حرب خطابات بلا هوادة بين «أردوغان» وخصمه الرئيسي «إينجه»

الأحد 17 يونيو 2018 01:06 ص

قبل أسبوع من انتخابات حاسمة لمستقبل بلدهم، يتابع الأتراك باهتمام المنافسة الحادة بين الرئيس «رجب طيب أردوغان» وخصمه الأبرز «محرم إينجه» الخطيب اليساري المعروف بحدته في أفعاله.

ومنذ أسابيع يتبادل الرجلان اللذان يتمتع كل منهما بحضور قوي، الانتقادات ويردان على بعضهما خلال تجمعات انتخابية، ما يؤدي إلى تزايد التوتر قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو/حزيران 2018.

و«أردوغان» الذي يحكم تركيا منذ 2003 في منصب رئيس الوزراء أولا ثم رئيس للجمهورية، اعتمد دائما على موهبته في الخطابة ليتفوق على منافسيه، وعادة ما يختم خطبه بعبارات شعبية وشعر قومي.

لكن هذه المرة، عليه أن يواجه خصما مشابها ممثلا بشخص «إينجه»، فهذه الشخصية المهمة في حزب الشعب الجمهوري المعارض وأستاذ الفيزياء السابق، معروف بطبعه المتصلب وعباراته الحادة.

وشهدت يالوفا (شمال غرب) مسقط راس «إينجه» ويمثلها في البرلمان، معركة طاحنة بين الرجلين قبل الانتخابات.

وفي مهرجان انتخابي الخميس وفي معقل خصمه الرئيسي، ضاعف «أردوغان» هجماته، وقال إن «السيد محرم في ولايته النيابية الرابعة ممثلا ليالوفا، لكن هل حقق شيئا لهذه المدينة»، مذكرا بأن حكومته شيدت جامعة في يالوفا.

ورد «إينجه» الذي شعر بالاستياء، في تجمع انتخابي في اليوم التالي في المكان نفسه قائلا: «ماذا حققت ليالوفا المرشح الذي سيفوز في الانتخابات الرئاسية!».

ويتابع «أردوغان» بدقة كبيرة المرشحين الآخرين للانتخابات مثل «ميرال أكشينار» التي تلقب بـ«المرأة الحديدية» والزعيم الكردي المسجون «صلاح الدين دميرتاش»، لكنه يركز انتقاداته على «إينجه».

ويرد «إينجه» بتوجيه انتقادات إلى «أردوغان» على كل الجبهات، مشيرا إلى زيادة التضخم وتكميم الصحافة والتأثير على استقلال القضاء واللاجئين السوريين.

ويروق لـ«إينجه» أيضا أن يبث خلال مهرجانته الانتخابية تسجيلات فيديو تذكر بالتعاون بين دوائر «أردوغان» والداعية «فتح الله كولن» العدو الأول لأنقرة اليوم، التي تحمله مسؤولية الانقلاب الفاشل صيف 2016.

وفي مواجهة هذه الهجمات، يقدم «أردوغان» نفسه على أنه قائد حربي ورجل بناء ويصف خصمه بـ«المتدرب». ويكرر الرئيس التركي: «أنا قائد عام» للجيش.

وبأسلوبه الحاد، فرض «إينجه» نفسه كأحد الاكتشافات الكبرى في هذه الحملة وأثار حماسة القاعدة الانتخابية لحزب الشعب الجمهوري التي سببت هزائمه المتتالية خيبة أمل لديه.

وقال «إيمري أردوغان» أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلجي في إسطنبول، إن فن الخطابة «من العوامل الأساسية التي سمحت لأردوغان بالبقاء في السلطة وبالفوز في كل الانتخابات تقريبا».

وأضافت لوكالة «فرانس برس»: «الجميع كانوا يعتقدون أنه ليس هناك شخص قادر على تحدي أردوغان على الأرض، لكن أداء إينجه كذب هذه الفكرة».

و«أردوغان» الذي اعتاد على فرض قضاياه والجدل الذي يثيره على جدول الأعمال، بدا على غير العادة وكأنه يسعى إلى تصعيد النقاش مرات عدة.

فقد تعهد الأربعاء برفع حالة الطوارىء المطبقة منذ سنتين في البلاد، بعد فوزه في الانتخابات.

وجاء إعلانه هذا بعدما صرح «إينجه» أنه سيلغي هذا الإجراء الاستثنائي خلال 48 ساعة في حال فاز في الاقتراع.

المصدر | الخليج الجديد+ أ ف ب

  كلمات مفتاحية

أردوغان محرم إينجه تركيا انتخابات الرئاسة