مسؤول أمريكي: حذرنا الإمارات والسعودية من السيطرة على الحديدة

الثلاثاء 5 يونيو 2018 07:06 ص

كشف مسؤول أمريكي أن بلاده حذرت السعودية والإمارات من المضي قدما والسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة، غربي اليمني، لأن ذلك سيقوض العملية السياسية من ناحية ويزيد المعاناة الإنسانية من ناحية أخرى، ورغم ذلك فإن القوات اليمنية المدعومة من الإمارات تقدمت بسرعة إلى أقل من 10 أميال من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.

جاء ذلك في تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست»، عن المسؤول الأمريكي الكبير الذي فضل عدم نشر اسمه، والذي تحدث بعد مشاورات جرت في الرياض، الأسبوع الماضي مع مسؤولين إماراتيين وسعوديين.

وقال المسؤول الأمريكي «إنه وضع متقلب للغاية، لقد نصحناهم بالفعل (السعوديون والإماراتيون) بالمحافظة على أقصى درجات الحذر، وعدم التحرك في المدينة أو الميناء لأسباب مختلفة».

ويعتزم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن «مارتن غريفيث»، بعد مناقشات مع جميع الأطراف خلال الأسابيع القليلة الماضية، تقديم خطة سلام جديدة يوم الجمعة المقبل لحل النزاع الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 10 آلاف مدني وشرد الملايين وترك الكثير من السكان يعانون من المجاعة والمرض.

وفر الآلاف بالفعل من مدينة الحديدة، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 600 ألف نسمة على البحر الأحمر تتدفق عبرها معظم المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وقد تم السيطرة عليها منذ أواخر عام 2014 من قبل الحوثيين، الذين يقاتلون منذ أكثر من ثلاث سنوات ضد القوات الموالية للحكومة الشرعية والمدعومة سعوديا وإماراتيا.

ووفق المصدر ذاته، فإن القوات البرية الإماراتية على بعد حوالي تسعة أميال من الحديدة، وحكومة الإمارات قالت للمسؤولين الأمريكيين إنهم لن يتحركوا للأمام، لكن في الوقت نفسه، تقول أبوظبي إنها لا تملك سيطرة على قوات الحكومة اليمنية التي دربتها وساعدتها.

وقال المسؤول الأمريكي، إن الإماراتيين «أعادوا التأكيد» الأسبوع الماضي على أن قواتهم «لا تخطط في هذا الوقت» للمشاركة في هجوم الحديدة لكن «الوضع قد يتغير إذا كان هناك هجوم عليهم أو نوع من الاستفزاز من داخل المدينة يهدف إلى جذبهم».

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الإماراتيين هم «اللاعبون الرئيسيون هناك، على الرغم من الادعاءات بأنهم لا يتحكمون، وإذا هاجم المتمردون من جانب واحد القوات اليمنية، قد نطلب من هادي والإماراتيين التدخل».

ووفق الصحيفة، فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» حجبت بيع «الصواريخ دقيقة التوجيه»، إلى المملكة العربية السعودية وسط قلقها بشأن الوضع الإنساني باليمن، كما رفضت طلبا إماراتيا في أواخر عام 2016 لزيادة المساعدة لهجوم جوي وبحري على مدينة الحديدة.

وفي المقابل وافق الرئيس «دونالد ترامب» على بيع تلك الصواريخ، وطلب منه وزير الدفاع «جيمس ماتيس» رفع القيود المفروضة من إدارة «أوباما» وتقديم دعم إضافي للعمليات السعودية والإماراتية.

كما طالب «ماتيس» بالموافقة على عملية الحديدة، والمساهمة بها في بعض الأمور بما في ذلك المراقبة الإضافية والاستخبارات والمساعدة التشغيلية.

وأمس الإثنين، أصدرت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، بعد أن تحدثت مع «ترامب»، بيانا قالت فيه إنهما متفقان على الحاجة إلى حل سياسي في اليمن وأهمية مواجهة «النشاط الإقليمي الإيراني المزعزع للاستقرار» ، لكن «حذرنا من أي عمل قد يزيد من معاناة إنسانية حادة هناك».

وجاء في بيان للبيت الأبيض حول الدعوة أن «ترامب» ناقش سلوك إيران في اليمن، لكنه لم يذكر الحلول السياسية أو الوضع الإنساني.

وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي تمثل الإمارات ثاني أكبر قواته ويدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس، «عبدربه منصور هادي»، يوم 14 مايو/أيار الماضي، عن بدء عملية واسعة في الساحل الغربي اليمني لاستعادة مدينة الحديدة الاستراتيجية الواقعة على الشاطئ، التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم.

وينفذ تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، منذ عام 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة المسلحين الحوثيين.

  كلمات مفتاحية

الحديدة الإمارات السعودية اليمن أوباما ترامب التحالف العربي الحرب البحر الأحمر