الشيخ «أبوسنينة».. 38 عاما إماما للمصلين تحوّله لأيقونة لـ«الأقصى»

الثلاثاء 5 يونيو 2018 09:06 ص

قبل 38 عاماً، بدأ الشيخ «يوسف أبوسنينة»، أول صلواته إماماً رسمياً للمسجد الأقصى في مدينة القدس، ليكون أصغر أئمة المسجد سناً آنذاك، وتمضي السنوات ليصبح أحد أبرز خطباء وأئمة الحرم القدسي الشريف.

وبعد ثلاثة عقود، صدح خلالها صوت «أبوسنينة» (59 عاما) في أركان «الأقصى» وساحاته خاصةً في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، بات من الأصوات الشهيرة بين المصلين الذين يأتون من القدس والضفة الغربية والمدن العربية بـ(إسرائيل).

رحلة الرجل في الإمامة بالمسجد الأقصى بدأت عندما كان عمره 21 عاماً، وكان حينها قد تخرج في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وتم تعيينه لإمامة الصلوات الجهرية (الفجر والمغرب والعشاء) في المسجد.

ويقول إمام «الأقصى» لـ«الأناضول»، إنه «منذ ذلك الحين حتى الآن وأنا أقوم بهذه المهمة الربانية، ابتغاء مرضاة الله، ومن أجل خدمة المسلمين بالمسجد الأقصى».

وقبل أن ينال «أبوسنينة» لقب إمام المسجد الأقصى، كان أحد أساتذته قد توقع له أن يصبح إماماً للأقصى عندما كان في الثالثة عشرة من عمره.

ويقود الشيخ الإمام حالياً، فريقاً من 4 من حفظة القرآن الكريم، يتناوبون كل ليلة على إمامة المصلين بالمسجد الأقصى في 20 ركعة من صلاة التراويح.

ويبدأ حفظة القرآن الأربعة إضافة إلى «أبوسنينة» في تلاوة المصحف الشريف بصلاة التراويح من أول صفحاته في الليلة الأولى لشهر رمضان، على أن يتم اختتامه كاملاً في ليلة الـ27 من الشهر التي توافق «ليلة القدر».

وعن ذلك يقول «أبوسنينة»: «في ليلة القدر عندما نختم المصحف يكون أكثر من 300 ألف مصل في هذا المسجد المبارك».

وتشير تقديرات دائرة الأوقاف الإسلامية (التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية)، المسؤولة عن إدارة الأقصى، أن عشرات آلاف المصلين يشاركون كل ليلة خلال رمضان في صلاة التراويح بالحرم القدسي.

ويؤكد «أبوسنينة» أن الإقبال على الصلاة في المسجد الأقصى كبير، بخلاف ما كان عليه الحال بالأعوام التي أعقبت الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967.

ويضيف: «يحضر آلاف المصلين يومياً لصلاة التراويح، وفي أيام الجمعة والخميس من كل أسبوع يحضر أكثر من 50 : 60 ألف مصل، وفي صلاة الجمعة يحضر ما يزيد على 250 ألفا».

ويعتبر الشيخ «أبوسنينة» أن ازدياد أعداد المصلين يأتي رداً على الإجراءات الإسرائيلية والأمريكية ضد المسجد، خاصة القرار الأمريكي الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة.

ويصل المسجد الأقصى في شهر رمضان عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون بالضفة الغربية رغم القيود الإسرائيلية التي تمنع الذكور دون سن الـ40 عاماً، من الوصول إلى القدس.

وعن ذلك، يقول «أبوسنينة»: «الحمد الله أن الكثير من الشباب المسلمين يحضرون للأقصى خاصة بأيام الجمعة، رغم أن هناك قوانين صارمة من قبل قوات الاحتلال، ولكن هذه إجراءات بشرية والإجراءات الإلهية أكبر من ذلك بكثير».

ويصل الشبان الفلسطينيون من الضفة الغربية إلى القدس عبر ثغرات في الجدران والحواجز الإسرائيلية، أو من خلال تسلق جدار الفصل المحيط بالمدينة المقدسة، والذي يصل ارتفاعه 8 أمتار.

وعلى مدى عمله خلال العقود الثلاثة الماضية في الأقصى، شاهد الشيخ «أبوسنينة» الكثير من الأحداث المؤلمة، ولكن أكثرها إيلاماً بالنسبة له كانت المجزرة الإسرائيلية التي وقعت ضد المصلين بالمسجد عام 1990.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 1990، حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس لما يسمى بـ«الهيكل الثالث» في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس بمنعهم ووقع على إثر ذلك اشتباك بين المصلين والمتطرفين قبل أن يتدخل جنود الاحتلال ويمطروا المصلين بالرصاص، ما أسفر حينها عن مقتل 25 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1500.

وعلى الجانب الآخر، فإن أسعد لحظات «أبوسنينة» في المسجد، هي عندما يخطب في الناس قبل صلاة الجمعة، أسبوعيا.

ويقول: «عندما أعطي الدرس قبل صلاة الجمعة أشعر كأنني أعيش في جنة نعيم فمن أجل أوقات الحياة أن يجلس الإنسان مع تلاميذه».

ويوجه الشيخ الفلسطيني الدعوة إلى المسلمين لشد الرحال إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، ليكون ذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية عليه.

  كلمات مفتاحية