القوات اليمنية تستقدم تعزيزات قبل التقدم باتجاه ميناء الحديدة

الخميس 21 يونيو 2018 04:06 ص

تستقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية تعزيزات عسكرية استعدادا للتقدم نحو ميناء الحديدة بعد سيطرتها على مطار المدينة الواقعة في غرب اليمن ضمن عملية واسعة أثارت مخاوف لدى «الأمم المتحدة» على أرواح المدنيين.

ودارت صباح الخميس، اشتباكات متقطعة عند الأطراف الشمالية للمطار من جهة المدينة، وقام المتمردون بعمليات قصف بقذائف الهاون على مواقع قوات الحكومة داخل المطار، وقامت هذه القوات بالرد بالمثل، بحسب ما أعلن مسؤول في القوات الموالية للحكومة.

وأكد المسؤول لوكالة «فرانس برس»: «نستقدم حاليا التعزيزات، واستعداداتنا للتقدم باتجاه الميناء باتت في مراحلها الأخيرة».

وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية سيطرت، الأربعاء، على المطار الواقع في جنوب مدينة الحديدة بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، بعد نحو أسبوع من إطلاق هجوم باتجاه المدينة للسيطرة على مينائها الاستراتيجي.

ويبعد المطار نحو 8 كلم عن الميناء الذي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات يرى فيه منطلقا لعمليات عسكرية يشنها «الحوثيون» على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية، ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران.

ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء لـ«الأمم المتحدة» أو للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم، وهو ما يرفضه المتمردون.

ومساء الأربعاء، تعهد زعيم «الحوثيين»، «عبدالملك الحوثي» بصد تقدم القوات الموالية للحكومة في مدينة الحديدة.

وقال في كلمة بثتها قناة «المسيرة» المتحدثة باسم المتمردين: «كل الخروقات الميدانية ستظل قابلة للمواجهة، ولن تتغير قناعتنا ولن تنكسر إرادتنا، مجددا دعوته إلى الاستمرار في عملية التجنيد».

وفي عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها، قال الرئيس اليمني المعترف به دوليا «عبدربه منصور هادي» في اجتماع للحكومة أن العمليات في مختلف الجبهات ستسمر وصولا للعاصمة صنعاء واستعادة الدولة كاملة.

ووصل عدد القتلى منذ بدء الهجوم العسكري الأسبوع الماضي إلى 348 شخصا.

كارثة إنسانية

وتخشى «الأمم المتحدة» ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات عبر الميناء.

وقال أحد سكان المدينة لـ«فرانس برس» مفضلا عدم الكشف عن اسمه: «إن كارثة إنسانية تقترب من المدينة، الوضع خطر جدا، دبابات ومدرعات في الشوارع، وقد تتعرض هذه للقصف في أي وقت ما قد يعرض حياة المدنيين للخطر».

وتابع: «لا بد من تدخل، لمنع حرب شوارع في المدينة».

وتعاني أحياء في المدينة من انقطاع المياه عنها منذ الثلاثاء، بحسب ما أعلنت منظمة «المجلس النروجي للاجئين».

وقالت المنظمة في بيان: «تعطلت إمدادات المياه في عدة أحياء والسكان أصبحوا يعتمدون على المياه التي توفرها المساجد».

وأضافت أن الحصول على المياه النظيفة والكافية مصدر قلق رئيسي خصوصا في ظل حالة الطوارئ الصحية بسبب الكوليرا الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص منذ نحو عام في اليمن.

وكانت الإمارات جمعت 3 قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى «المقاومة اليمنية» من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.

وتضم هذه القوة «ألوية العمالقة» التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و«المقاومة التهامية» التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس «هادي».

وثالث هذه القوى هي «المقاومة الوطنية» التي يقودها «طارق محمد عبدالله صالح» –لا يعترف بسلطة هادي-، نجل شقيق الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» الذي قتل على أيدي «الحوثيين»، حلفائه السابقين، في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي «الحوثيين» في 2015.

ودفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص للنزوح في يونيو/حزيران الجاري، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، بينهم أكثر من 3 آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة.

ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا بين «الحوثيين» والقوات الموالية للرئيس «هادي»، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن «الحوثيون» من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.

وأدى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص في ظل أزمة إنسانية تعتبرها «الأمم المتحدة» الأسوأ في العالم حاليا.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

اليمن الحديدة التحالف الحوثيين