اليأس يضرب المصريين.. «نكسة» الرياضة امتداد لفشل السياسة والاقتصاد

الأربعاء 20 يونيو 2018 04:06 ص

حالة من اليأس انتابت المصريين، إثر الهزيمة التي لحقت بمنتخب بلادهم بمبارتي كأس العالم، وخروجه إكلينيكيا من الدور الأول، مستنكرين عدم قدرتهم على الفرح في أي مجال، بعدما باتت حياتهم حزينة على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأخيرا الرياضي.

واعتبر المصريون، الذين صبوا جم غضبهم على الفنانين والإعلاميين الذين حولوا فندق المنتخب قبالة مباراة روسيا إلى «فرح العمدة»، الخسارة إلى سياسات الحكومة والنظام، لافتين إلى أن الخسارة هي امتداد لحالة الفشل الذي تعانيه البلاد في أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ودعا الناشطون إلى الإعداد الحقيقي للمستقبل على كل الأصعدة طبقا لرؤية حقيقية وليس بنظام «الفهلوة» و«البطل الخارق».

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، ومنشورات، تعرض يأس المصريين مما وصل إليه حالهم، في وقت أبدى بعضهم خشيتهم من الإصابة بسكتة قلبية، نتيجة ما يجري لهم من أزمات متعاقبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإعلامي الرياضي «أحمد عفيفي»، غرد بالقول: «الواحد قابل انهاردة كمية ناس بسيطة ملهمش في الكورة (..) أصلا كتير جدًا كان نفسهم المنتخب يفرحهم ولو فرحة معنوية مؤقتة تعينهم على الحياة».

 

 

فيما قال الكاتب «علاء الأسواني»: «لا يمكن استثناء أي مجال حتى كرة القدم من الفساد والعشوائية والمحسوبية وكافة أمراض الديكتاتورية».

وأضاف: «ما حدث للمنتخب المصري هو بالضبط ما حدث للشعب المصري (..) قدرات عظيمة  ومواهب حقيقية تهدرها إدارات جاهلة وفاسدة تغطى فشلها بالأكاذيب».

وتابع: «سنفوز في كرة القدم عندما تنتصر إرادتنا في بلادنا».

 

 

بينما قال الأكاديمي والناشط السياسي «حسن نافعة»: «إننا لا نجيد اللعب الجماعي لا في الكرة ولا في السياسة ولا في أي شيء (..) ونعتمد على الحظ والبطل المنقذ الذي إن حدث له مكروه ضاع كل شيء».

 

 

أما المدرب «أبو طالب»، فلخص ما جرى بالقول: «أتعس جيل مصري هو جيلنا (..) جيل عاش حاجتين كبار قوي.. ثورة يناير وتأهل المنتخب لكأس العالم والحاجتين على مدار الفترة دي يعتبروا أكبر كسرتين حصلوا».

 

 

ورأى الكاتب «محمد حربي» أن «الإحساس الطاغي بعدم الجدارة ذلك يدفعك إلى التقوقع على نفسك والدفاع عما تملكه فقط، والقبول بأقل الأضرار مقدما قبل خوض المعركة».

وأضاف: «نحن ندافع في الكرة كما ندافع في السياسة، ونهدر الفرص في الكرة، كما أهدرنا وفرطنا في الثورة والديمقراطية، لأننا لا نصدق أننا جديرون بالمغامرة، وعندما نتخلى عن هذا الإحساس الطاغي سننتصر يوما على أنفسنا أولا وعلى الخصوم ثانيا».

 

 

وعبر الناشطون، من خلال منشوراتهم، عن حزنهم لعدم القدرة على الفرح، في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية والفقر الذي يضرب البلاد.

 

 

 

 

 

 

وودع المنتخب المصري منافسات كأس العالم إكلينيكيا، إثر هزيمته من روسيا في الجولة الثانية للمجموعة الأولى، وكذلك خسارته أولى مبارياته في المونديال، يوم الجمعة الماضي، أمام أورغواي بهدف دون رد.

وتشهد مصر في عهد الرئيس «عبدالفتاح السيسي» حالة من التدهور غير المسبوق على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إذ يعاني غالبية المصريين بشدة من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات.

كما تعاني البلاد من ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، في ظل ارتفاع غير مسبوق للديون الداخلية والخارجية.

وحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة المالية في مصر أواخر 2016، فإن 21 مليونا و710 آلاف مصري باتوا غير قادرين على الحصول على احتياجاتهم الأساسية، من بينهم 3.6 ملايين مصري لا يجدون قوت يومهم، ويواجهون عجزا في الحصول على الطعام والشراب.

وتشهد مصر في عهد «السيسي» حملة قمعية غير مسبوقة تستهدف المنتقدين والمعارضين، وتعصف بالحقوق والحريات الأساسية، وترسخ دولة الاستبداد التي ثار عليها بشجاعة كثير من المصريين في 2011، فضلا عن استنزاف ثروات البلاد وبيع أراضيها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر خسارة كأس العالم منتخب مصر أزمة سياسية أزمة اقتصادية الفنانين