المونديال يجدد انقسامات العرب لكن خارج المستطيل الأخضر

الجمعة 22 يونيو 2018 05:06 ص

لم يعد لدى العرب الكثير من الأمل في مونديال روسيا حيث خسرت الفرق العربية الأربعة التي تشجعها المباريات السبع الأولى لها.

فروسيا وأوروجواي فازت على كل من مصر والسعودية، وخسر المغرب أمام إيران والبرتغال، وخسرت تونس أمام إنجلترا.

وخارج المستطيل الأخضر -حيث المنافسة الحقيقية في الساحة السياسية بالشرق الأوسط- الكل خاسر أيضا مع تجدد الانقسامات.

فشبكة «بي إن سبورت» الرياضية القطرية دفعت مالا للفوز بحقوق بث مبارايات المونديال، وخططت لاستعادة ما دفعته عبر فرض رسوم تصل إلى 150 دولار لكل مشترك. 

لكن، في العام الماضي، فرضت 4 دول عربية حصارا على قطر.

وتسبب الحصار في خسارة «بي إن سبورت» أكبر سوق لها، وهو السعودية؛ حيث كان لديها هناك 900 ألف عميل.

وترك ذلك السعوديون يتساءلون كيف سيتابعون فريقهم الذي تأهل  لكأس العالم للمرة الأولى منذ 2006.

وجاء الرد من مجموعة غامضة تعتمد على القرصنة.

ففي شهر أغسطس/آب 2017، أطلق مجهول قناة مقرصنة باسم «بي آوت كيو».

ومع وجود جهاز رخيص لفك الترميز، يمكن للسعوديين (وغيرهم من العرب) المشاهدة بتأخير بسيط.

وأعربت قطر عن غضبها من القرصنة، واتهم المديرون التنفيذيون في «بي إن سبورت» السعودية بالتواطؤ، لافتين إلى القناة المقرصنة (بي آوت كيو) تبث عبر «عربسات»، وهو قمر صناعي تعد المملكة أكبر المساهمين فيه. (ينكر السعوديون وعرب سات أنهم يساعدون القراصنة).

ويعد هذا الجدل مؤشرا على ما يمكن أن يحدث عام 2022، عندما تستضيف قطر البطولة.

وتخطط الدوحة لاستقبال المشجعين من الخليج، لكن إذا استمر الحصار، فقد يتم منع السعوديين من الحضور.

وتدرس المملكة تحويل جزء من حدودها مع قطر إلى مستودع للنفايات النووية.

ولدى المصريون مشكلة مختلفة.

فعلى الرغم من أن حكومتهم انضمت إلى الحصار، إلا أنها لم تمنع الأشخاص من الاشتراك في «بي إن سبورت».

ومع ذلك، لا يستطيع الكثيرون منهم تحمل تكاليف حزمة كأس العالم، التي تكلف أجر الواحد منهم لنصف شهر أو أكثر.

وبدلا من ذلك، فهم يحولون أطباق الأقمار الصناعية الخاصة بهم في اتجاه مختلف.

وفي 15 يونيو/حزيران، تجمع المشجعون في مقهى بالقاهرة لمشاهدة بث مجاني لمباراة الفراعنة أمام الأوروجواي، وكان التعليق باللغة العربية، ولكنه كان قادما من قناة إسرائيلية.

وتنفي الشبكة الإسرائيلية أنها تساعد غير الإسرائيليين في مشاهدة البطولة، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية قامت بحماسة بالترويج للبرامج الإذاعية باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن سائقي سيارات الأجرة في القاهرة يتحدثون عن الاعتماد على منسقي الأقمار الصناعية.

ويقول واحد منهم: «أنا أشاهد البطولة باللغة العبرية، بدلا من أن أدفع المال إلى قطر».

وفي الحقيقية، قد يتمنى لو أنه لم يشاهدها على الإطلاق، فقد خسر الفراعنة أول مباراتين، وربما يعودون إلى القاهرة قريبا.

المصدر | إيكومنوميست

  كلمات مفتاحية

بي إن سبورت بي آوت كيو مونديال روسيا حصار قطر مصر السعودية الأزمة الخليجية