تفاصيل تأييد السعودية لمباحثات «كامب ديفيد» بين مصر و(إسرائيل)

السبت 2 يونيو 2018 12:06 م

كشفت برقية نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية، متعلقة بمفاوضات «كامب ديفيد» للسلام بين مصر و(إسرائيل)، دعم السعودية لعملية السلام بين الجانبين.

وحسب برقية مؤرخة بـ10 أغسطس/آب 1978، تم إرسالها من السفارة الأمريكية في السعودية إلى وزارة الخارجية الأمريكية، فإن لقاء عقد يوم 9 أغسطس/آب من ذات العام، في مدينة الطائف جمع السفير الأمريكي آنذاك «جون سي ويست»، مع وزير الخارجية السعودي حينها الأمير «سعود الفيصل».

وقال مسؤول أمريكي كتب البرقية، وشارك في الاجتماع ولم يكشف عن هويته، إن الأمير «سعود» أعرب عن دعمه لدعوة الرئيس الأمريكي حينها «جيمي كارتر»، لنظيره المصري «أنور السادات»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «مناحم بيغين»، لعقد اجتماع في كامب ديفيد.

وصرح بأنه يفكر في توصية اللجنة الاستشارية العامة بإصدار بيان علني حول هذا التأييد، حسب البرقية.

كما قال الأمير «سعود» خلال الاجتماع «بشكل قاطع إنه اعتبر أن موقف السعودية من المفاوضات تم تحريفه، ولم يسع السعوديون لإنهاء المفاوضات»، كما لم تهدف إلى ذلك رحلة ولي العهد السعودي آنذاك الأمير «فهد بن عبدالعزيز»، إلى القاهرة.

وأوضح وزير الخارجية السعودي أن «زيارة الأمير فهد إلى مصر جاءت بعد أن قرر السادات عدم الذهاب إلى المفاوضات في قلعة ليدز بانجلترا في الفترة من 18-19 يوليو/تموز 1978».

وتابعت البرقية أن الأمير السعودي «رد بحماسة ملحوظة، وقال: إننا نريد أن ينجح كامب ديفيد، لأن ذلك سيكون نجاحا لأصدقائنا الأقرب في مصر والولايات المتحدة».

وأضاف وزير الخارجية السعودي متعهدا: «سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة».

كما أشار إلى أن المملكة ستجعل دعمها علنيا، لكنه شدد على أن كل «مخرجات كامب ديفيد من الضروري أن تلقى قبولا واسعا في العالم العربي»، حيث أعرب مرارا خلال الاجتماع عن قلقه من أن الولايات المتحدة «ستضغط على السادات لجعله يقدم تنازلات في مسألة الانسحاب (الإسرائيلي من الأراضي المحتلة) والقضية الفلسطينية ستكون غير مقبولة تماما بالنسبة للعرب».

وأجاب المسؤول الأمريكي المجهول للأمير السعودي بالقول إنه «لا يستطيع أن يتنبأ بنتائج لقاء كامب ديفيد، إلا أنه تعهد بأن جميع الأفكار، التي ستتقدم بها الولايات المتحدة حول القضايا الأساسية، أي السلام والانسحاب والأمن والفلسطينيين، ستتطابق مع الموقف الأمريكي من القرار رقم 2424».

وأعرب الأمير «سعود»، حسب البرقية، عن أمله في أن يتوج لقاء كامب ديفيد بنتيجة ستشمل إرادة الفلسطينيين ومبدأ حقهم في تقرير مصيرهم، مشددا على أن هذا الأمر سيكون في غاية الأهمية بالنسبة للحصول على دعم العرب، فيما رد المسؤول الأمريكي بالقول إن الولايات المتحدة تسعى لوضع دائرة من المبادئ القابلة للتطبيق.

وكشفت برقية أخرى مؤرخة بـ11 أغسطس/آب 1978، وجهها وزير الخارجية الأمريكي، «سايروس فانس» إلى سفارة الاتحاد السوفيتي بالولايات المتحدة، عن طلب واشنطن دعم موسكو لمسعى الرئيس «كارتر» لعقد قمة كامب ديفيد.

وقال «فانس»، في البرقية: «بعد أن أكملت رحلتي إلى (إسرائيل) ومصر، أردت أن أقول بضع كلمات عن أسباب دعوة الرئيس كارتر للرئيس السادات ورئيس الوزراء بيجين للاجتماع معه في كامب ديفيد. نعتقد أنه من الضروري مواصلة الجهود للبناء على الإنجاز الذي نتج عن زيارة الرئيس السادات إلى (إسرائيل) في العام الماضي (19 نوفمبر/تشرين الثاني 1977)».

وتنبع أهمية هذه الوثائق في أنها تكشف بشكل رسمي للمرة الأولى عن دعم المملكة لمحادثات السلام بين مصر و(إسرائيل)، عكس الموقف المعلن وقتها، الذي تجلى بالمقاطعة العربية لمصر إثر توقيعها اتفاقية «كامب ديفيد» بشكل أحادي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية مصر كامب ديفيد أمريكا برقية سعود الفيصل