دورية استخباراتية: الأزمة الخليجية تزعزع استقرار الصومال

الأحد 3 يونيو 2018 03:06 ص

يبدو أن الصومال برئاسة «محمد عبد الله محمد فارماجو» تستعد لانهيار مماثل لما حدث قبل 27 عاما أيام نظام الدكتاتور السابق «محمد سياد بري»، الذي كان من نفس العشيرة التي ينتمي إليها الرئيس الحالي.

وأصبحت الحكومة الصومالية المركزية معرضة للخطر، بشكل خاص بفعل ديناميات الأزمة الخليجية، وفي وقت تتفكك فيه الروابط بين «مقديشو» والحكومات المحلية الإقليمية.

المركزية مقابل الاتحادية

تقول دورية «أفريكا إنتليجنس» الفرنسية أنه بعد الاضطرار بالفعل إلى التعامل مع أرض الصومال، التي تطالب باستقلالها، و«بونتلاند» بطموحاتها الانفصالية، أصبح «فارماجو» مهدد الآن على جبهة جديدة، وهي «جلمدج» في قلب الصومال.

وفي أواخر عام 2017، سعى «فارماجو» للإطاحة برئيس «جلمدج»، «أحمد دعالي جيلي حاف»، ولكن اضطر إلى التراجع وإعادة تثبيته بسبب المعارضة الشعبية. ومع ذلك، فإنه يضغط مجددا لإضعاف تلك الدويلة في قلب الصومال.

ومع وضع انتخابات 2020 في الاعتبار، تأمل مقديشو في استعادة السيطرة على الولايات التي الخارجة عن سيطرتها، بدءا من «جلمدج». وحاول «فارماجو»، بالتعاون مع رئيس وزرائه «حسن علي خيري»، الضغط على «أحمد دعالي جيل حاف» لعدم حضور قمة القادة الإقليميين التي عُقدت في 13 مايو/أيار في «بيدوا»، وفي مواجهة تعنته، هدداه بإمكانية القيام بعمل عسكري ضد «جلمدج».

وعندما التقى «فارماجو» بحليفه الرئيسي، أمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، في الدوحة في 14 مايو/أيار، انتقد الرئيس الصومالي «العلاقات المشبوهة بين الإمارات والكيانات الانفصالية مثل صوماليلاند وبونتلاند». ومن المفهوم أيضا أنه طلب من أمير قطر القيام بمبادرة لدى رئيس «بونتلاند»، «عبد الولي محمد علي غاس»، في محاولة لإقناعه بالانتقال إلى المعسكر التركي القطري.

مقاطعة ضد مقاطعة

ونظرا لافتقارها إلى وسائل تحقيق طموحاتها في إضفاء الطابع المركزي على السلطة، تتطلع مقديشو إلى حلفائها الأجانب لدق إسفين بين المقاطعات الإقليمية الصومالية، مع اشتداد النزاع بين «بونتلاند» و«أرض الصومال» حول منطقة «خاتومو»، وفقا لـ«أفريكا إنتليجنس».

ويعد هذا الوضع حساسا للغاية؛ لأن المنطقة مأهولة من قبل «الدولبهنتي»، وهي عائلة من العشائر ذات الصلة بعشيرة «المهرة»، التي ينحدر منها «فاراجو» نفسه.

ولا تترك هذه العلاقات للرئيس أي خيار سوى التدخل والدفاع عن مطالبات «بونتلاند» بـ «خاتومو» كي لا ستعرض لخطر التعرض للاتهام بالضعف من قبل عشيرته.

ووفقا للدورية الفرنسية، فقد أرسلت أبوظبي مؤخرا إلى «هرجيسا» في أرض الصومال فريقا من عملاء الاستخبارات، في محاولة للتوسط بين «بونتلاند» و«أرض الصومال» ضد جهود الحكومة المركزية، وفي الأسبوع الماضي، تمكن القائم بالأعمال الأمريكي في الصومال، «مارتن ديل»، من التوسط لوقف إطلاق النار بين المتحاربين، لكن «بونتلاند» خرقت الاتفاق بعد يومين فقط.

وعلى الرغم من هذه الجهود الدبلوماسية، فإن الوضع يتدهور بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»، التي تدعمها الحكومة الصومالية المركزية بتكتم فيما يبدو.

المصدر | الخليج الجديد + أفريكا إنتليجنس

  كلمات مفتاحية

الصومال قطر الإمارات أرض الصومال