توافق إقليمي ودولي نادر على استعادة «الأسد» للجنوب السوري

الثلاثاء 5 يونيو 2018 11:06 ص

يلوح في الأفق توافق إقليمي ودولي نادر داخل الساحة السورية على عودة قوات النظام حصرا إلى منطقة الجنوب السوري.

وتكتسب هذه المنطقة التي تضم بشكل رئيسي محافظتي درعا والقنيطرة، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع (إسرائيل) والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ولكل من هذه الأطراف الثلاثة، بالإضافة إلى داعميها من روس وإيرانيين وأمريكيين، مصالح أو تطلعات فيها.

وقال الباحث في مركز «عمران» للدراسات «نوار أوليفر» لوكالة «فرانس برس»: «الجبهة الجنوبية هي أول مثال على توافق دولي لعودة النظام (..) من الواضح أن هناك توافقا بين الأمريكيين والإسرائيليين والأردنيين والروس، على أن الخيار الأفضل هو انتشار قوات النظام من دون الدخول في عملية عسكرية».

ويحضر مستقبل الجنوب السوري على جدول محادثات تقودها روسيا مع (إسرائيل) من جهة، والولايات المتحدة والأردن من جهة أخرى.

فقد دعت موسكو قبل أسبوع واشنطن وعمان إلى عقد لقاء بأسرع ما يمكن للبحث في هذه المسألة التي حضرت أيضا في اتصال هاتفي، الخميس، جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».

ويتحدث الباحث المتخصص في الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية «سام هيلر» عن «تشكّل شبه إجماع دولي على عودة دمشق الى الجنوب السوري، ولكن مع إبعاد حليفها الايراني عن الحدود».

ويميز المحللون بين جبهتين رئيسيتين لقوات النظام، إحداها مع اسرائيل (القنيطرة) والأخرى مع الفصائل المعارضة (درعا).

وتسيطر فصائل معارضة على 70% من مساحة محافظتي درعا والقنيطرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ويتواجد تنظيم «الدولة الاسلامية» في جيب في جنوب غرب درعا، كما ينتشر نحو 500 من مقاتلي «حزب الله» والمستشارين الإيرانيين في مثلث درعا القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي.

ويرى الباحث في المعهد الأمريكي للأمن «نيكولاس هيراس» أن «واشنطن تريد من خلال أي صفقة وضعاً يمكن للإسرائيليين التعايش معه، وهو الأمر الأصعب، لأن ذلك يعني أنه لا يمكن للأسد دعوة الإيرانيين وحزب الله للتمركز في المنطقة».

ويقول «هيراس» إن «السرّ القذر الذي لم يعد يخفى على أحد، هو أن الحكومة الأمريكية أدركت من اليوم الأول أن منطقة خفض التصعيد لن تكون إلا خطوة مؤقتة نحو صفقة أوسع مع روسيا، تهدئ المخاوف الأردنية.. وتبقي الاسرائيليين سعداء».

وأضاف: «يريد الأردنيون أن يربح الأسد من دون حرب، وهذا ما تقدمه روسيا تماماً عبر عملية المصالحة».

ووفق «هيراس»، فقد شكلت عمليات المصالحة التي تقودها موسكو في مناطق عدة بين الفصائل المعارضة والنظام، الفرصة الأفضل بالنسبة للإردنيين لتجنب هجوم يرتب تدفق مزيد من اللاجئين إلى أراضيهم، علماً أنهم يستضيفون أكثر من 660 ألف لاجئ سوري وفق الأمم المتحدة.

ووفق محللين، فإن روسيا تسعى لإعادة شرعية النظام السوري، عبر السيطرة على المدن الرئيسية والمعابر التي يعد معبر «نصيب» مع الأردن أبرزها.

يشار إلى أن وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» رفض، السبت الماضي، الحديث عن اتفاق، وقال إن أي اتفاق مشروط بانسحاب الولايات المتحدة من قاعدة «التنف».

وتشهد منطقة جنوب سوريا وقفاً لاطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية كإحدى مناطق خفض التصعيد في سوريا.

  كلمات مفتاحية

توافق إقليمي ودولي الجنوب السوري الأسد إسرائيل الأردن خفض التصعيد درعا القنيطرة