ماذا وراء التغييرات في خارطة الفضائيات المصرية؟

الاثنين 4 يونيو 2018 02:06 ص

تشهد خارطة الإعلام المصري تغييرات لافتة، برحيل إعلاميين بارزين عن قنوات فضائية دون تحديد وجهاتهم المقبلة.

وفي السياق، طرح خبيران معنيان بالإعلام والسياسة، ثلاثة أسباب لتفسير ما تشهده سوق الإعلام المصري، وهي: تغيير الوجوه المستهلكة، والتمهيد لسياسات جديدة، والعامل المادي بشأن هؤلاء الإعلاميين، حسب وكالة «الأناضول».

وقال مصدر مطلع بمدينة الإنتاج الإعلامي (تابعة للدولة)، إن «الخارطة الإعلامية ستشهد، خلال الفترة المقبلة، تغييرات لصالح توجهات جديدة من شأنها صناعة نجوم جدد، والإكثار من برامج المنوعات، ودمج قنوات».

وفي أكثر من مناسبة، أعلن الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، الذي يتولى الرئاسة منذ صيف 2014، أنه لن يستطيع أن يعالج أزمات البلاد المزمنة إن لم يجد دعمًا من الإعلام.

في نهاية أبريل/نيسان الماضي، أعلن الإعلامي «عمرو أديب»، أحد أبرز المقربين من النظام الحاكم، تقديم استقالته من قناة «أون إي» (خاصة)، والرحيل عنها في مايو/آيار الماضي.

لكن إدارة القناة أعلنت، في بيان، عشية أول أيام شهر رمضان المبارك، استمرار «أديب»، وأن البرنامج سيتوقف طيلة رمضان والإجازة الصيفية، ليعود، في سبتمبر/أيلول 2018، بفقراته كاملة.

وأعلنت شركة «إيجل كابيتال»، مؤخرًا شراء أسهم شركة «إعلام المصريين»، التي تستحوذ على أغلب الصحف والقنوات الفضائية في البلاد، وكان يترأسها رجل الأعمال البارز، «أحمد أبوهشيمة».

و«إيجل كابيتال»؛ شركة خاصة معنية بالإعلام، وتترأسها «داليا خورشيد»، سيدة أعمال وزيرة الاستثمار السابقة.

وعقب ذلك الإعلان، قررت شبكة قنوات «أون تي في»، التي تخضع لعقد البيع الجديد، تغيير هيكلها الإداري، وفق تقارير صحفية محلية.

ومنتصف مايو/آيار الماضي، أعلنت الشبكة، في بيان، خروج الإعلاميين «معتز بالله عبدالفتاح، ولبنى عسل»، عن خارطة القناة، ليحل محلهما برامج تركز على الأخبار فقط.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، آلت مجموعة قنوات «الحياة» الخاصة، التي أطلقها قبل سنوات «السيد البدوي»، الرئيس السابق لحزب الوفد (ليبرالي)، إلى مجموعة «فالكون» (خاصة)، التي بدأت نشاطها في الخدمات الأمنية والعقارية، منذ تأسيسها عام 2006.

وجاء ذلك بعد نحو شهر من استحواذ «فالكون» أيضًا على قناة «العاصمة»، التي كانت مملوكة للنائب البرلماني، «سعيد حساسين».

وفي السياق، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي «سعيد صادق»، إن الأمر مرهون بـ«رغبة النظام في طرح وجوه إعلامية جديدة خلاف المستهلكة»، معتبرا  أن «التعديلات الإعلامية أمر متوقع، خاصة بعد إعادة انتخاب السيسي، لفترة رئاسية ثانية (من أربع سنوات(».

ورأى «صادق» أن «الرئيس بحاجة إلى وجوه إعلامية جديدة، خاصة أن الحاليين استهلكوا أمام الجمهور على مدار السنوات الماضية، وأصبحوا عالة (حملا) على النظام».

وأضاف الأكاديمي المصري، أن «كل إعلامي ممن يعاد تغيير موقعه كان له جمهور محدد، فمثلا جمهور عمرو أديب من الطبقتين المتوسطة والعليا، وتوفيق عكاشة، من الفلاحين وربات البيوت، وأحمد موسى، من ربات البيوت والموظفين».

ولفت إلى «الرغبة في الإعداد للانتخابات البرلمانية 2020، بتهيئة الأجواء لإعادة هيكلة الأحزاب، والبدء في خطة اندماج بعضها، أو تشكيل حزب حاكم من ائتلاف دعم مصر (ائتلاف الأغلبية البرلمانية)».

ومن أسباب تغيير بعض نجوم البرامج الحوارية، «العامل المالي»، بحسب «سامي الشريف»، أستاذ الإعلام الدولي، الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون (مملوك للدولة).

ورأى «الشريف»، أن «الإعلام يعيش عصر الاحتراف كما في كرة القدم، لذلك الانتقالات الحالية تقف وراءها إغراءات مالية»، مضيفا أن «القنوات الخاصة تقوم على استقطاب العناصر الإعلامية الكفؤة، التي تستطيع من خلالها الصمود في سوق المنافسة».

ومتفقا مع استنكار «السيسي» للبرامج الحوارية التي تمتد لساعات، قال «الشريف»، إن «ما يحدث في قنواتنا الفضائية لا مثيل له في أي مكان في العالم».

وأوضح: «ليس هناك مذيع يستطع التحدث 5 ساعات في قضايا متنوعة في غير تخصصه، يفتي في الدين ويتحدث في الرياضة والسياسة والطعام»، معتبرا أن هذا «نوع من الإفلاس المهني للمذيع، لأنه يريد أن يفرض آراءه وتوجهاته على المشاهد».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مصر الإعلام المصري خارطة الإعلام فضائيات مصرية مدينة الإنتاج الإعلامي