«معهد الشرق الأوسط»: هل تستطيع أمريكا وتركيا إصلاح علاقاتهما؟

الاثنين 4 يونيو 2018 12:06 م

في 25 مايو/آيار، أعلنت تركيا أنها قد اتفقت مع الولايات المتحدة على المضي إلى الأمام في «منبج».

وعلى الرغم من تراجع الدعم بعد أن نفت الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نهائي، فإن التقدم في المحادثات المشتركة يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح.

وإذا لم يكن هناك أي استفزاز جديد، وإذا كانت الأمور قد سارت على ما يرام في اجتماع وزير الخارجية «مايك بومبيو» مع وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، في 4 يونيو/حزيران، فقد يعيد هذا فتح الطريق أمام الدولتين للتعامل في القضايا الأوسع.

وليس لدى الولايات المتحدة مصلحة وطنية في مواجهة أوسع مع تركيا، وكانت إدارة «أوباما» قد وعدت الأتراك بأن حلفاءها الأكراد لن يذهبوا غرب نهر الفرات، وهكذا تحصل واشنطن على مصداقية لتكريم هذا التعهد وتوثيق العلاقات مع أنقرة، من خلال الموافقة على السيطرة الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا على المنطقة.

وسوف يتمكن الأمريكيون من ادعاء التزامهم بوعودهم في ظل الظروف الصحيحة، وستكتسب تركيا هدفا سياسيا مهما، وفرصة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

وعلى وجه الخصوص، سيتمكن الطرفان من إنشاء نظام يساعد القوات الأمريكية والتركية على توفير الأمن على طول الحدود التركية السورية، وبناء الثقة والسماح للطرفين بإصلاح الحواجز.

ولتحقيق إمكانات هذه الخطوة، يجب على أنقرة وواشنطن الآن الانخراط في قضايا أوسع، وأهمها روسيا وإيران.

ولقد دفعت عملية «سوتشي» للسلام، التي يهيمن عليها الروس، في سوريا تركيا إلى دور الشريك الأصغر، وقامت روسيا بإعطاء الضوء الأخضر للعملية التركية في «عفرين»، في يناير/كانون الثاني عام 2018، لإحراج الولايات المتحدة، ولكن منذ ذلك الحين، طلبت من تركيا الانسحاب.

وتحتفظ موسكو بعلاقات جيدة مع الأكراد السوريين كورقة مساومة في عملية السلام، ولإضعاف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كانت روسيا مسرورة ببيع نظام الدفاع الصاروخي «إس400» إلى أنقرة، لكن من غير المحتمل بدرجة كبيرة أن تسمح موسكو بالوصول الكامل والسيطرة الكاملة على النظام من قبل تركيا.

وعلى الرغم من النكسات، تواصل إيران الاندفاع من الغرب نحو لبنان عبر جنوب سوريا، ولقد استعانت (إسرائيل) بالروس للضغط على إيران.

لكن الروس يتطلعون إلى مغادرة سوريا، وليس الانخراط في مزيد من الفوضى، وموسكو بحاجة إلى طهران للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي.

وعارضت طهران عملية «عفرين» التركية، وسوف تضعف أي محاولة تركية لتكون «عفرين» مفتاح اتفاق للسلام النهائي.

وبعد كل شيء، كررت أنقرة على نحو منتظم معارضتها لحكومة «الأسد»، وقالت طهران إنها لن تسمح لمفاجأة الانتخابات العراقية «مقتدى الصدر» بحكم العراق، وتبقى عازمة على زيادة نفوذها القوي بالفعل في العراق، وكانت العراق دائما مفتاح الأمن التركي، منذ أيام الإمبراطورية العثمانية.

ومهما كان هدف حكومة أنقرة في سوريا أبعد من أهدافها المحلية، فلن يتمكن الأتراك من اجتياح عمق شرق سوريا دون أن يخاطروا بعملية السلام ومصالح واشنطن وموسكو وطهران ودمشق.

علاوة على ذلك، يعتبر العديد من المراقبين أن الأكراد السوريين قد حصلوا على بعض الحق في الحكم الذاتي، بعد أن واجهوا وصدوا «داعش»، وقد قام الأكراد بحماية «اليزيديين» وحفظوا «كوباني» أمام «داعش» في 2014-2015، عندما رفضت تركيا تقديم المساعدة.

وباختصار، تعتمد المجموعة التالية من الخطوات نحو الاستقرار في شمال غرب الشرق الأوسط الآن من جديد على مدى قدرة تركيا والولايات المتحدة على تلبية مصالح كل منهما.

ومع ذلك، هناك خطر يلوح في الأفق بالنسبة لأنقرة، فهناك توتر بين الكونغرس وتركيا، وهذا لعدة أسباب، منها اتهام الموظفين الأتراك في السفارة الأمريكية بتهم جنائية، والتهم الموجهة للقس الأمريكي «أندرو برونسون»، وشراء منظومة «إس400» الروسية.

وقد أتى سحب سفير تركيا في واشنطن بسبب إراقة الدماء الأخيرة في غزة في وقت غير مناسب بالنسبة لتركيا؛ حيث لم تتبع أي دولة عربية خطى تركيا.

كما تعتبر تركيا الخطاب المتطرف أداة دبلوماسية فعالة، على الرغم من وجود أدلة دامغة على عكس ذلك.

ففي الوقت الذي يدير فيه الدبلوماسيون المحترفون هذا التكتيك المثير في بعض القضايا، فإن أعضاء الكونغرس الأمريكي لديهم صبر أقل، وكانت أصوات داخل الكونغرس قد اقترحت بالفعل فرض عقوبات على تركيا، واقترحت إلغاء مبيعات طائرات «إف35» المقررة لتركيا.

ويسيطر الكونغرس على خطوط علاقات الدفاع الأمريكية، وفي الوقت الحالي، هناك ضوء مشرق من «الكابيتول هيل» ينبه تركيا إلى أنه عليها إصلاح الخلل الآن، وقد يترقب الكثيرون كيف تدير أنقرة دبلوماسيتها مع واشنطن في الفترة القادمة.

المصدر | معهد الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة تركيا منبج عفرين روسيا إيران سوريا الكونغرس