«فورين بوليسي»: تركيا ستربح صفقة «إف-35» رغم أنف الكونغرس

الجمعة 22 يونيو 2018 08:06 ص

لا يزال هناك صراع دائرا حاليا بين إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» والكونغرس حول صفقة مقاتلات «إف-35» المقررة إلى تركيا.

إذ يجتهد الكونغرس لمنع الصفقة لعدة أسباب، بينما ترى إدارة «ترامب» أن الأولوية والمصلحة تقتضي الآن إتمامها، وأن المفاوضات مع تركيا لإغلاق المخاوف الأمريكية في هذا الإطار يجب أن تتم حكوميا، وبعيدا عن الضغوط التشريعية.

ما سبق كان خلاصة تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، معتبرا أن مخاوف تتملك المشرعين الأمريكيين من أن تسهم تلك الصفقة في تقوية نفوذ الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

ويردد هؤلاء المشرعون ادعاءات تنفيها أنقرة تشمل اتهام الرئيس التركي بـ«ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال السنتين الماضيتين تحديدا».

كما يطالبون تركيا بإطلاق سراح قس أمريكي تحتجزه منذ نحو عام ونصف إثر اتهامه بـ«المشاركة» في المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016.

أيضا، يريدون معاقبة تركيا بعد تحديها الولايات المتحدة، بإقدامها على شراء منظومة «إس-400» الروسية المتطورة للدفاع الجوي.

في المقابل، ترى الإدارة الأمريكية أنه لا توجد مصلحة لإثارة نزاع وتوتر كبير مع تركيا حاليا؛ حيث تعد قاعدة «إنجرليك» التركية شديدة الأهمية للقوات الأمريكية، فهي القاعدة الرئيسية لانطلاق العمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبها مخزون من القنابل النووية الأمريكية «B61»، والتي تعتبر أداة للردع الأمريكي في أوروبا.

وأضافت «فورين بوليسي» أن أنقرة تعد شريكا حيويا في برنامج تضنيع المقاتلة «إف-35»؛حيث تصنع شركات تركية العديد من مكونات المقاتلة بكفاءة كبيرة، علاوة على أن المركز الرئيسي في أوروبا لصيانة محرك تلك المقاتلة من طراز «رولز رويس» يقع في ولاية إسكيسهير، شمال غربي تركيا.

ونقلت المجلة عن مصدر بالكونغرس قوله إن وزارة الدفاع الأمريكية تعتقد أن الأمر يحتاج إلى عامين للعثور على موردين جدد وتأهيلهم لاستبدال أي شركة تركية يتم طردها من برنامج المقاتلة.

إضافة إلى ذلك، تتخوف الإدارة الأمريكية أن يؤدي تراجعها عن إتمام صفقة وقعت عليها مع تركيا، بل وتشترك الأخيرة في صناعتها، إلى إثارة مخاوف حلفاء الولايات المتحدة حول العالم في مجال الشراكة ببرامج الأسلحة ومبيعاتها.

فهؤلاء الحلفاء يعتمدون على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، والرسالة التي ستصل لهم هي أنه إذا توترت العلاقات مع واشنطن، فإن أنظمة تسليحها وجيوشها ستكون في خطر.

وتنقل «فورين بوليسي» عن «جويل جونسون»، من شركة «Teal Group» الاستشارية، قوله إنه «يراهن في النهاية على انتصار الإدارة الأمريكية ومنح تركيا صفقة المقاتلات»، رغم أنه ستكون هناك بعض «الدماء السياسية» على الأرض بين البلدين، على حد وصفه.

ورغم أن القانون الأمريكي لا يقر موافقة الكونغرس أو حتى إخطاره عند بيع أسلحة لدول «شريكة»، فإن الكونغرس لا يزال يحاول منع تركيا بشكل غير مباشر من الحصول على تلك التقنية المتطورة التي تضمها «إف-35»، أو على الأقل عدم نقل البيانات التقنية الخاصة بها إلى أنقرة، وهو ما سيثير غضبا تركيا.

ويلفت التقرير هنا إلى القانون الذي مرره الكونغرس ويتيح فرض عقوبات على أية دول تشتري من قطاع الطاقة أو الدفاع في روسيا، سيحاول البعض تكييفه وتطبيقه على تركيا؛ بسبب تعاقدها على منظومة «إس-400»، لكن دوائر الحكم والأمن في واشنطن تفضل التعامل مع تلك القضية من خلال وزارتي الدفاع والخارجية، بدلا من القنوات التشريعية.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن (البنتاغون) يعكف حاليا على إيجاد مخرج لتركيا في تلك القضية، وليس إخراجها منها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا العلاقات الأمريكية التركية إس-400 إف-35