استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كأس العالم لكرة القدم والعرب والسياسة

الجمعة 22 يونيو 2018 03:06 ص

هذه هي المرة الثانية التي أكتب فيها عن مباريات كأس العالم لكرة القدم المنعقدة في روسيا الاتحادية، وعبّرت في الأولى عن سروري وفرحتي لتأهل أربعة فرق عربية ثلاثة من عرب أفريقيا (تونس والمغرب ومصر) وآخر من آسيا وهو الفريق السعودي، وكل ما سقط فريق في تحقيق النصر، قلنا سيعوض الفريق الآخر!

وهكذا سارت الآمال والطموح عندي، وخرج الأربعة منكسو الرؤوس، وخمدت صيحات الجماهير العربية المشجعة لتلك الفرق وذهب الناس يتلاومون، البعض شامتاً بهذا الفريق أو ذاك، والبعض الآخر متشفياً من عنجهية بعض قيادات الرياضة في أقطارنا العربية، والبعض الآخر خلط السياسة بالرياضة كما خلطوا الدين بالسياسة.

الرأي عندي، أن فشل الرياضة العربية في المونديال العالمي في روسيا الاتحادية هذا العام يعود إلى أسباب وأسباب أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

أن لاعبي معظم الفرق المشاركة كانوا يلعبون بمهارات فردية بعيدة عن اللعب كفريق متكامل، فيظهر تناقل كرة القدم بين اقدام اللاعبين مبنيا على العلاقات الفردية بين لاعبين أو أكثر قليلا، بمعنى انعدام التعاون والتنسيق بين اللاعبين في الخط الامامي (الهجوم ) وخط الوسط (الاسناد).

مدربو الفرق لم يعملوا على خلق مهارات هجومية متعددة، الأمر الذي غاب معه الهديفة في كل الفرق العربية باستثناء مصر (محمد صلاح) والذي ظهر انه خائف على صحته، ويظهر من المشاهدة أن بعض لاعبي الفريق المصري في الخط الامامي والوسط لم يبذلوا الجهد المطلوب لتمكين صلاح من تحقيق أي هدف غير الضربة الجزاء المباشرة.

الأمر الآخر: تدخل بعض المتنفذين في الأندية وهرم السلطة السياسية في فرض لاعبين على مدرب ومدير الفريق الأمر الذي أفقد التعاون والتنسيق بين اللاعبين. لاعبون آخرون كانوا يحاولون إبراز مهاراتهم الفردية بغية أن تلتقطهم بعض الأندية الاجنبية، وهذه كارثة أخرى.

المهم عندي في هذا المجال التأكيد على فشل القيادات السياسية العليا في تحقيق أهداف الأمة العربية وتوحيد الصفوف والكلمة في مواجهة اللاعبين الدوليين الذي يتربصون بنا، كما فشل قادة الأندية الرياضية والرياضيون من تحقيق أي نصر ولو في ملعب كرة القدم.

*  *  *

احذروا أيها العرب، نسيب الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير في ملعبنا، اي في الوطن العربي، يحيك دبلوماسية الأخذ دون عطاء. مهمته استغلال نقاط الضعف في الصف العربي ليتمكن من الاختراق لتحقيق هدف إسرائيل الكبرى.

السعودية في مرحلة اختلال توازن، انهم منشغلون الآن على تثبيت قواعد الحكم لجيل ما بعد الملك سلمان بطرائق متعددة، وذلك شغلهم الشاغل، ويعتقدون بكل ثقة بان الاستجابة لمطالب امريكا واسرائيل سيحقق لهم ذلك الهدف.

كذلك، يحاول السعوديون تجنب إثارة امريكا كي لا تعيد اثارة قانون "جاستا" المتعلق باتهام الدولة السعودية بالارهاب وتدمير مقر مركز التجارة العالمية في نيويورك ومحاولة تفجير وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن بواسطة طائرات انتحارية تتهم السعودية بانها خلف ذينك الحدثين.

أمر ثالث يزيد في عدم توازن نظام الحكم في الرياض، أن الدولة مشتبكة في حرب مسلحة في اليمن وسوف تميل نتيجة تلك الحرب لغير صالح الدولة السعودية انطلاقا من سيرها الراهن، ان انتصرت على الحوثيين فان النصر سيسجل لدولة الامارات كما يظهر لنا في الأخبار الصادرة من ميدان القتال.

وبذلك سوف تهيمن دولة الامارات على كامل التراب اليمني وحدوده ومنافذه البحرية إلى جانب تشكيل قوات مسلحة يمنية تحت إدارتها وتوجيهاتها الاستراتيجية، تُنصّب عليها من سبق عليه القول وأخرجوا من البلاد والسلطة، بمعنى آخر، تكون الامارات قد أحكمت قبضتها على الموانئ والمطارات والمنافذ البحرية المؤدية لليمن وكذلك حدودها الشرقية مع الدولة السعودية.

أمر رابع أنها منشغلة بحصار أفضل وأصدق حليف لها في الخليج العربي "قطر" والأخيرة ليست منافسة لاي مشروع سعودي سياسي كان أو اقتصادي أو أمني، بل تكاد تكون مكملة لها في هذا الشآن، إلا أن قطر تريد أن تكون دولة ذات سيادة تمارس حقوقها المشروعة على الساحة الدولية كما هو حال أي دولة أخرى تحترم شعبها وطموحاته المشروعة ايا كانت تلك الطموحات.

السعوديون ليسوا في حالة ود مع تركيا، وهذا يزيد في اختلال التوازن. الامارات منشغلة ايضا في حروب سياسية وعسكرية واقتصادية مع أطراف دولية متعددة، تريد تحقيق تمدد جيو سياسي، وكل الظروف ليست مواتية لتحقيق ذلك الهدف، ومصر حدث ولا حرج. كل هذه ثغرات في النظام العربي تجعل كوشنير يستطيع تحقيق أهدافه وأهداف إسرائيل.

عودة إلى السعودية: المستغرب أن القيادة السياسية في الرياض تصنف إيران بانها العدو اللدود والوحيد للمملكة السعودية، وفوق هذا تسمح لشعب ايران بالحج والعمرة بكل حرية دون عوائق، وتقدم لهم تسهيلات لا سابق لها.، بينما هي تحاصر قطر وتضيق على الشعب القطري وتضع العراقيل الادارية والقانونية في طريق من يرغب في أداء مناسك العمرة الرمضانية أو غيرها وكذلك أداء مناسك الحج: ويا للهول من تلك الإجراءات!!

*  *  *

كوشنير في الأردن، ومن قبله نتنياهو، ووصل الأول إلى الرياض، وغداً في دولة خليجية، وكلهم يتسابقون لتحقيق اختراق في الجسد السياسي العربي لتنفيذ مشروع "صفقة القرن" التي تلغي حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وتمكنهم من السيطرة على موارد المياه والهيمنة الكلية على مدينة القدس وإلى الأبد، وانهاء الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية.

وذلك إلى جانب أمور أخرى، بما في ذلك فرض القبول بالجسد الصهيوني كجزء من جسد الوطن العربي. إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ستستخدم الخلافات العربية العربية والعصا والجزرة الأمريكية في آن واحد لتحقيق ما تريد تنفيذه في الشرق العربي، هل أنتم مدركون أنكم في خطر؟ أم أنكم غافلون؟!!

آخر القول: هُزمنا في ملاعب كرة القدم أمام العالم لخلافات لاعبينا وأنانيتهم وسوء إدارة المشرفين على تلك الفرق العربية، فهل نستطيع تحقيق اختراق في خلافاتنا العربية لصالحنا قُطر قُطر ودولنا مجتمعة؟ أرجو من الله ذلك.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب جاريد كوشنر محمد كوثراني