كشفت مصادر أردنية أن عمّان أبرزت سلسلة من الإيضاحات للجانب القطري بخصوص الموقف الذي تبنته المملكة الأردنية حيال الأزمة الخليجية المستمرة منذ 5 يونيو/حزيران 2017.

ونقلت صحيفة «رأي اليوم» عن مصادر (لم تسمها) قولها إن رئيس مجلس النواب الأردني «عاطف طراونة» أكد لسياسيين ودبلوماسيين مؤخرا أن «الأردن لا يعتبر نفسه طرفا في الأزمة»، مؤكدا أن «الإجراءت المتخذة كانت بمثابة الحد الأدنى».

وأكدت المصادر أن الأردن أبلغ دولة قطر بأنه لا يتبنى تصنيف دول الحصار الأربعة بخصوص «الإخوان المسلمون» وحركة «حماس» الفلسطينية، وقائمة الإرهاب.

ورغم أن عمان طلبت من السفير القطري في عمان «بندر العطية» المغادرة، لكن الحكومة الأردنية أوضحت عبر قنوات خاصة لاحقا، أنها ستكتفي بهذه الخطوة ولن تتخذ أي خطوات تصعيدية تجاه الدوحة بالرغم من الضغوط التي تمارس على المملكة.

وقالت المصادر إن عمّان أبلغت الدوحة مبكرا بأنها لا تتبنى موقف السعودية والإمارات ومصر المعلن من حركة «حماس»، ولا تخطط لإجراءات ضد «الإخوان المسلمون» ولا تعتبرهم منظمة إرهابية بسبب وجودهم بصفة شرعية في البرلمان ومشاركتهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وتضمنت إيضاحات الجانب الأردني التأكيد على أن قرار إغلاق مكاتب «الجزيرة» في عمان وسحب تراخيصه كان اضطراريا مع الإشارة لكون تراخيص المكتب هي التي سحبت بينما ظلت كاميرات «الجزيرة» حرة وتستطيع مزاولة عملها حيث لم تسحب تراخيص المراسلين.

وأكدت المصادر أن الهدف من هذه الإيضاحات هو شرح الموقف الأردني والملابسات التي قادت لقرار خفض التمثيل الدبلوماسي ومطالبة السفير القطري بالمغادرة، خصوصا أن الأخير كانت عليه ملاحظات خاصة قبل مغادرته وهو ما حاولت عمّان تذكير الدوحة به.

وأشارت إلى أن السفير القطري عاد عشية عطلة العيد إلى عمّان، لكنه عاد بصفته زائرا ولديه منزل عائلي في عمان سيقيم به ولن يتوجه إلى مقر السفارة للقيام بأي عمل رسمي.

ولفتت إلى أنه عندما طلبت وزارة الخارجية الأردنية من «العطية» مغادرة عمّان أبلغته بأن الأمر ليس مستعجلا وبأن بإمكانه المغادرة وظيفيا متى أراد لكنه محل ترحيب بصفة شخصية وكمواطن قطري.

ونوهت إلى أن وزارة التعليم العالي الأردنية قررت عدم اتخاذ اي إجراء ضد نحو 2000 طالب جامعي قطري كانت لديهم امتحانات في الجامعات الأردنية.

يشار إلى أن الخطوط الملكية الأردنية استمرت بتسيير رحلاتها للدوحة كالمعتاد وتضاعفت كمية الصادرات الأردنية عبر الجو لقطر خصوصا من الخضروات والفاكهة.

وكشفت الصحيفة ذاتها أن قطر في طريقها لتخصيص المزيد من المساعدات المالية للأردن خلال الأيّام القليلة المقبلة في ظل تطور واضح في مستويات الاتصال بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» إلى عمّان.

 وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأردنية شكلت لجنة وزارية تتولى الاستعداد للتعامل مع قرار قطر توفير 10 آلاف وظيفة للأردنيين خلال العامين المقبلين حيث ستزور لجنة قطريّة عمان قريبًا لهذا الغرض.