«بلومبيرغ»: قطر الغنية تستطيع الصمود أمام الحصار مئة عام

الأربعاء 6 يونيو 2018 03:06 ص

اعتبرت مجلة «بلومبيرغ» الأمريكية في تقرير لها أن قطر ثرية بدرجة كافية وتستطيع الصمود لمئة عام أمام الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل عام.

وقال التقرير إن عاما مضى على الحصار المفروض على قطر بسبب مزاعم عن علاقاتها مع إيران وتمويل الإرهاب، وعندما تستمع للسعوديين فإن الحصار كان نجاحا كبيرا، لكن وفقا لمعظم المقاييس، فقد فشل الحظر المفروض على الروابط الجوية والبحرية والبرية الرئيسية، حيث ارتفعت واردات البلد وصادراته.

ووفقا لصندوق النقد الدولي، تعتبر قطر أغنى بلد في العالم من حيث نصيب الفرد بفضل الاحتياطيات الهائلة من الغاز الطبيعي وهي في طريقها لتحقيق فائض في الميزانية عام 2018، كما ينمو اقتصادها بشكل أسرع من معظم نظرائه.

ونقلت المجلة عن الأستاذ المساعد في كينجز كوليج لندن، «ديفيد روبرتس» قوله إنه من الصعب رؤية نجاح الحصار ولم تستسلم قطر ولم تنضم (للحصار) أي دولة عالمية مهمة.

من جانبه، قال «زياد داود»، الاقتصادي البازر لشؤون الشرق الأوسط في «بلومبيرغ إيكونوميكس» إنه في البداية ترك الحصار آثارا خطيرة حيث بدأت الأموال الأجنبية بالتدفق خارج البلد وهبطت أسعار السوق المالي بنسبة 7% وتراجع التصدير في يونيو/حزيران بنسبة 40% وتوقف النمو وزادت أسعار الطعام وتوقفت السياحة السعودية.

وأضاف تدفع قطر مبالغ أكثر عن صادراتها ولكنها تستطيع نظرا لثروتها، واستطاعت قطر تحقيق الاستقرار على المستوى الاقتصادي عندما حولت خطوط النقل والتصدير عبر إيران وتركيا، واستطاع القطريون الذين تحدوا الحصار التحايل على العقوبات حيث استوردوا الطعام من تركيا وأحضروا الأبقار من الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي سحب فيه الإماراتيون والسعوديون 30 مليار دولار من البنوك القطرية إلا أن هذا المبلغ لم يكن مهما في بلد تصل ثروته السيادية إلى 320 مليار دولار.

وحولت هيئة الاستثمار القطرية في الخارج مبلغ 20 مليار دولار لدعم البنوك المحلية.

وعززت الدوحة من علاقاتها مع القوى الدولية وأعلنت عن خطط لاستثمار 35 مليار دولار في الولايات المتحدة بحلول عام 2020 وزادت من حصصها مع أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا (روس نفط) والتي يديرها المقرب للرئيس الروسي «إيغور سيشن».

وأنفقت قطر مليارات الدولارات على صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا حيث اشترت مقاتلات وبوارج حربية وصواريخ.

واستمرت في الوقت نفسه ببناء الطرق وملاعب كرة القدم تحضيرا لمباريات المونديال التي ستعقد في الدوحة عام 2022.

وعن الموقف الأمريكي من الأزمة، قالت «بلومبيرغ» إنها كانت قضية صعبة وجاءت بعد أسابيع من زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للسعودية، ولهذا انقسمت الإدارة حولها حيث تقيم قطر تحالفا قويا مع أمريكا، ففي الوقت الذي أعرب ترامب عن دعمه للحصار حاول وزير الخارجية ريكس تيلرسون طمأنة القطريين أن التحالف قائم، حيث إن أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط موجودة في قطر.

وغير «ترامب» موقفه من الدفاع عن الحصار لمديح أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» وجهود بلاده في مكافحة الإرهاب، ومع أن السبب وراء الحصار كان اتهام قطر بالتقارب مع إيران إلا ان الأزمة قربتها منها، فقد اعتمدت عليها في استخدام المجال الجوي الإيراني وحركة الطيران.

ورأى «مايكل غرينوالد»، الملحق المالي السابق في سفارتي الولايات المتحدة في الدوحة والكويت أن إيران هي المنتصر الوحيد في هذه الأزمة.

وأضاف أن «دينامية القوة الجديدة لإيران تعتبر من أهم التداعيات المقلقة للمواجهة».

وقال مسؤول بارز في البيت الأبيض إن إدارة ترامب تتفق مع هذا التقييم وأن إيران هي المستفيد الأول ولهذا حثت السعودية والدول المتحالفة معها على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإنهاء الأزمة.

واعتبرت المجلة أن الأثر الدائم لهذه الأزمة هو ثقافي، ونقلت عن مصرفي قطري قوله إنه قرر تغيير إجازته إلى بلدة سويسرية صغيرة بدلا من لندن أو باريس حتى يقلل من ملاقاة سعوديين او إماراتيين.

واشارت إلى أنه رغم تراجع السوق المالي طوال العام الماضي، تنقل وكالة الأنباء القطرية يوميا أخبارا عن الإنجازات، فالسوق المالي تعافى من الأزمة لكنه لا يزال منخفضا بنسبة 10%.

وأصدرت وزارة المالية بيانا مع ميزانية عام 2018 كشف عن زيادة في النفقات على المستشفيات والمدارس لكنه تجاهل العجز المسجل في عام 2017 بنسبة 25%، كما ان معظم نفقات الحكومة تركزت على السلاح والأمن.

 ومع ذلك، قال «داود» من «بلومبيرغ إيكونوميست» إن قطر قادرة على تجاوز العجز في الميزانية حتى عام 2133.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر دول الحصار حصار قطر