوله، إن (إسرائيل) أبلغت عددا من قادة دول أوروبا أيضاً بالتفاهمات مع الروس.

كما ذكر المراسل السياسي للقناة العاشرة، «باراك رافيد»، عن مصادره، أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي «مائير بن شابات»، أبلغ نظيره الفرنسي «فيليب آتاين»، الأحد الماضي في القدس، أن (إسرائيل) لن تعارض بقاء «الأسد» رئيساً، بعد انتهاء «الحرب الأهلية» ما دام أن الإيرانيين و«حزب الله» اللبناني «والميليشيات الشيعية» سيُغادرون سوريا.

وأبلغ «بن شابات» نظيره الفرنسي أن (إسرائيل) ستستمر في الضغط عسكرياً وسياسياً ضد القوات الإيرانية في سوريا حتى يطلب الروس أو النظام السوري من الإيرانيين مغادرة كل سوريا.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

سوريا الجيش النظام بشار إسرائيل روسيا أمريكا الجنوب درعا تفاهمات نتنياهو