لا يزال الغموض يحيط بموقف أعضاء «لجنة السينما»، التابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، من قرارهم تقديم استقالة جماعية على خلفية سحب ترخيص فيلم «كارما» للمخرج «خالد يوسف».
إذ تم الإعلان، الثلاثاء، عن السماح بعرض الفيلم ضمن أفلام عيد الفطر المقبل؛ فهل سيتراجع أعضاء اللجنة عن استقالتهم إثر تلك الخطوة، أم ماذا؟
الإجابة على هذا السؤال لا تزال غير معروفة؛ فالقادر على توضحيها فقط هم أعضاء اللجنة الذين يلتزمون بدورهم الصمت حتى الساعة.
وكان أعضاء اللجنة قالوا في نص الاستقالة إنهم وضعوا موقفهم تحت تصرف وزيرة الثقافة «إيناس عبدالدايم»، بناءً على قرار منع فيلم «كارما»، واصفين ما حدث بـ«الاعتداء على حرية الرأي والتعبير، إضافة إلى الإضرار بصناعة السينما».
وأعربت اللجنة عن اعتقادها بأن سحب الترخيص يعد «انهيارا غير مسبوق في مناخ حرية الرأي والإبداع على جميع المستويات، وتجاهلا واضحا للمثقفين والفنانين المصريين من جميع المجالات».
من جانبه، وصف رئيس اللجنة «محمد العدل»، سحب ترخيص الفيلم دون أي سند قانوني بعد حصوله على تصريح الرقابة بأنه «استمرار لدولة اللا قانون».
وأضاف أن «منع الفيلم بعد منحه ترخيص رسمي من الدولة بناءً على أوامر ودون أي سند قانوني أو توضيح لمخالفة شروط الترخيص يعني سحق لدولة القانون».
وتدور قصة الفيلم في إطار درامي اجتماعي تتناول الأحداث في خطوط متوازية، وبشكل متشابك العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، من خلال قصة شاب مسلم يتعلق بحب فتاة مسيحية ويتزوج منها رغم اعتراض الجميع على ذلك الزواج.
كما يتناول العمل قصة تورط أحد رجال الأعمال في قضية «فساد» كبيرة بالدولة.
و«كارما» يرصد الفروق بين الطبقات الغنية والفقيرة والتنوع فيها بشكل كبير، كما يبرز العلاقة بين المسيحيين والمسلمين ضمن الأحداث.
ويمثل تناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في الأعمال الفنية نقطة شائكة، عادة ما يبتعد عنها صناع السينما والدراما في مصر إلا في أضيق الحدود.
وبعد مفاوضات مكثفة، تراجعت الرقابة على المصنفات الفنية عن قرار منع الفيلم، وسمحت بعرضه كاملًا في موعده الخميس المقبل.
إذ أعلن المخرج المصري «خالد يوسف» انتهاء أزمة الفيلم، وحصوله على ترخيص للعرض بشكل كامل دون حذف. وأقيم العرض الخاص للفيلم مساء اليوم الثلاثاء.
ولم يعرف بعد، القرار النهائي للجنة من الاستقالة، بعد إعادة طرح الفيلم والسماح بعرضه.
و«كارما»، هو أول فيلم للمخرج «خالد يوسف» منذ أن توقف عن العمل في السينما وتفرغ للعمل السياسي، بعد ثورة العام 2011 التي أسقطت الرئيس الأسبق «حسني مبارك».
وكان «يوسف»، وهو عضو في البرلمان، من مؤيدي الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» قبل أن تصدر عنه بعض التصريحات المعارضة له مؤخرا.
