السعوديات خلف مقود السيارة للمرة الأولى.. لحظة طال انتظارها

الأحد 24 يونيو 2018 07:06 ص

في يوم الأحد 10 شوال 1439، الموافق 24 يونيو/حزيران 2017، وفي تمام الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، خرجت السعوديات لأول مرة خلف مقود السيارة، لتسجل لحظة طال انتظارها.

الانطلاقة كانت بتغريدة لإدارة المرور السعودية عبر حسابها في «تويتر»، قال فيها: «تنفيذًا للأمر السامي الكريم رقم (905) وتاريخ 6 محرم 1439هـ، تم السماح للنساء اللاتي يحملن رخص قيادة مناسبة بقيادة المركبة على الطرقات في السعودية اعتبارًا من اليوم الأحد 10 شوال 1439هـ».

 

وشهدت شوارع السعودية، مشهداً لا سابق له، حين جلست النساء في السيارة، قائدة وليست راكبة، بعد انتظار دام عقوداً، وتُوّج قبل عشرة أشهر بقرار أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.

وبهذا القرار، خرجت السعودية من وضعية الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر قيادة المرأة للسيارة.

وبثت قناتا «الإخبارية» (رسمية) و«العربية» السعوديتان، مقاطع مصورة لنساء بدأن في قيادة سياراتهن برفقة ذويهن لأول مرة في شوارع المملكة.

 

 

 

 

كما احتل وسم «المرأة السعودية تقود السيارة»، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة، حيث سجل الناشطون هذه اللحظة، عبر نشر صور وفيديوهات، لقيادة السعوديات السيارة في شوارع المملكة.

كما رصدوا قيام رجال المرور بتوزيع الورود على السعوديات، في الساعة الأولى لتطبيق القرار.

 

 

وعبّرت سعوديات عن تشوقهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأخذ والداتهن في سياراتهن من أجل شراء القهوة أو العشاء، مع رفع الحظر، واصفات هذه اللحظات بـ«التاريخية».

وعبرت السعوديات عن فرحتهن بقدرتهن على الذهاب إلى أي مكان، وحدهن دون الحاجة إلى الرجال.

 

 

 

ومع تفعيل القرار، عبرت عشرات البحرينيات جسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين بسياراتهن، احتفالا بهذه المناسبة.

ووردت أنباء عن عبور بعض السعوديات للجسر نفسه إلى الجانب البحريني.

 

 

أما الأمير «الوليد بن طلال»، الذي دعا كثيرا للسماح للسعوديات بقيادة السيارة، فسجل هذه اللحظة عبر حسابه بموقع «تويتر»، حين نشر مقطع فيديو له مع ابنته «ريم» التي كانت تقود السيارة بينما كان إلى جوارها ومن خلفهما حفيداته.

 

واختارت سيدات الذهاب برفقة أسرهن لتناول وجبة العشاء في المطاعم، والاحتفاء بهذه المناسبة، كما ذهبت أخريات إلى المراكز التجارية لشراء احتياجاتهن.

ويتزامن سريان القرار مع عودة السعوديين والسعوديات من إجازة عيد الفطر، الأمر الذي يعني أنه أصبح بإمكان الحاصلات على رخص قيادة التوجه لأعمالهن.

وتحكي مغردة على «تويتر» عن صديقتها أنها متوترة جدا كونها ستخرج بسيارتها في الصباح الباكر لتذهب لعملها لأول مرة، وتقول: «قال لها ابنها أن تنتظر قبل أن تقود سيارتها»، ولكنها أجبته قائلة: «إذا لم أقد في اليوم الأول فسيكون الأمر أصعب بالنسبة لي، أريد أن أغامر وأن أضغط على نفسي».

أما الكاتب «نبيل المعجل»، فغرد قائلا: «بإذن الله ستقود ابنتي السيارة إلى مكان عملها يوم الأحد 10/10، وسأكون بصحبتها إلى أن تتعرف وتتأقلم على سلوكيات قيادة الرجل هنا»، فيما هنأ كثيرون دخول المرأة إلى عالم قيادة السيارات.

 

 

 

كما أن الحملات الدعائية التي تؤيد قيادة المرأة، شغلت حيزا من وسائل التواصل، فشركات السيارات وضعت مقاطع مصورة لسائقات في مقعد القيادة، وشركات الأجرة مثل «كريم» و«أوبر» نشرت إعلانات لترغيب النساء في العمل كسائقات، وشركات التأمين أيضا قدمت محتوى مرئيا حول أهمية التأمين بالنسبة للسائقات وهي في مجملها توعوية.

 

 

الأمر لم يقف عند الاحتفال، فقد تداول الناشطون مقاطع فيديو، لحوادث سيارات في الساعات الأولى للمرأة حلف موقد السيارات، وهي الحوادث الذي تسببن فيها.

 

 

 

 

وانخرطت آلاف السعوديات والمقيمات خلال الأشهر الماضية في دورات تدريب تؤهلهن لنيل رخص القيادة، تضاف إليهن أُخريات حصلن عليها من خارج المملكة، وأتاحت لهن إدارة المرور استبدالها بأخرى محلية.

وكثفت السعودية على مدار الأيام الثلاثة الماضية (الخميس والجمعة السبت) الفعاليات التوعوية بإشراف مباشر من الإدارة العامة للمرور في مدن الرياض (وسط) والدمام ( شرق) وجدة (غرب) وتبوك (شمال)، وذلك تحت عنوان (توكلي وانطلقي).

وكانت الإدارة العامة للمرور، بدأت في 4 يونيو/حزيران الجاري، استبدال الرخص الدولية المعتمدة في المملكة برخص سعودية استعدادًا لموعد السماح بالقيادة للمرأة، وذلك في عدة مواقع بمدن المملكة.

وفي 8 يونيو/حزيران الجاري، بدأ سريان نظام مكافحة جريمة التحرش، التي تصل فيها عقوبة المتحرش في بعض الحالات إلى السجن خمس سنوات، وغرامة مالية ثلاثمائة ألف ريال (80 ألف دولار).

ويسمح القرار للنساء البالغات من العمر 18 عاماً فما فوق، بإجراء امتحان للحصول على رخصة للقيادة، كما يجيز للسعوديات تعديل رخص القيادة الأجنبية، على أن يدخل قرار القيادة حيز النفاذ في 24 يونيو/ حزيران الجاري.

كما يسمح القرار للنساء في السعودية، بقيادة الشاحنات والدراجات النارية إضافة إلى أنه يسمح لهن بالعمل كسائقات أجرة كونه يساويهن بالذكور تماما، حسبما قالت الإدارة العامة للمرور في وقت سابق.

ويتوقع أن يكون لقرار السماح للمرأة بالقيادة تأثيرات اجتماعية واقتصادية في المجتمع السعودي، الذي يشهد تحولات متزايدة في الآونة الأخيرة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات خلال العام الجاري بنسبة 10%، مقارنة بالعام الماضي مع بدء قيادة المرأة للسيارة، بحسب تقديرات خبراء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعوديات قيادة السيارة السعودية قيادة المرأة الملك سلمان