شكلت تصريحات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، خلال قمته التاريخية بسنغافورة مع زعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون»، التي تعهد فيها بإلغاء المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية وإنهاء التواجد الأمريكي هناك، مفاجأة وصدمة كبيرة داخل أروقة وزارة الدفاع (البنتاغون).

وتداعي مسؤولو (البنتاغون) لبحث ذلك التطور، بعد أن خرج «ترامب» عن نص البيان الموضوع أمامه بشأن قمته مع «كيم»، وتحدث عن كون المناورات العسكرية الدورية الضخمة التي تجريها قوات الجيش الأمريكي مع نظيره الكوري الجنوبي «استفزازية وغير ملائمة»، في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على إبرام صفقة شاملة مع كوريا الشمالية، حسب ما أوردت وكالة فرانس برس.

وتحدثت مصادر بـ(البنتاغون) عن اجتماعات متلاحقة لقيادات وزارة الدفاع الأمريكية، بعد تصريحات «ترامب» المفاجئة، وهي التصريحات التي ترقى إلى كونها تغيرا جذريا في تمركز القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية منذ عقود، والذي ظل شعار الجنود فيها هو الجاهزية «للقتال الليلة»، وينظر إلى المناورات المشتركة على أنها الجزء المتمم لهذه الجاهزية.

وفاجأ «ترامب» المراقبين، عندما أبلغ الصحفيين بعد الاجتماع غير المسبوق في سنغافورة، أن الاستمرار بالتدريبات الروتينية المشتركة بين القوات الأمريكية وكوريا الجنوبية سيكون «غير ملائم» بعد الآن.

وقال «ترامب»: «سنوقف المناورات العسكرية ما سيوفر علينا كمية هائلة من الأموال، إلا إذا رأينا أن المفاوضات المستقبلية لا تسير كما ينبغي».

وأضاف: «زيادة على ذلك، أعتقد أن هذا استفزازي جدًا»، مشيرًا إلى أنه يريد سحب الجنود الأمريكيين من الجنوب «في وقت ما».

وأكدت مصادر داخل القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية بشكل دائم، والتي يبلغ تعدادها نحو 28 ألفا و500 جندي، أنها لم تتلق أية توجيهات فورية جديدة حول تدريبات مشتركة مقبلة، بما في ذلك المناورة التي تحمل اسم «أولتشي حارس الحرية» المقررة في وقت لاحق هذا العام.

وقال الناطق باسم هذه القوات، الكولونيل «تشاد كارول»، في بيان: «بالتنسيق مع شركائنا (الكوريين الجنوبيين) سنستمر في تمركزنا العسكري حتى نتسلم توجيهات جديدة من وزارة الدفاع و/أو قيادة المحيط الهندي الهادئ».