كشفت وثيقة مسربة أن المستشار بالديوان الملكي السعودي رئيس هيئة الرياضة «تركي آل الشيخ» دفع 4.8 ملايين دولار، في سبتمبر/أيلول 2017، لشراء سيارة رياضية فارهة، في وقت من المفترض فيه أن المملكة تنفذ سياسات تقشفية ضمن خطة إصلاحات اقتصادية نتيجة تراجع أسعار النفط.
وبحسب الوثيقة التي نشرها موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، فإن «آل الشيخ» دفع 18 مليون ريال سعودي (4.8 ملايين دولار) لشراء سيارة «بوغاتي شيرون» الرياضية في العام الماضي.
وأفادت الوثيقة المسربة، بأن المبلغ ذهب إلى «سعيد محمد بطي القبيسي»، رئيس شركة «سنتوريون للاستثمارات» وهي شركة مقرها أبوظبي تستثمر في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وتبادل الأموال وتجارة التجزئة.
ووفقا لقائمة «فوربس»، يأتي «القبيسي» في الترتيب رقم 887 في قائمة أغنى الرجال في العالم، بثروة تبلغ قيمتها 2.8 مليار دولار.
وأظهرت الوثيقة أن عملية الدفع تمت في 9 سبتمبر/أيلول 2017، أي بعد 3 أيام فقط من إعلان المملكة العربية السعودية تعيين «آل الشيخ» رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة.
يأتي ذلك بينما تشهد السعودية حالة تقشف تعتبر الأقسى في تاريخ المملكة ضمن خطة أطلقها ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» تستهدف تنويع الاقتصاد الذي يعاني تدهورا حادا نتيجة تراجع أسعار النفط منذ العام 2014.
وبدأت الحكومة السعودية الاستدانة من الأسواق الدولية من خلال قروض وسندات قبل عامين من أجل تعويض ما فقدته خزائنها بسبب انهيار أسعار النفط.
وفي الوقت الذي فرض فيه «بن سلمان» إجراءات تقشفية طالت كل القطاعات الحيوية في البلاد، أفادت تقارير بشرائه لوحة مخلص العالم لـ«ليوناردو دافنشي»، بمبلغ 450 مليون دولار، ومن قبل اقتناء يخت بقيمة نصف مليار دولار، كما تم الكشف مؤخرا عن امتلاكه لقصر الملك لويس الرابع عشر، في منطقة لوفسيان قرب العاصمة الفرنسية، وأنه اشتراه سنة 2015، بأكثر من 300 مليون دولار.
وأدى التقشف الحكومي في المملكة إلى خفض العلاوات والإعانات الحكومية لقطاع واسع من السعوديين، إضافة إلى تقليص الإنفاق وتسريح أعداد من الموظفين وفرض ضرائب ورسوم جديدة وغير مسبوقة طالت جميع سكان المملكة سواء من المواطنين أو الوافدين المقيمين.
