يترقب السعوديون، حلول اليوم الذي يركبون فيه سياراتهم من أي مدينة سعودية، متّجهين نحو سلطنة عُمان، دون المرور عبر دولة ثالثة، وذلك بافتتاح طريق أنشاته الدولتان منذ سنوات.

ورغم اكتمال إنجازه منذ عام 2013، إلا أن «أسباباً مجهولة» حالت دون بدء الحركة فيه.

لكن «تايمز أوف عمان» الناطقة باللغة الإنجليزية، قالت إن الطريق على وشك الانتهاء، ومن المرتقب افتتاحه قريبا.

وتحدّت الحكومتان السعودية والعُمانية صحراء الربع الخالي، بإنشاء هذا الطريق الممتد بطول 566 كيلومتراً، في مناطق رملية قاحلة ومناخ قاس.

يشار إلى أن الطريق الوحيد الواصل بين عمان والسعودية/ يبلغ طوله نحو 1638 كيلومترا، ويمر عبر الإمارات لتصل فترة الرحلة إلى ما بين 16 و18 ساعة، ما يعني أن الطريق الجديد سيوفر قرابة 800 كيلومتر.

وأوكلت وزارة النقل إلى الشركة السعودية «روسان للمقاولات» مهمة تمهيد الطريق السريع عبر صحراء الربع الخالي، ليختصر المسافة التي كان يضطر المسافرون بين البلدين إلى قطعها داخل الإمارات، مروراً في منفذين إماراتيين «الغويفات» و«هيلي».

ويبدأ الطريق الجديد من حرض - البطحاء في الأراضي السعودية، ويستمر باتجاه حقل الشيبة النفطي الشهير بطول 319 كيلومتراً، ثم يتجه نحو المنفذ الحدودي الجديد مع سلطنة عُمان بطول 247 كيلومتراً.

وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن الطريق الجديد يمر عبر حقول النفط العمانية عبر منطقة «تنام» في ولاية عبري، ويربطها مع الربع الخالي في السعودية.

وأضاف: «يعتبر هذا المشروع معجزة هندسية؛ إذ تم إنشاؤه عبر رمال أكبر صحراء في العالم»، حيث تمت ازالة ما يزيد عن 130 مليون متر مكعب من رمال الصحراء لإنشاء الطريق.

وسبق أن كشفت وزارة النقل السعودية، أنه تم الانتهاء من معظم أجزاء طريق عمان السعودية، بتكلفة نحو 950 مليون ريال (250 مليون دولار).

وعزت الصحيفة الكلفة العالية إلى كون الطريق «صحراوياً ومغطى بكثبان رملية هائلة، وشملت أعمال تمهيده رفع وإزاحة وتسوية ونقل تلك الكثبان بكميات كبيرة»، مشيرة إلى أن الأعمال الإنشائية نفذت «وفق المواصفات المعتمدة».

ورغم ترقب السعوديين افتتاح الطريق، ليصلوا إلى عُمان، وتحديداً مدينة صلالة التي أصبحوا يفدون عليها بكثافة في السنوات الأخيرة، وكذلك ترقب العمانيين افتتاحه ليسهل عليهم التوجه إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فضلاً عن الترابط الاجتماعي والتجاري بين البلدين، فإن مخاوف ظهرت من إنشاء طريق يربط البلدين عبر صحراء الربع الخالي، لأنها تعد منطقة «خطرة»، لطول مسافتها، وعدم توافر الخدمات العامة فيها، من استراحات ومحطات وقود.

وتعتبر صحراء الربع الخالي من أكثر الأماكن التي يهواها الرحالة ومحبو الصحراء، وخاضوا فيها تحديات كثيرة ليجتازوا الصحراء السعودية وصولاً إلى باقي دول الخليج المجاورة.