أكراد سوريا يترقبون التفاوض مع «الأسد».. وأمريكا وتركيا بالصورة

الأربعاء 13 يونيو 2018 11:06 ص

يترقب الأكراد في شمال سوريا، تفعيل الدعوة التي أطلقها رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، بشأن التفاوض مع القوات التي يقودها الأكراد، ملمحين إلى استعدادهم لإجراء «محادثات دون شروط مسبقة».

وعبر الرئيس المشارك لحركة المجتمع الديمقراطي، التي تضم عددا من الأحزاب الكردية «ألدار خليل»، عن أمله في أن يكون «الأسد» جادا بشأن التفاوض، نافيا وجود حتى الآن خطوات صوب إمكانية عقد المفاوضات.

لكنه أشار إلى أن «أي اتفاق بين الجانبين يجب أن يكون نقطة انعطاف تاريخي».

وأعلن «الأسد» الشهر الماضي، أن الدولة تفتح الباب أمام المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية، لكنه قال إنه في حالة فشل هذه المفاوضات فسوف تلجأ الدولة إلى القوة لاستعادة مناطق يتمركز فيها نحو ألفي جندي أمريكي.

وعلق «خليل»، الذي يعد أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في السياسات الكردية بسوريا، على طرح «الأسد» بالقول: «لا نعلم مدى جديتهم ومدى تحضيرهم بهذا الأمر، ولكن نتمنى أن تكون التصريحات معبرة عن نوايا جدية لديهم»، حسب «رويترز».

ومن شأن المفاوضات المباشرة بين المجموعات الكردية التي تسيطر على أجزاء كثيرة في شمال سوريا وبين النظام، أن تعيد تشكيل الصراع المستمر منذ سبع سنوات، وأن تتيح، إذا كتب لها النجاح، فرصة التوصل إلى اتفاق بين الجانبين الذين يسيطران معا على معظم مناطق البلاد.

وستؤدي محادثات من هذا القبيل إلى تعقيد السياسة الأمريكية في سوريا، والتي ترتكز إلى حد بعيد حاليا على تحالف عسكري مع وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر فصيل مسلح بين أكراد سوريا.

وانتشرت القوات الأمريكية في مناطق تسيطر عليها مجموعات كردية مسلحة خلال قتال تنظيم «الدولة الإسلامية».

وخلافا لقوات المعارضة التي تقاتل «الأسد»، تجنبت وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها الوحدات بصورة كبيرة الدخول في صراع مع دمشق.

وركزت بدلا من ذلك على الدولة الإسلامية وعلى حماية الحكم الذاتي الذي تتمتع به.

وتحتوي المناطق التي تسيطر عليها القوات التي يقودها الأكراد على نفط وأراض زراعية وموارد مائية لا غنى عنها للاقتصاد.

وقال «خليل»، إن «تهديد الأسد باستخدام القوة أمر مؤسف ولا بد من تركيز جميع الجهود حول كيفية تطوير الخيار السلمي».

وأضاف أن «المفاوضات يجب أن تستهدف الوصول إلى سوريا ديمقراطية تسع لجميع المكونات (...) الشعب الكردي والمكونات الأخرى، في إطار من الحكم غير المركزي لا أن يستأثر به مكون واحد».

لكنه استدرك قائلا: «لا نريد نتسابق الأمور ونطرح الأمور وكأنها تصبح كشروط، أهم شيء هو قبول مبدأ التفاوض».

وأسقطت الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة بشأن سوريا الأحزاب الكردية الرئيسية من حسابها تلبية لرغبة تركيا وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جزءا من حزب العمال الكردستاني المحظور وتهديدا لأمنها القومي.

وهاجمت قوات تركية مدعومة من فصائل سورية مسلحة منطقة عفرين الكردية في شمال غرب سوريا، في وقت سابق هذا العام، وطردت وحدات حماية الشعب منها.

وفي إشارة إلى وجود مصلحة مشتركة مع دمشق في مواجهة القوات التركية، قال «خليل» إن عفرين قد تكون نقطة نقاش في أي مفاوضات مع دمشق.

وأضاف أن الحكومة قد تكون «طرفا مؤثرا في هذه المعادلة وخصوصا إنهم ما زالوا يمثلون المقعد السوري في الأمم المتحدة».

كما ذكر «خليل»، أن هجوم عفرين أدى إلى تأجيل المرحلة الأخيرة من انتخابات على ثلاث مراحل يتم إجراؤها في شمال سوريا لتعزيز حكمها الذاتي عبر مؤسسات منتخبة.

والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية نقطة خلاف كبيرة بين تركيا والولايات المتحدة.

لكن أنقرة وواشنطن اتفقتا في وقت سابق هذا الشهر على «خارطة طريق» لمنبج بهدف التصدي للمخاوف التركية هناك.

وأعلنت وحدات حماية الشعب لاحقا انسحاب المستشارين العسكريين من المدينة.

وانتقد «خليل»، الولايات المتحدة بسبب الاتفاق، لكنه وصف النتيجة بالمنطقية.

وقال: «كان يجب على أمريكا أن تحسم موقفها وتكون ذات موقف حاسم تجاه تركيا ولكن قراءتنا للأمور جعلتنا نرى أن الأمريكان لن يتنازلوا عن الأتراك ولن يضحوا بعلاقاتهم القديمة معهم من أجل مناطقنا».

وأضاف، أنه «لا يعرف كيف سيتطور الدور الأمريكي في سوريا، مما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن الأهداف الأمريكية منذ أن قال الرئيس دونالد ترامب هذا العام إنه يريد سحب القوات في أسرع وقت ممكن».

وتابع: «هل سينسحبون أو هل سيبقون؟ هل سيكون لهم دور في الحل في سوريا؟ هذه الأمور لا أريد الحكم عليها حاليا، لا بد من الانتظار خصوصا بعد أن تنتهي المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية».

  كلمات مفتاحية

أكراد سوريا تركيا حماية الشعب الكردي أمريكا الأسد النظام السوري

هآرتس: ثمن مقتل خاشقجي ربما يدفعه أكراد سوريا