«إنتليجنس»: روسيا سمحت لـ(إسرائيل) باستهداف المصالح الإيرانية في سوريا

الأحد 3 يونيو 2018 03:06 ص

عندما تم استقبال رئيس النظام السوري «بشار الأسد» في سوتشي في 17 مايو/أيار، كان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» منفتحا على الحديث حول الخلاف المتزايد بين الكرملين وإيران حول الوضع في سوريا.

ووفقا لدورية «إنتليجنس أون لاين»، فقد جربت روسيا كل الطرق لإقناع «الأسد» بالدعوة إلى انسحاب القوات الأجنبية من سوريا.

ويريد النظام السوري بالطبع مغادرة القوات التركية والأمريكية، ولكن من وجهة نظر روسيا، فإن مثل هذا الإعلان يشمل بالضرورة «فيلق القدس»، الفرع الأقوى للحرس الثوري الإيراني، وكذلك مقاتلي «حزب الله»، والجماعات العراقية أيضًا.

لكن دمشق تبدو أكثر حذرا بشأن انسحاب هذه الميليشيات، وفي الشهر الماضي، حث المبعوث الروسي الخاص لسوريا «ألكسندر لافرينتيف» دمشق على مطالبة القوات الأجنبية بمغادرة البلاد، لكن النظام لم يمتثل.

وكانت روسيا وإيران تقومان بدور أساسي في توظيف وتدريب العديد من الجنرالات السوريين في محاولة لاكتساب التأثير والنفوذ، وفي لعبة التأثير هذه، تتمتع روسيا بميزة في الوقت الحالي.

ووفقا للدورية الفرنسية، لا تريد روسيا أن تنهي تحالفها التكتيكي مع (إسرائيل)، الذي منح سلاح الجو الإسرائيلي مجالا متزايدا للقيام بهجمات في سوريا على القواعد الإيرانية.

وأصبحت العلاقة بين «بوتين» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» أقوى في الآونة الأخيرة، الأمر الذي سبب غضب قائد فيلق القدس «قاسم سليماني»، الذي سبق وأن أخبر أطرافا أجنبية أخرى أن مجال التعاون بين روسيا وإيران أصبح ضعيفا في سوريا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، وافقت كل من موسكو ودمشق على إنشاء لجنة دستورية في سوريا تكون مسؤولة عن مراجعة القوانين الأساسية للبلاد. وهم يودون أن تندرج هذه العملية تحت مظلة المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف.

تحالف روسي إسرائيلي خلف ظهر طهران

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت القوات الجوية الإسرائيلية بشكل كبير غاراتها على المنشآت والقواعد الإيرانية في سوريا.

وتم تنفيذ الغارات، التي استهدف معظمها أنظمة الدفاع الجوي، بشكل وقائي لوقف الانتشار المستمر للأعداد المتزايدة من مقاتلي الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها إيران.

وأصبحت الهجمات ممكنة بفضل معلومات استخباراتية دقيقة للغاية، وكذلك بسبب التحول التكتيكي في موقف روسيا من (إسرائيل).

وحتى وقت قريب، كانت آلية «فك الارتباط» بين الروس والإسرائيليين، لتجنب الأضرار الجانبية، تحد من حركة الطائرات الإسرائيلية المقاتلة في الأجواء السورية.

لكن في اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الروسي في 9 مايو/أيار، خففت روسيا موقفها من جديد. وكانت تلك هي المرة التاسعة التي التقى فيها الرجلان في الأعوام الثلاثة الماضية، منذ أن نشرت روسيا قواتها العسكرية في سوريا.

ووفقا للدورية الفرنسية، أخبر «نتنياهو» «بوتين» أن (إسرائيل) لم تعد قادرة على تحمل محاولات طهران لتعزيز موقعها على الأرض، بالقرب من الحدود مع (إسرائيل)، وأنها تريد زيادة عملياتها لوقف هذا. ووعد أنه في المقابل لن يعمل على خطط تستهدف إسقاط النظام السوري.

ووافق «بوتين» على طلب الزعيم الإسرائيلي؛ حيث أعطى الضوء الأخضر للضربات ضد «فيلق القدس» الإيراني، الذي أصبح بشكل متزايد عائقا أكثر من كونه عاملا مساعدا بالنسبة لـ «بوتين».

المصدر | الخليج الجديد + إنتليجنس أون لاين

  كلمات مفتاحية

روسيا (إسرائيل) إيران سوريا بشار الأسد