تقدم محام مصري ببلاغ للنائب العام ضد مسلسل «أيوب» الذي يعرض على شاشات الفضائيات المصرية خلال شهر رمضان الفضيل بدعوى تحريضه الزوجات على القتل وأعمال العنف ضد الرجال وخاصة أزواجهن إذا ما حدث خلاف عائلي.

واختصم البلاغ الذي تقدم به المحامي «محمد حامد سالم» إلى النائب العام المستشار «نبيل صادق»، كلا من رئيس لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام «محمد فاضل»، و مالك شركة سينرجي للإنتاج الفني (المنتجة للمسلسل)، «تامر مرسي»، ومخرج مسلسل «أيوب»، «أحمد صالح»، ومؤلفه «محمد سيد بشير»، والممثل «محمد لطفي».

وطالب المحامي في بلاغه بفتح التحقيق العاجل مع المبلغ ضدهم بشأن المشاهد التليفزيونية التي تم عرضها في شهر رمضان المبارك، خاصة بالحلقة رقم 24 والتي تحتوي على تمثيل أبطال المسلسل لجريمة قيام الزوجة بإذابة جسد زوجها بعد قتله باستخدام محلول من المواد الكيماوية والتخلص منه حتى لا يتم اكتشاف الجريمة والتعرف على الجثة.

واعتبر البلاغ أن تلك المشاهد تعد تحريضا علنيا للزوجات والسيدات المصريات والعرب على القتل وأعمال العنف ضد الأزواج خاصة الرجال عامة إذا ما حدث ثمة خلاف، كما أنها تعد ابتكارا وخلقا لأفكار هدامة وترويجا لأعمال العنف والقتل والخروج عن القانون وإذاعتها ونشرها على أوسع نطاق بين ملايين المشاهدين المصريين والعرب بهدف استسهال القتل.

كما رأى مقدم البلاغ أن تلك المشاهد خرجت من دائرة الإبداع الفني إلى دائرة التأثيم الجنائي والتحريض العلني ضد الرجال وجميع أطياف الشعب المصري والعربي بما يهدد الأمن والسلم الاجتماعي وتزايد معدلات الجريمة الكاملة.

وطالب في نهاية بلاغه باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة والتحقيق في هذا البلاغ وضبط وإحضار المبلغ ضدهم وسماع أقوالهم وسماع أقوال من يثبت اشتراكهم معهم في ارتكاب الجرائم موضوع هذا البلاغ وإحالتهم للمحاكمة العاجلة.

وتضمن المشهد محل الواقعة اتفاق زوجتي أحد أبطال المسلسل على تخديره وهو يتناول معهما الطعام ثم كتما أنفاسه أثناء نومه داخل غرفته حتى فارق الحياة، ومن أجل أن يتم التخلص من أثار الجريمة نقلت زوجتا «حسن الوحش» جثته داخل الحمام ووضعتاه داخل حوض الاستحمام وأغرقاه في محلول، حتى تحلل جثمانه بالكامل وأصبح مجرد هيكل عظمي فقط ويظهران وهما يجمعان العظام وجمجمته داخل كيس بلاستيك ثم يلقون به في الشارع.

وتدور أحداث المسلسل حول شخصية «أيوب» ويجسدها الممثل «مصطفى شعبان» وهو شاب بسيط ومثقف يعمل في أكثر من مهنة حتى ينفق على عائلته ولكنه يتعرض لظلم كبير من بعض أقاربه، حتى يدخل السجن، وعندما يخرج من السجن يخطط للانتقام ويتحول إلى نصاب كبير، إذ يسرق البنك الذي كان يعمل به، والمسلسل من تأليف «محمد سيد بشير»، وإنتاج «تامر مرسي»، وإخراج «أحمد صالح».

ويسمح القانون المصري بتقديم بلاغات للنيابة العامة التي تتولى التحقيق والإحالة إلى القضاء، ما يفتح الباب للأشخاص باتهام آخرين بجرائم لم تقع ضدهم بشكل مباشر، ولكنها (برأيهم) سببت ضررا عاما أو إخلالا بأمن البلاد.

وينظر مراقبون بتوجس إلى قيام محامين مصريين بالتطوع بتقديم بلاغات ضد الشخصيات العامة، حيث يتخوفون من أن يكون ذلك ورقة بيد السلطات المصرية لتحريك تلك البلاغات ضد المعارضين لها أو عدم المتسقين مع سياساتها.

وعادة ما يتقدم محامون مغمورون مثيرون للجدل ببلاغات عشوائية ضد الشخصيات العامة في مصر، لكن بعض تلك البلاغات جرى فتح تحقيق فيها لاحقا وحبس المتهمين فيها.