مصدر: الفصائل الكردية المسلحة لم تنسحب من منبج بعد

الخميس 7 يونيو 2018 10:06 ص

أكد «مصطفى سيجري» رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم» التابع لغرفة عمليات «درع الفرات» أن الميليشيات الكردية بكل مسمياتها وعناصرها من جنود وقادة ومستشارين لم يغادروا مدينة منبج في ريف حلب بعد.

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن «سيجري»، أنه لا يوجد في منبج أي سيطرة حقيقية لما يسمى مجلس منبج العسكري، حيث إن السيطرة والقرار مركزاه «وحدات حماية الشعب الكردية»، وهي تتلقى الأوامر من جبال قنديل وتنفذ سياساتهم على الأرض السورية.

وأوضح أن التجربة مع هذه الميليشيات أثبتت أنها لا تملك قرارا، وما يصدر عنها من تصريحات، يعتبر للاستهلاك المحلي، مؤكدا أن الميليشيات الكردية ستخرج حسب القرارات الأمريكية المبنية على اتفاق مع الجانب التركي.

وحول آليات عمل خريطة الطريق التي أعلنت عنها تركيا قبيل أيام، قال «سيجري» إن الخطوة الأولى هي إخراج هذه الميليشيات من مدينة منبج، أما باقي الخطوات فسوف تتم مناقشتها لاحقا في الاجتماعات المقبلة بين اللجنة المتفق عليها.

وعن مصير القوات الكردية في المنطقة قال «سيجري» إن القوات الكردية السورية، والتي لم تتورط بأعمال إرهابية وإجرامية ولا في عمليات التهجير، تعتبر قوات محلية مرحبا بها.

وأشار «سيجري» إلى مساع سابقة واجتماعات ضمت فصائل «درع الفرات» و«وحدات حماية الشعب الكردية» لتجنيب المنطقة ويلات المعارك، لكن قيادات الميليشيا في جبل قنديل رفضت إبرام أي اتفاق مع الفصائل المدعومة من أنقرة.

وبين وجود فرصة أخيرة لسحب فتيل الحرب بين القوات الكردية وفصائل «الجيش الحر» المدعومة من أنقرة، قائلا: «بعد الاتفاق بين واشنطن وأنقرة آن لنا الاستفادة من التطورات بعد أن دفعنا ضريبة الخلافات، نحن أمام فرصة لا تعوض، إن توحدنا على الهدف الواحد وكنا بقرار واحد وأدركنا بأن مصيرنا واحد، فلن يكون هناك أي فرصة لمن قتلنا وقتلكم، وشردنا وشردكم، وسرقنا وسرقكم، بأن ينجو من العقاب».

وقد أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» المدعومة من واشنطن، الثلاثاء الماضي، انسحاب من سمتهم مستشاريها العسكريين من المدينة الواقعة غربي نهر الفرات، التي انتزعتها من تنظيم «الدولة الإسلامية» يوم 15 أغسطس/آب 2016، بعد يوم من توصل وزيري خارجية الولايات المتحدة «مايك بومبيو» وتركيا «مولود جاويش أوغلو» إلى تسوية بشأن مدينة منبج الواقعة في أقصى شمال سوريا.

ولم تنشر تفاصيل اتفاق التسوية المعروف باسم «خريطة الطريق» رسميا، لكن مسؤولي في الخارجية الأمريكية قال إن الهدف منها هو الإيفاء بالالتزام الأمريكي بنقل «وحدات حماية الشعب الكردية» إلى شرق نهر الفرات، وإن المسألة تتعلق بإطار سياسي أوسع ينبغي التفاوض حول تفاصيله، مشيرا إلى أن تطبيقه سيتم على مراحل تبعا للتطورات الميدانية.

وذكرت وكالة «الأناضول»، أن المرحلة الأولى تقضي بانسحاب القوات الكردية في موعد تحدده واشنطن، وفي مرحلة ثانية، بعد 45 يوما من تاريخ 4 يونيو/حزيران الجاري ستجري عمليات تفقد عسكرية مشتركة بين الطرفين في المدينة، على أن تشكل لاحقا إدارة محلية جديدة في المدينة التي تقيم فيها غالبية سكانية عربية.

وكانت منبج قد تحولت إلى بؤرة صدام دولي بعدما استولت عليها «وحدات حماية الشعب» من يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في إطار توسعها من منطقة الجزيرة شرقي نهر الفرات إلى غربي النهر سعيا لإيجاد تواصل جغرافي مع منطقتي عين العرب/كوباني وعفرين، غير أنها ما لبثت أن سحبت وحداتها منها يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مع تقدم «الجيش السوري الحر» المدعوم من أنقرة باتجاهها في إطار عملية «درع الفرات» بعد احتلاله مدينة الباب في ريف حلب الغربي، وتركتها بعهدة ما يعرف بمجلس منبج العسكري الذي تدعمه.

ورغم غموض بنود التسوية الأمريكية التركية واحتمال تعثرها عند البدء بتنفيذها حسبما يتوقع مراقبون، فإنها مثلت حلا وسطا أرضى الطرفين الأمريكي والتركي في وقت واحد.

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا أمريكا منبج وحدات حماية الشعب الكردية