الغلاء يعيد المصريين إلى «البلكونة».. التكييف والمصيف خارج الخدمة

الخميس 21 يونيو 2018 07:06 ص

دفعت موجة الغلاء المتزايدة بالمصريين إلى الشرفات من جديد بعد طول غياب.

إذ لم يجد المصريون مهربا من موجة الحر إلا «البلكونة» (الشرفة) بعد أن أصبحت أجهزة التكييف ورحلات المصايف وجلسات المطاعم والمقاهي خارج نطاق قدرتهم المادية، حسب تقرير لصحيفة «الحياة» اللندنية.

ومؤخرا، رفعت الحكومة أسعار الكهرباء بنسب بلغت 59%، بينما رفعت أسعار الوقود بما يزيد على 50%؛ ما تسبب في رفع تكلفة استخدام التكييف بشكل غير مسبوق، وأدى إلى خروج فواتير الكهرباء عن مقدرة تحمل المصريين.

ورغم اعتياد القطاع العريض من المصريين على قضاء عطلات الأعياد على الشواطئ أو في نزهات تتراوح بين دور السينما أو تناول الوجبات في المطاعم وغيرها، فإن أنواع الترفيه المعتادة هجرت المصريين هذا العام إما بالمنع أو بالتقليص، بينما سطع نجم «البلكونة» من جديد لتتربع على عرش الترفيه مجاني الثمن.

لكن «البلكونة» كوسيلة بديلة رخيصة تتوقف إمكاناتها عند حدود استنشاق الهواء من دون رسوم أو الفرجة على العالم الخارجي من دون التقيد بـ«مينيموم شارج» (حد أدنى للطلبات)، وهو النظام المعمول به في مقاهٍ كثيرة. 

ورغم إجراءات الترشيد تلك إلا أن الأسر المصرية تظل قلقة من جدواها.

تقول سلوى كمال (موظفة وأم لابنين في المرحلة الثانوية، 40 سنة) إن الامتحان الحقيقي سيبدأ في سبتمبر/أيلول المقبل، أي مع بداية العام الدراسي الجديد؛ «فإذا كان ترشيد الإنفاق على الأكل والشرب والتحكّم في كمية الكهرباء المستهلكة وخروجات الأبناء وغيرها ممكنة إلى حد ما هذه الأيام، فماذا عن بند الدروس الخصوصية الذي يستنزف نسبة كبيرة من موازنات الأسر، لا سيما في المرحلة الثانوية، وهو شر لا بدّ منه؟».

وتضيف: «بالورقة والقلم، حيث واحد زائد واحداً يساوي اثنين يبدو تدبير الأمور مستحيلاً؛ لذا قررت أن أعيش اليوم بيومه، مع تأجيل القلق العارم إلى شهر سبتمر/أيلول».

كما أن خطط الترشيد لا تبدو دوما ممكنة؛ إذ تجبر حرارة أشهر الرطوبة واختناق الجو كثيراً على تشغيل أجهزة التكييف، ولو بحساب عسير، والعودة إلى المراوح لا رجعة فيه، وتناول الشاي في «البلكونة»، مع تقليص عدد ملاعق السكر وغيرها من إجراءات التقشّف التي تطبقها ملايين الأسر المصرية حيث لا بديل أو محيص أو حتى مغيث.

ومع ذلك، تمضي تصريحات المسؤولين قدماً في استفزاز مشاعر المضغوطات والمضغوطين.

فوزير البترول والثروة المعدنية، «طارق الملا»، قال إن «تصحيح منظومة دعم المنتجات البترولية وتعديل التشوهات السعرية ليسا هدفاً في حد ذاته، بل بمثابة إجراءات تتخذها الدولة للحدّ من الآثار السلبية التي خلّفتها منظومة الدعم المشوّهة التي استمرت سنوات».

ورغم منطق التصريحات، وربما صحتها الاقتصادية، إلا أن منطق معيشة المصريين وصحتهم العقلية والنفسية في ضوء حسبة بسيطة يشير إلى أن الخارج يفوق الداخل بمراحل تدفع كثيرين ليس فقط إلى الترشيد بل إلى التوقف عن التخطيط واللجوء إلى السلاح التاريخي سلاح النكتة.

فمن تداول «طريقة عمل بنزين 92 في البيت»، إلى استغاثات يوجهها من سافروا بسياراتهم إلى الشواطئ قبل ارتفاع أسعار المحروقات ولم يعودوا قادرين على العودة إلى مدنهم، إلى رفع راية «الترشيد علينا حق»، يدور المصريون في حلقات إصلاح الاقتصاد المؤلمة.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

مصر البلكونة الغلاء الاقتصاد المصري