رجح المحلل السياسي التونسي، «جوهر بن مبارك»، أن السعودية والإمارات راهنت على وزير الداخلية التونسي المقال، «لطفي براهم»، لتنفيذ انقلاب في البلاد، معتبرا أن قرار إقالته لا يرتبط فقط بحادثة غرق مركب المهاجرين.

وقال «بن مبارك» إن السعودية والإمارات كانا يريدان دورا سياسيا لـ«براهم»، لافتا في هذا الصدد إلى أن زيارة الأخير للسعودية، مؤخرا، هي زيارة سياسية ولم تكن أمنية.

وأشار إلى أن علاقة «براهم» توترت مع رئيس الحكومة «يوسف الشاهد» بعد عودته من السعودية مباشرة على متن طائرة خاصة؛ لأن الأخير لم يكن على علم بالزيارة، ولم يكن مطلعا على فحوى المحادثات التي جرت في السعودية.

كان «الشاهد» أعلن، مساء الأربعاء، إقالة «براهم»، وتكليف وزير العدل «غازي الجريبي» بتولي تسيير وزارة الداخلية بالنيابة.

وجاء قرار إقالة وزير الداخلية التونسي مباشرة بعد واقعة غرق زورق مهاجرين، نهاية الأسبوع الماضي؛ ما أسفر عن مصرع 66 مهاجراً على الأقل.

وقبل إقالته بساعات قليلة، أقال «براهم» 10 مسؤولين أمنيين على خلفية غرق زروق المهاجرين، إلا أن ذلك لم يشفع له في ظل توتر علاقاته مع رئيس الحكومة، الذي كان قد انتقد «عدم انتباه» القوات الأمنية لتجمع نحو 180 مهاجرا أبحروا في مركب زورق، واجتازوا الحدود البحرية للبلاد باتجاه إيطاليا.

وشغل «لطفي براهم» قبل توليه منصب وزير الداخلية، منصب قائد للحرس الوطني ومناصب أمنية أخرى حساسة.

ويُعتبر -حسب مراقبين- أحد أكثر وزراء الداخلية جدلاً بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011؛ نظرا للغموض الكبير الذي يحيطه الرجل بنفسه، وتحركاته المثيرة للاهتمام داخليا وخارجيا.