«الناتو» يكتم خلافاته لتعزيز صفوفه في مواجهة روسيا

الجمعة 8 يونيو 2018 09:06 ص

اختار الأوروبيون وكندا خلال اجتماع وزاء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، الخميس والجمعة، تجاهل استيائهم إزاء قرارات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ودفعوا في اتجاه تعزيز قدراتهم على الرد في مواجهة روسيا.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، «فلورانس بارلي»، في تصريحات لـ«فرانس برس»، الجمعة: «لقد أعددنا بما تيسر لقمة (الحلف الاطلسي في يوليو/تموز في بروكسل) والتي يعلم الجميع أنها ستعقد في ظل توتر».

وأضافت: «نعلم إلى أي مدى هذا التوتر شديد».

وتابع جميع المشاركين في اجتماع وزراء الدفاع في بروكسل استعدادا لقمة الأطلسي في 11 و12 يوليو/تموز، تبادل المواقف الحادة بين «ترامب» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، ورئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» قبل بدء قمة مجموعة السبع في كندا.

وبقرار الحلف ألا يصب الزيت على النار، أوضحت الوزيرة الفرنسية أن «الأجواء خصصت للعمل والتركيز على الموضوعات التي تخصنا».

وأعرب بعض الوزراء لنظيرهم الأمريكي «جيم ماتيس» عن قلقهم حيال كيفية تعامل الرئيس الأمريكي مع حلفائه، وخصوصا في ضوء الرسوم الجمركية والعقوبات التجارية بعدما رفضوا تلبية مطالبه.

لكن مصادر عدة أفادت بأنهم قاموا بذلك في شكل هادىء.

وأورد مسؤول رفض الكشف عن هويته أن وزير الدفاع الكندي «هاريت ساجان» الذي كان تعهد بـ«نقل استياء كندا»، حافظ على رباطة جأشه.

وحرص العديد من وزراء الدفاع على التأكيد أن «ماتيس يحظى بتقدير كبير لدى الحلفاء».

وقال الأمين العام للحلف الاطلسي، «ينس ستولتنبرغ»، إن الخلافات الرئيسية مع الولايات المتحدة لم تلق بظلالها على الاجتماع، و«شدد العديد من الوزراء على ضرورة أن نبقى موحدين في وقت تسعى روسيا إلى إثارة انقسام بيننا».

ولم يدل «ماتيس» بأي تعليق حول خلافات الحلفاء مع البيت الأبيض.

في المقابل، أبدى أسفه في مؤتمر صحفي لـ«الاستثمارات غير المنسقة بين الحلفاء»، معتبرا أنها «هدر للإمكانات وازدواجية في جهود الحلف».

ويطاول الانتقاد بوضوح المبادرة الأوروبية للتدخل التي تريد فرنسا إطلاقها نهاية يونيو/حزيران مع 9 دول أخرى بينها ألمانيا.

لكن فرنسا تؤكد أنها ليست قوة تدخل وأنه لن يكون هناك وحدات مستعدة للإنتشار. 

وعلقت «بارلي»: «أود أن أوصل رسالة التكامل بين الجهود الأوروبية وجهود الحلف».

العبء المالي

وتبنى الوزراء الخميس المبادرة الأمريكية «4 إكس 30»، التي تهدف إلى إمكانية نشر 30 كتيبة (كل كتيبة تضم بين 600 وألف مقاتل بحسب البلدان) و300 طائرة و30 بارجة في غضون 30 يوما لمواجهة عملية عسكرية لروسيا التي اعتبرت عدوا محتملا. وبحثوا أيضا سبل تعزيز قدرات انتقال القوات الحليفة.

وعلق «ستولتنبرغ»: «من الضروري التمكن من نقل قوات عبر الأطلسي وداخل أوروبا من دون تأخير بهدف توافر القوات الملائمة في الوقت والمكان المناسبين».

وكُلفت القيادة في «نوروفولك» بالولايات المتحدة بإجراء الاتصالات عبر الأطلسي، فيما كلفت قيادة أخرى في ألمانيا بتنسيق انتقال القوات والمعدات في أوروبا.

وستتم هذه التحركات بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي الذي رصد لها 6.5 مليارات يورو ضمن موازنة «2020-2027».

وتفترض القدرة على الفعل ورد الفعل في حال التعرض لهجوم إمكانات مالية ملائمة.

وثمة مواجهة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حول التقاسم العادل لهذا الجهد.

والخميس، أعلنت برلين -التي تربطها علاقة متوترة بـ«ترامب»- عزمها زيادة نفقاتها العسكرية لتشكل 1.5% من إجمالي ناتجها المحلي بحلول 2025.

لكنها ستبقى رغم ذلك دون سقف التعهد الذي أعلنه أعضاء الحلف بتخصيص 2% من إجمالي ناتجهم المحلي للنفقات العسكرية.

وذكر «ماتيس» نظيرته الألمانية «أورسولا فان در ليين»، الخميس بهذا الأمر.

من جهتها، تعهدت فرنسا أن تبلغ الـ2% المطلوبة العام 2025.

وأكدت «بارلي» أن «هذا الأمر يمكن تحقيقه».

لكن «ترامب» لا يزال يدير الأذن الصماء للموجبات المالية التي يتذرع بها حلفاؤه.

وسيبقى هذا الملف مصدر توتر في قمة الأطلسي في يوليو/تموز.

وقال مسؤول في الحلف لـ«فرانس برس» إن «نجاح القمة سيظل رهنا بمزاج الرئيس الأمريكي».

من جهتها، أملت الدول التسع في الخاصرة الشرقية للحلف خلال اجتماع الجمعة في وارسو بأن يتم توسيع نطاق وجود الأطلسي في منطقتها؛ بحيث لا يشمل فقط القوات البرية بل البحرية والجوية أيضا.

وقال الرئيس البولندي، «أندريه دودا»، إنه تم التعبير عن هذه الرغبة خلال مناقشة الوضع الأمني في البحر الأسود مع نظيره الروماني «كلاوس يوهانيس».

والدول الـ9 المعنية هي بلغاريا واستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وتشيكيا.

  كلمات مفتاحية

ناتو أوروبا كندا بروكسل أمريكا روسيا ترامب

«الناتو» يستعد لأضخم مناورة عسكرية له منذ سنوات