«السيسي» قلق من الظهور المتكرر لنجلي «مبارك»

الثلاثاء 12 يونيو 2018 09:06 ص

أثار الظهور المتكرر لأفراد أسرة الرئيس المصري المخلوع «محمد حسني مبارك»، انتقادات واسعة من قبل كتاب محسوبين على نظام الرئيس «عبدالفتاح السيسي».

وقبل أيام، ظهر «علاء مبارك»، الابن الأكبر للرئيس المخلوع، في تسجيل مصور، وهو يصلي صلاة الفجر في مسجد الحسين، بوسط القاهرة.

وأظهر الفيديو الاستقبال الذي حظي به نجل المخلوع لدى دخوله إلى المسجد، في إشارة إلى حالة الحنين لمرحلة ما قبل «السيسي»، وما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011.

وفي وقت سابق، ظهر «علاء» برفقة شقيقه «جمال»، في حفل عقد قران اللاعب «محمد غريب»، نجل المدير الفني السابق لمنتخب مصر الأولمبي لكرة القدم «شوقي غريب».

ووقتها تحدث وزير الدفاع السابق المشير «حسين طنطاوي» الذي كان حاضراً هو الآخر الحفل، إلى نجلي الرئيس المخلوع بطريقة فسّرها البعض بأنها حميمية، وتحمل في ما بدا أنه اعتذار عن سجن والدهما إبان فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي رأسه «طنطاوي» بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

لكن هذا الظهور أثار قلق الصحفي المقرب من «السيسي»، ورئيس تحرير صحيفة الأخبار «ياسر رزق»، الذي قال نصاً: «ولعلي أظن أن الأستاذ جمال مبارك بحاجة إلى من يهمس في أذنه، ناصحاً إياه بأن يُقبّل كفيه حمداً وشكراً على أنه لم يحاكم سياسياً على ما أفسده في البلاد، وعلى محاولته قلب النظام الجمهوري، وأن يقرّ في بيته ولا يتبرج إعلامياً تبرج جاهلية عهد أبيه».

كما هاجم «رزق» فلول نظام «مبارك»، على الرغم من أن «السيسي» حاول أكثر من مرة عبْر أذرعه، استمالتهم للاستفادة منهم في إعادة إنتاج نظام المخلوع، وترشح بعضهم في انتخابات مجلس النواب الماضية.

وقال «رزق» في مقاله: «لا بد أن يعي الجميع أن الحزب الوطني في عنفوانه مع أمانة سياساته، لم يستطع أن يجمع أكثر من 5% في أي انتخابات جرت في عهده، ومن ثم لا فضل لبقايا بقاياه في حشد الجماهير ونزولها إلى اللجان في أي انتخابات أعقبت ثورة 30 يونيو. بل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة تحديداً، لا يستطيع أحد سواء من الكتل البرلمانية أو من رؤوس العائلات أو عواقل القبائل الادعاء بأنهم وراء نزول الجماهير بكثافة للتصويت في الانتخابات، فشخص الرئيس السيسي وما يمثله للناخبين من إنجاز وأمل كان هو الدافع لاحتشاد المواطنين أمام اللجان بهذه الأعداد الهائلة».

ووفق صحيفة «العربي الجديد»، ونقلا عن مصادر مقربة من أسرة «مبارك»، فإن «ظهور أسرة مبارك بهذا الشكل المتكرر وفي مناسبات عدة أغلبها يكون وسط الناس، هدفه ليس العودة للمشهد السياسي أو الترشح للانتخابات الرئاسية في وقت قريب، ولكن الهدف منه استراتيجي على المدى الطويل، إذ يقومون باستعادة الشعبية رويداً رويداً»، على حد قولهم.

وبحسب مراقبين أيضاً، فإن «جمال وعلاء لا يحق لأي منهما الترشح إلى انتخابات الرئاسة المقبلة، لاتهامهما في قضية مخلّة بالشرف، ويحظر عليهما مباشرة حقوقهما السياسية إلا بعد مرور نحو 6 سنوات، وتقديم طلب برد الاعتبار».

وكانت مصادر خاصة قد كشفت عن تلقِّي «علاء» و«جمال» رسائل من النظام الحاكم بضرورة وقْف أي تحركات والظهور المتكرر في مناسبات عدة، باعتبارها مغازلة للشعب في وقت تراجعت فيه شعبية «السيسي».

ويرى الخبير السياسي «محمد عز»، أن هناك رغبة من قبل نجلي «مبارك» في التواجد مرة أخرى على الساحة، ولكن ربما ليس على المدى القريب المنظور.

وأضاف أن «السيسي» يخشى من ظهور أي شخص ينازعه، إذ إن أخبار ظهور «علاء وجمال» تحظى بمتابعة وتعليقات كبيرة سواء بالموافقة أو الرفض، ولكن كل ظهور لهما تصاحبه ضجة كبيرة.

و«علاء وجمال»، اللذان أوقفا في أبريل/نيسان 2011 على ذمة قضايا، أطلق سراحهما قبيل الذكرى الرابعة للثورة، في يناير/كانون الثاني 2015، في سرية تامة بعيدا عن أعين الإعلام، من سجنهما جنوبي القاهرة، بعد قضاء فترة عقوبة 3 سنوات بقضية متعلقة بفساد مالي، عرفت إعلاميا باسم «القصور الرئاسية».

غير أن هذه السرية تبدلت بشكل لافت، إلى علنية سافرة، منذ الخروج من السجن حتي نهاية فبراير/شباط الماضي، 14 مرة، عبر ظهور وسط الجماهير، قوبل بحفاوة بالغة، والتقاط الصور معهما في أحيان كثيرة.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

حسني مبارك نجلي مبارك عبدالفتاح السيسي ثورة يناير حسين طنطاوي