انسحاب مفاجئ لـ«حزب الله» من القصير بضغط روسي

الأربعاء 6 يونيو 2018 07:06 ص

بدأ «حزب الله» اللبناني، عمليات انسحاب مفاجئة من مدينة القصير في الريف الغربي من محافظة حمص السورية، ليحل مكانه قوات تابعة لنظام «بشار الأسد».

وحسب مصادر محلية سورية، فإن عربات عسكرية ومقاتلين من «حزب الله» غادروا المدينة، بعد تفكيك مقرات لهم داخلها، متجهين نحو الأراضي اللبنانية عبر معبر جوسيه الحدودي، مشيرة إلى أن المدينة باتت خالية تقريباً من أي وجود لعناصر الحزب.

وحسب المصادر، فقد انتشرت مكانها وحدات تابعة لقوات النظام السوري تتبع للفرقة (11) بالإضافة إلى شرطة عسكرية روسية، التي أقامت أربع نقاط مراقبة توزعت على (محطة مياه القصير، العقربية، المعرية، وجوسيه).

وجاء انسحاب «حزب الله» من القواعد والمقرات العسكرية له في القصير، بعد خمس سنوات من السيطرة على هذه المنطقة الواقعة على الحدود السورية اللبنانية التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، حيث انتهت بتهجير أهل المدينة والقرى والبلدات المجاورة بالكامل، وذلك في أولى عمليات التهجير القسري التي شهدتها سوريا.

كما سبقه انسحاب آخر الأسبوع الفائت لميليشيا «حزب الله» من الجنوب السوري، وهو الانسحاب الذي نفته مصادر قريبة من التنظيم اللبناني.

وحسب مراقبين، فربما يشكل انسحاب «حزب الله» من القصير وقبلها الجنوب السوري «رسالة طمأنة روسية لـ(إسرائيل)، ووفاء من موسكو لتعهدها الذي قدمته لـ(تل أبيب) بسحب الميليشيات الإيرانية وحزب الله من سوريا».

وتوقع المراقبون، أن يكون هذا الانسحاب نتيجة ضغط روسي.

ويُمكن من هذا المدخل تفسير الاستجابة الإيرانية الميدانية للضغوط الروسية كمسعى من طرفها لتجنب ضربات إسرائيلية قاسية متوقعة، والتخفيف من حدّة الأزمات التي تواجهها سياستها الخارجية عموماً، حسب مراقبين.

وانطوى التفاهم الروسي الإسرائيلي، وفق التسريبات الإعلامية، في لقاء وزيري الدفاع، «سيرغي شويغو» و«أفيغدور ليبرمان»، في موسكو، على إخلاء الجنوب السوري من القوات الإيرانية، وانسحابها حتى طريق دمشق – السويداء؛ أي على بعد 60 - 70 كلم من حدود فصل القوات ما بين (إسرائيل) وسوريا في هضبة الجولان المحتلة، على أن يتم ذلك تدريجيا وعلى مراحل؛ دون تحديد سقف زمني.

وارتبط تحريك ملف الجنوب السوري باعتبارات أمنية واقتصادية وحسابات جيوسياسية خاصة، أولها سعي روسي إلى منع مواجهة إسرائيلية إيرانية، غدت حتمية في ضوء التصعيد العسكري والسياسي الإسرائيلي ضد الوجود الإيراني في سوريا عموما، وفي الجنوب السوري خصوصا، بعد أن رصدت الاستخبارات الأردنية نشاطا إيرانيا مركبا في محافظتي درعا والسويداء، تحت غطاء عمل خيري.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

حزب الله انسحاب سوريا روسيا إيران إسرائيل الجنوب السوري القصير