خبير مصري: إثيوبيا تسعى للسيطرة المنفردة على «سد النهضة»

الأحد 10 يونيو 2018 08:06 ص

قال رئيس وحدة دراسات حوض النيل والسودان بمركز الأهرام للدراسات سابقا، الدكتور «هاني رسلان»، إن إثيوبيا تتبع استراتيجية «السيطرة المنفردة» على المياه والتصرف في كمية المياه المتجمعة خلف «سد النهضة»، وإنها «تعطي تطمينات شفوية فقط لأنها في نهاية المطاف تريد الاحتفاظ بحق التصرف المنفرد».

ولفت الخبير المصري إلى أن «أديس أبابا تعمدت تعطيل مسار الدراسات كي تصل لمرحلة الملء لأنها تبحث عن إنجاز سياسي»، وذلك عبر الوصول لحق التصرف المنفرد، «دون وجود أي اتفاق مكتوب حول سياسة تشغيل السد كي لا يلزمها بأي شيء».

وأكد «رسلان» أن «مصر ستتأثر خلال فترة الفيضان وفي مرحلة بعد الملء، وفي أوقات الفيضان المنخفض».

وأوضح ذلك بأن إثيوبيا في تلك المرحلة سيكون لديها خياران، إما «احتجاز المياه بغرض توليد الطاقة»، أو أن «تطلق المياه لأغراض الزراعة وسيكون في هذه الحالة قرارا إثيوبيا».

واعتبر، خلال لقاء له ببرنامج «ساعة من مصر» على فضائية «الغد» الإخبارية، أن «مصر تتعامل بصبر طويل وتعرض صفقات أكثر شمولا»، لكن إثيوبيا لم تعط غير «تطمينات شفوية» فقط في نهاية المطاف.

وأضاف «رسلان» أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، «أبي أحمد»، إلى مصر تأتي تلبية لدعوة الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، مشيرا إلى أنه عقب الاجتماع التساعي الأخير الذي عُقد في أديس أبابا في منتصف مايو/أيار الماضي وجه رسالة «السيسي» الدعوة له لاستكمال التفاهم والتعارف والتعرف على خططه فيما يتعلق بقضايا المياه وهي القضية الأكثر أهمية على مستوى العلاقات بين البلدين حاليا.

وأشار إلى أن زيارة «أبي أحمد» تستبق الاجتماع المقرر عقده في القاهرة خلال الشهر الجاري بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، مذكرا بأن الاجتماعات التساعية على المستوى الوزاري غير قادرة على إحداث اختراقات مهمة في الملفات ما لم يكن هناك تفاهم سياسي على مستوى القمة.

ورأى أن الاجتماعات التي تمت مع رئيس الوزراء الإثيوبي السابق، «هايلي مريام ديسالين»، شهدت تقديم القاهرة لتصورات ورؤية لصفقات متعلقة بالتنمية والاستقرار إلا أن أديس أبابا تعاملت معها بقدر من التباطؤ، إذ يهتمون بقضاياهم الخاصة وليست قضايا المنطقة.

ورغم أنه اعتبر أن توجه القيادة السياسية الجديدة له انعكساته، فإنه لفت إلى أن «أبي أحمد» جزء من ائتلاف حاكم وليس من مصلحته تغيير التوجهات العامة للدولة في هذا التوقيت المبكر، خاصة في ملف «سد النهضة»، إذ يتم استخدام هذا الملف كـ«قضية تعبئة للشعوب الإثيوبية وقومياتها»، ويتم الترويج للسد على أنه «مشروع قومي  يلتف حوله الإثيوبيين»، وهو «أمر مبالغ فيه»، على حد رأيه.

وأشار إلى أنه حتى الآن لم يظهر أي اختلاف بين رؤية«"أبي أحمد» لملف سد النهضة وبين رؤية سابقه «ديسالين»، وخاصة أن المفاوضات دخلت في مفترق طرق مع إعلان إثيوبيا عن بدء ملء السد في هذا الموسم.

واتهم الخبير المصري أديس أبابا بوضع العراقيل التي تحول دون إتمام الدراسات التي يقوم بها المكتب الاستشاري، في الوقت الذي تصر في القاهرة على الدراسات، لافتا إلى أن إثيوبيا تريد أن تضع سيناريوهات منفردة دون وجود اتفاق موجود لكي تنفرد بالسيطرة والتحكم في المياه، بينما تريد مصر اتفاق حول سنوات الملء وسياسات التشغيل ويكون اتفاق ملزم لكل الأطراف.

وتخشى القاهرة من أن يؤثر «سد النهضة» الإثيوبي على حصتها التاريخية من المياه، متمسكة بالاتفاقات التاريخية التي تحدد حصتها في مياه النهر، لكن إثيوبيا ترفض الالتزام صراحة بهذه الاتفاقات معتبرة أنها اتفاقات غير ملزمة لها لأنها كتبت في عهود الاستعمار، لكنها تشدد في الوقت ذاته على أنها لا تسعى للإضرار بحقوق أي دولة في مياه النيل.

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سد النهضة إثيوبيا دراسة السيطرة المنفردة مصر