استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نريد زعيما خليجيا يخلده التاريخ

الثلاثاء 5 يونيو 2018 10:06 ص

اليوم الخامس من يونيو/حزيران، هذا يوم شؤم ويوم حزن في تاريخنا العربي المعاصر سيظل يلاحقنا  عبر التاريخ ، في الخامس من هذا الشهر 1967 اجتاحت إسرائيل بمعونة أمريكية مباشرة وغير مباشرة ثلاث دول عربية (مصر وسورية والأردن ) هزمت ثلاثة جيوش كانت أعمدة الجيوش العربية في ذلك الزمان.

كان بإمكان  جيوش بقية الدول العربية المدججة بالسلاح أن تهب لنجدة إخواننا  في تلك الدول وإلحاق الهزيمة بالمعتدين، لكن انشغل حكامنا العرب في ذلك الزمان بين شامت وحاقد  ومتواطئ مع العدوان بطريقة أو أخرى.

واليوم نشاهد تلك الأنظمة التي تبنت الإسلام هو الحل تحارب هذا الشعار وأهله  وتعمل من اجل وأد هذا التيار الإسلامي تحت ذرائع مختلفة وتدعو إلى تبني " العلمانية " كمنهج حكم وحياة.

من رحم تلك الهزيمة الشنعاء برزت قيادات عربية  تدعو إلى لم الصفوف العربية وتضميد الجراح وتناسي الخلافات البينية، كان منهم جمال عبد الناصر، والملك فيصل، وهواري بومدين، والشيخ صباح السالم الصباح، وعبد الرحمن عارف،  وأجمعوا على العمل جميعا من اجل إزالة آثار العدوان.

وانطفأت شعلة الأمل في إزالة آثار العدوان لأن يد القدر امتدت إلى هؤلاء  الزعماء الأماجد واحدا تلو الآخر قبل أن يتحقق  مشروعهم الوطني في إزالة آثار العدوان، وسيبقى هذا اليوم في الذاكرة العربية أبد التاريخ.

 

خامس من حزيران آخر، خيم علينا في مثل هذا اليوم من عام 2017 انه يوم لا يقل شؤما على امتنا العربية والإسلامية  على وجه العموم، وعلينا في الخليج العربي على وجه الخصوص.

في مثل هذا اليوم الخامس من حزيران/ يونيو الماضي أصبحنا في قطر مع طلوع فجر ذلك اليوم لنجد أنفسنا تحت حصار فرض علينا ليس من عدو متربص بنا ولكن من أشقاء  نسعى إليهم بالحب والمودة والإخاء نريد لهم الخير كما نريده لأنفسنا نحن وهم شركاء في الحاضر والمستقبل والمصير.

نتيجة لذلك الحصار غير المبرر راحت القوى المحاصرة تجوب عواصم الدنيا لتبرر حصارها على قطر شقيقة وشريكة في منظمة مجلس التعاون الخليجي، وتعمل على تشويه سمعة قطر بين الأمم لاتهامها بأن الأخيرة موئل الإرهاب والإرهابيين اللذين يهددان سلامة العالم وأمنه واستقراره.

وقد برأ قادة العالم قطر من تهم الإرهاب وتمويله وإيواء عناصره فسقطت حجتهم، وراح إعلام الأشقاء يمعن في العداوة ويحرض الرأي العام على قطر شعبا وحكومة.

ندخل اليوم السنة الثانية للحصار، ويقول وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة في مقابلة صحفية لصحيفة خليجية: "إنه لا يرى بارقة أمل لفك الحصار عن قطر".

وهذا يعني أن العداء والحقد والضغينة لقطر لدى الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين  بلغ مداه وأنهم لا يريدون حلا لا بالحوار المباشر الذي تدعو إليه قطر بين الأشقاء ولا بتشكيل لجنة حكماء من خارج دائرة مجلس التعاون الخليجي  لتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول المنصفة، وفي هذه الحالة ما لنا إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.

في مطلع هذا الأسبوع تناقلت وكالات الأنباء أن القيادة السعودية  هددت دولة قطر إن هي اشترت صواريخ روسية الصنع الدفاعية أس400 المضاد للطائرات في نفس الوقت الذي تعاقدت الدولة السعودية مع روسيا في أكتوبر الماضي بتزيدها بذات السلاح الذي تنكره على الدوحة.

والسؤال: "هل حلال لكم حرام على غيركم"؟

الرسالة الملكية كما جاء  نصها في صحيفة لوموند الفرنسية  المرموقة  هو "المملكة مستعدة لأخذ كل الإجراءات الضرورية لتصفية هذا النظام الدفاعي، بما في ذلك العمل العسكري".

إذا صدقت تلك الأنباء والتي مؤداها طلب السعودية من   روسيا عدم بيع قطر لذلك النوع من السلاح، فإن هناك نوايا شر تحيط بقطر في قادم الأيام  وعلى قطر أن تأخذ التهديد محمل الجد وتأخذ حذرها في هذه الحالة.

في الدول الحرة في الغرب، يعمل القادة عملا يخلدهم في التاريخ، فهذا  الجنرال ديغول دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما أعلن انسحاب فرنسا من الجزائر بعد احتلال دام 130 عاما خضوعا لثورة الجزائر الشعبية، وعندما تنحى عن الرئاسة لفرنسا لأنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة من شعبه على مشروعه السياسي.

والمطلوب أن يبرز زعيم خليجي في أيامنا هذه يعيد الألفة والمحبة والإخاء بين أهل الخليج حكاما ومحكومين، أولا برفع الحصار عن أهل قطر، وثانيا إعادة تنظيم مجلس التعاون الخليجي ليكون أهلا لحل ومنع كل خلاف يحدث بين الأشقاء مستقبلا.

آخر القول : هل تتحقق أمنيتي ببروز زعيم خليجي يعيد الألفة بين أهل الخليج إلى سيرتها الأولى دون عنف؟ عيني ترنو نحو الرياض فهل يعملها الملك سلمان؟

- د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

أهل الخليج زعيم خليجي مجلس التعاون الخليجي حصار قطر السعودية منظومة أس400 الدفاعية روسيا