شابة سعودية تقود السيارة بعد 28 عاما من احتجاج خالتها

الأحد 24 يونيو 2018 02:06 ص

استلمت الشابة السعودية العشرينية «مجدولين العتيق»، سيارة سوداء من طراز لكزس، وفتحت نوافذها، وقادت السيارة بشكل قانوني لأول مرة في السعودية.

وقادت «مجدولين» سيارتها في الساعات الأولى من صباح الأحد، متجهة إلى منزل والدها، لأول مرة وهي تقود سيارتها في الشوارع المؤدية إليه.

و«مجدولين» ابنة أخت «فوزية البكر» التي قادت سيارتها في شوارع الرياض عام 1990 متحدية حظرا يمنع النساء من قيادة السيارات في المملكة المحافظة وفقدت وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل واضطرت لتغيير مكان سكنها.

لكن بعد 28 عاما وفي منتصف ليلة الأحد استقلت ابنة شقيقتها سيارة لكزس سوداء، وقالت «مجدولين العتيق»، إن «المنظر مختلف تماما عن المقعد الخلفي. أنا سعيدة جدا عيناي تتطلعان في كل مكان لست معتادة على ذلك».

وكانت «مجدولين» المتخرجة حديثا في جامعة بالولايات المتحدة في طريقها لحضور فصل دراسي في سبتمبر/أيلول الماضي عندما علمت أن الملك «سلمان بن عبدالعزيز» أمر بإنهاء الحظر على قيادة النساء للسيارات والذي كان كثيرون يرون فيه رمزا لقمع النساء.

وقالت «اتصلت بأسرتي في السعودية لأسأل ما إذا كان ذلك حقيقيا»، مضيفة «كل ما فكرت فيه هو أن بإمكاني قضاء مصالحي بمفردي ولست مضطرة أن أطلب من أحد توصيلي».

وأجبر الحظر، الذي كان يبرر بذرائع عديدة متعلقة بالدين أو بالتقاليد، النساء على الاعتماد على الأقارب الذكور في انتقالاتهن أو صرف مبالغ ضخمة على السائقين.

وأصبح إلغاء الحظر هدفا رئيسيا للنشطاء الساعين لإنهاء ممارسات التمييز التي تقلص دور المرأة في الحياة العامة وتجعلها تحت وصاية الرجال.

وخرجت أول مظاهرة عامة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني عندما قادت 47 امرأة سياراتهن في شوارع الرياض لمدة نحو ساعة حتى اعتقلتهن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان من بينهن والدة «مجدولين» وخالتها.

وقالت «فوزية البكر» خالة «مجدولين»، عندما قادت ابنه أختها سيارتها لتزورها «صراحة أحسدها، أصبح من الطبيعي بالنسبة لها أن تقود سيارتها وتحصل على التأمين وكل شيء في حين كان ذلك صعبا للغاية بالنسبة لنا».

وأضافت «أنا متحمسة وسعيدة للغاية أن مجتمعنا وقياداتنا وصلت إلى هذه النقطة التي نقود فيها سياراتنا، أصبحنا طبيعيين مثل أي امرأة في العالم».

وتعتزم «فوزية» بدء قيادة السيارة يوم السادس من نوفمبر/تشرين الثاني لإحياء ذكرى موقفها التاريخي.

لكن ليس كل من شاركتها هذا الموقف ستتاح لها هذه الفرصة، فقد اعتقلت السلطات أكثر من 12 منهن الشهر الماضي للاشتباه في اتصالهن بجهات أجنبية ووصفتهن وسائل إعلام محلية بالخائنات.

ومن بين المعتقلات ثلاث نساء شاركن في احتجاجات عام 1990، وأطلق سراحهن لكن ناشطات بارزات أخريات مثل «إيمان النفجان» و«لجين الهذلول» و«عزيزة اليوسف» ما زلن مسجونات.

ويقول ناشطون ودبلوماسيون إن الاعتقالات تهدف إما إلى توجيه رسالة بعدم رفع سقف المطالب أو إلى استرضاء العناصر المحافظة المعارضة للإصلاحات.

كما أن نساء أخريات قد لا يقدن سيارات في وقت قريب بسبب اعتراض أسرهن المحافظة.

واستعدت «مجدولين» وشحنت سيارتها من كاليفورنيا في وقت سابق هذا العام وقادتها لزيارة منزل والدها في الساعات الأولى من صباح الأحد.

وقالت «لم يرني أقود سيارة من قبل»، مضيفة «علم لتوه أنني كنت أقود سيارة في كاليفورنيا واليوم ستكون أول مرة يرى فيها ابنته تقود سيارة».

ورحب حلفاء غربيون للسعودية برفع الحظر ووصفوه بأنه دليل على اتجاه تقدمي جديد في المملكة بعد أن كان سببًا في انتقادات عالمية ومقارنات مع حكم حركة طالبان في أفغانستان على مدى أعوام.

لكن رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات تزامن مع حملة قوية على المعارضين ومنهم بعض الناشطين الذين نظموا من قبل حملات مناهضة للحظر. وبينما يقبع هؤلاء في السجن تقود النساء السيارات بشكل قانوني لأول مرة في المملكة.

وبدأت سعوديات حائزات على رخص قيادة أجنبية في تحويلها إلى محلية الشهر الجاري فقط لذلك من المتوقع أن يظل عدد السائقات قليلًا نسبيًا في البداية.

وسيتطلب الأمر بعض الوقت قبل أن تصبح أخريات مستعدات للقيادة بعد التعلم في مدارس جديدة تديرها الدولة.

ومن المتوقع أن يصل عدد النساء ممن يقدن السيارات ثلاثة ملايين بحلول عام 2020.

وما زالت بعض النساء يواجهن ممانعة من أقاربهن في المجتمع المحافظ. كما لا تميل كثيرات ممن اعتدن على توظيف سائق خاص للقيادة على الطرق السريعة المزدحمة في المملكة.

والشهر الماضي، صدر قانون يقضي بالحبس ودفع غرامة ضخمة كعقوبة لجريمة التحرش الجنسي بسبب مخاوف من تعرض النساء أثناء القيادة للإيذاء في بلد يطبق قواعد صارمة في الفصل بين الجنسين تمنع النساء عادة من التواصل مع رجال من غير الأقارب.

وتعتزم وزارة الداخلية تعيين نساء في شرطة المرور لأول مرة لكن لم يتضح متى سيتم ذلك. وقال أحد سكان الرياض إن النساء في عائلته سينتظرن لاستكشاف كيف يعمل النظام قبل أن تبدأن في القيادة.

واغتنمت شركات السيارات الفرصة بنشر إعلانات بمناسبة انتهاء الحظر كما خصصت أماكن خاصة في ساحات الانتظار للسيدات تتميز بلافتات وردية اللون.

وبدأت المرأة السعودية قيادة السيارات، الأحد، تنفيذا لقرار الملك «سلمان»، العام الماضي، بالسماح للنساء بقيادة السيارات، وإصدار الرخص لهن. وفي الدقائق الأولى بعد منتصف الليلة الماضية، انطلقت مواكب نسوية في شوارع مختلف مدن المملكة لتسجيل لحظة تاريخية طال انتظارها.

  كلمات مفتاحية

السعودية قيادة المرأة للسيارة فوزية البكر اعتقال الناشطات

الاقتصاد هو السبب الحقيقي للسماح بقيادة النساء في السعودية

قصيدة لأكاديمية سعودية تؤرخ لقيادة المرأة السيارة