صحف بريطانية تحذر من «حمام دم» بالحديدة اليمنية

الخميس 14 يونيو 2018 02:06 ص

قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن السعودية تواجه امتحانا استراتيجيا في اليمن، ينذر ببحر دماء، في وقت اتهمت فيه صحيفة «الغارديان» الحكومة البريطانية بالتواطؤ مع السعودية في الحرب باليمن، وتقاسم معها الكارثة الإنسانية المتوقعة.

وبعيدا عن عرقلة المساعدات الإنسانية وقتل فرص السلام، نقلت «الغارديان»، عن خبراء عسكريين، قولهم إن خطة الهجوم على الميناء «مجنونة ومصيرها الفشل»، أو قد تجر التحالف لحرب دموية طويلة للسيطرة على الميناء.

دم البحر الأحمر

وتحت عنوان: «دم البحر الأحمر»، تحدثت «التايمز» عن العملية التي تقوم بدأتها القوات اليمنية المدعومة من السعودية في ميناء الحديدة اليمني وقصفه من البحر والجو، وقالت: «العملية تقوم بها أغنى دولتين في الشرق الأوسط على أفقر دولة فيه، وذلك لطرد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بدا كمشهد قاتم».

وأضافت: «هناك مخاوف من تدهور الوضع الإنساني نتيجة توقف نقل المواد الإنسانية من الميناء للمحتاجين».

ولفتت الصحيفة، إلى أن «الحوثيين» أثبتوا عجزا عن إنهاء الفقر الذي يعاني منه اليمنيون، في وقت ويقول السعوديون وحلفاؤهم إن «تحرير المدينة سيؤدي لتحسين حياة السكان وستنقل المواد الغذائية سريعا للمناطق الداخلية».

وتابعت: «التحرك السعودي لا لأنهم حصلوا على تقارير أمنية عن ضعف الحوثيين، بل لاعتقادهم أن هناك انتصارا يمكن انتزاعه بسهولة، ويغير من مسار الحرب الأهلية».

واستطردت «التايمز»: «لو تحقق هذا فيجب أولا إعادة نقل المساعدات الإنسانية، ومواصلة البحث عن حل سياسي للأزمة يقوم على يمن فيدرالي بمؤسسات قوية».

وختمت الصحيفة بالقول: «ستكون معركة الحديدة امتحانا للأعصاب والمهارات لولي العهد  السعودي الأمير محمد بن سلمان.. وكرجل يريد إقناع العالم بمهاراته السياسية فلا يستطيع تحويل الحديدة إلى حمام دم».

تواطؤ بريطاني

أما صحيفة «الغارديان»، فانتقدت صمت الحكومة البريطانية على محاولات التحالف الذي تقوده السعودية السيطرة على ميناء الحديدة اليمني.

ونقلت عن النائب البريطاني المحافظ «أندرو ميتشل»، قوله إن «لندن شجبت هجوم نظام بشار الأسد على  مدينة حلب، فلماذا الصمت على ما يجري في الحديدة».

وأضاف: «الهجوم جاء رغم تحذير المنظمات الإغاثية والإنسانية وما سيتبعه من تداعيات كارثية على السكان».

وانتقد تجاهل السعودية والإمارات التحذيرات التي أطلقتها رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، ووزير خارجيتها «بوريس جونسون»، للتحالف السعودي الإماراتي بضبط النفس.

وتابعت صحيفة «الغارديان»: «المشكلة في كل هذا هي أن بريطانيا متواطئة في الهجوم الأخير على الحديدة، في ظل صمتها على الهجمات الجوية الليلية لطيران السعودية، والتي تقتل المدنيين في اليمن».

وقال «ميتشل»، إن «الهجوم المتهور يهدد حياة مئات الألوف من المدنيين الأبرياء»، مضيفا: «حان الوقت لأن توضح الحكومة موقفها وأنها لا تدعم ما يقوم السعوديون بعمله في اليمن، وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار».

ودمر هجوم، الأربعاء، أي أمل لتحقيق وقف إطلاق النار والبدء بمحادثات التسوية بين الطرفين.

بل ويرى البعض أن كل العملية ضد الحديدة، هي من أجل قتل فرص المبعوث الأممي، بتحقيق تقدم على مستوى المفاوضات والتوصل لوقف إطلاق النار الذي تعتمد عليه الأمم المتحدة لبدء المفاوضات.

خطة مجنونة

وبعيدا عن عرقلة المساعدات الإنسانية وقتل فرص السلام، نقلت «الغارديان» عن خبراء عسكريين، قولهم إن خطة الهجوم على الميناء «مجنونة ومصيرها الفشل»، أو قد تجر التحالف لحرب دموية طويلة للسيطرة على الميناء.

ولدى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تاثيرا مميزا على السعودية والإمارات لإبعادها عن هذه الحرب المتهورة، حسب الصحيفة.

وختمت بالقول: «يجب أن  ندافع عن قيمنا والحس الإستراتيجي العام وأن نكون صادقين مع مصالح حلفائنا ونكون صريحين معهم أننا لن ندعم هذه الحرب في اليمن، فحياة الاف اليمنيين تعتمد على القرار البريطاني الصائب».

وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية، أطلقت، الأربعاء، هجوما واسعا بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، في أكبر عملية عسكرية تشنها هذه القوات ضد «الحوثيين» منذ نحو 3 سنوات.

ومع وصول القوات المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية إلى مشارف مطار مدينة الحديدة، تصاعدت ردود الفعل المحذرة من تفاقم الأزمة الانسانية بسبب الحرب المحتملة في المدينة، والمطالبة بإعطاء الجهود السياسية وقتا أطول.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، الخميس، يبحث فيه الهجوم على الحديدة.

وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة، في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة «الحوثيين» المتهمين بتلقي الدعم من إيران، منذ استعادة هذه القوات 5 محافظات من قبضتهم في 2015.

وأوضحت الحكومة اليمنية، في بيان لها، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية، أنها «استنفذت الوسائل السلمية والسياسية كافة؛ لإخراج الميليشيات الحوثية من ميناء الحديدة».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات اليمن بريطانيا الحديدة