مراقبون: تحالف «الصدر» و«العامري» انتصار لتحركات إيران على أمريكا

الاثنين 18 يونيو 2018 01:06 ص

اعتبر سياسيون وباحثون عراقيون أن الإعلان عن تحالف جديد بين زعيم كتلة «سائرون» الفائز بالانتخابات العراقية الأخيرة «مقتدى الصدر»، وزعيم ائتلاف «الفتح»، «هادي العامري»، يعد انتصارا للتحركات الإيرانية ضد الضغوط الأمريكية والإرادة السعودية.

وفي 12 يونيو/حزيران الجاري، أعلن «الصدر» عن تشكيل تحالف جديد بين ائتلاف «سائرون»، الذي يدعمه، وائتلاف «الفتح» الذي يقوده «هادي العامري».

ووفق نتائج الانتخابات المعلنة في مايو/أيار الماضي، حل تحالف «سائرون»، المدعوم من «الصدر»، في المرتبة الأولى بـ54 مقعدا من أصل 329، يليه تحالف «الفتح» بـ47 مقعدا.

وجاء الإعلان عن هذا التحالف مؤخرا، رغم أن ظاهر الحال يوحي بأن الرجلين ينتميان لخطين سياسيين متباعدين، حيث يصور «الصدر» نفسه على أنه «رجل قومي»، يعمل على تعزيز علاقات العراق مع الدول العربية؛ وخاصة دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية، وهو ما يحظى برضا الولايات المتحدة أيضا.

في المقابل، تحظى كتلة «العامري»، وهي تحالف مكون من أذرع سياسية لفصائل «الحشد الشعبي»، بدعم واضح من إيران المنافس الإقليمي للسعودية.

ويقول البرلماني العراقي الأسبق «وائل عبداللطيف» إن ما حدث هو ثمرة تفوق إيران على الولايات المتحدة، معتبرا أن إرادة طهران تفوقت على إرادة واشنطن، بحسب «الأناضول».

ولفت البرلماني السابق إلى أن «طهران مارست ضغوطا لأيام متتالية أفضت إلى تحالف العامري والصدر».

وأضاف: «لا أستبعد دخول نجل المرشد الإيراني علي خامنئي، على خط التفاهمات والاجتماعات التي جرت».

يأتي ذلك في إشارة إلى زيارة غير رسمية أجراها نجل «خامنئي» إلى العراق، الأحد قبل الماضي، واجتماعه على مائدة إفطار رمضانية، بكل من «قاسم سليماني»، وزعيم ائتلاف «دولة القانون»، «نوري المالكي»، فضلا عن «العامري»، وقادة «الحشد الشعبي» في مقر السفارة الإيرانية ببغداد.

وذهب مراقبون إلى الاعتقاد آنذاك، بأن إيران تعمل على رص صفوف السياسيين الشيعة المقربين منها، وعلى رأسهم «المالكي»، و«العامري» في مواجهة التحالف الذي يعمل «الصدر» على تشكيله، وذلك قبل أن يفجّر الأخير مفاجأته بالتحالف مع «العامري».

ورأى الأكاديمي والباحث العراقي المقيم في واشنطن، «هيثم الهيتي» أن «الصدر» أجبر على هذا التحالف، بعد أن خذله رئيس الوزراء الحالي «حيدر العبادي»، والذي أصر على عدم مغادرة حزب الدعوة، ولم يؤسس كتلة وطنية مدنية جامعة وعابرة للطائفية، ويؤسس مع «الصدر» مشروعا وطنيا.

لكن المراقب والباحث العراقي «نجم القصاب» له وجهة نظر أخرى، حيث يرى أن الأمر مرتبط باتفاق داخل البيت الشيعي قناعة بضرورة سحب منصب رئيس الوزراء من حزب «الدعوة».

والمثير أن «الصدر» كان ينتقد بشدة نظام «المحاصصة الطائفية»، معتبرا أنه أبرز وجوه الفساد في العراق، لكنه الآن ينضوي تحت نفس المشهد.

ويقول الكاتب والصحفي العراقي، «حمزة مصطفى» إن «تحالف العامري والصدر يبدو بالفعل أنه عودة للاصطفافات الأولى، لأنه سيجبر الأكراد والسنة على الاصطفاف داخل بيوت سنية وكردية من جديد».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

العراق انتخابات العراق مقتدى الصدر هادي العامري تحالف