أكد وزير الخارجية البريطاني، «بوريس جونسون»، أن بلاده مصممة على الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى لو انهار مشروع الاتفاقية التي تنظم تلك العملية والمعرفة باسم «بريكست».
وقال «جونسون»، في تصريحات سُجلت له خلال حفل عشاء، الأربعاء، ونشرها موقع «بازفيد نيوز» المختص بالتسريبات، الجمعة، إن رئيسة وزراء بلاده «تيريزا ماي» ستدخل في مرحلة سنصبح فيها أشرس مع بروكسل»، في إشارة إلى المفوضية الأوروبية.
وأضاف «جونسون»، مخاطبا مجموعة ضغط محافظة: «لكن عليكم القبول بواقع أن الأمر قد ينهار الآن. أريد ألا يصاب أي شخص بالهلع خلال هذا الانهيار. لا هلع. من أجل الناس، لا هلع وكل شيء سيكون على ما يرام في نهاية المطاف».
وتابع: «بريكست لا رجعة فيه، لكنه يمكن ألا يكون بالشكل الذي نريده نحن».
وتوقع وزير الخارجية البريطاني قبول لندن اتفاقا يتجاوز «خطوطاً حمر» عدة لمؤيدي «بريكست» من دون تنازلات.
وقال: «البلاد عالقة الآن في فلك الاتحاد الأوروبي، في الاتحاد الجمركي، وبشكل أوسع في السوق المشتركة».
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد بحلول نهاية مارس/آذار 2019 مع البقاء في الاتحاد الجمركي حتى نهاية 2020.
ويخشى مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد أن يستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية، ويجرد بذلك الخطوة البريطانية من معناها، بينما لم تقرر لندن بعد شكل العلاقة الجديدة التي ترغب في إقامتها مع المفوضية الأوروبية بعد «بريكست».
وقال «جونسون»: «إذا لم تكن لديكم الشجاعة للرغبة في سياسة مستقلة، فلن تحصلوا على الأرباح الاقتصادية لبريكست. لن تحصلوا أبداً على الأرباح السياسية لبريكست».
وطالب «جونسون» الاقتداء بالقوة التي يتميز بها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»عن اتخاذ قراراته.
وقال: «تصوروا لو أن ترامب يقوم ببريكست. سيقوم بذلك بقوة».
وتعاني الحكومة البريطانية من انقسام حاد حول مشاريعها للشراكة التجارية المستقبلية مع التكتل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويدفع «جونسون» ووزراء آخرون باتجاه انفصال تام عن أكبر الشركاء التجاريين الحاليين لبريطانيا ما سيمكنها من توقيع اتفاقيات تبادل تجاري مع دول أخرى.
وتعد اتفاقية «بريكست» هي الأولى من نوعها حول خروج دولة من قوام الاتحاد الأوروبي، ويخشى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنه في حال تساهلهم مع بريطانيا، فقد يغري ذلك بلدانا أخرى بالانفراط من عقد الاتحاد الأوروبي، أملا في الإبقاء على مميزات واسعة تربطهم بأوروبا.
في المقابل تأمل بريطانيا في الحصول على أكبر قدر من المكاسب، كي لا يكون الخروج الحاد دافعا لإيرلندا وأسكتلندا بالخروج من المملكة المتحدة للحفاظ على بقائهم ضمن الاتحاد الأوروبي.
