أصيبت الجماهير العربية والإسلامية بحالة من الصدمة، بعدما نشرت حكومة (إسرائيل) عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التابعة لوزارة الخارجية، خطابات تشجيعية للبلدان الإسلامية، «إيران، السعودية، مصر، تونس، المغرب»، المشارك منتخباتها في كأس العالم لكرة القدم 2018، بروسيا.

ومنذ انطلاق منافسات المونديال في 14 يونيو/حزيران، اعتاد حساب «إسرائيل بالعربية» على «تويتر»، نشر تغريدات لدعم منتخبات البلدان الإسلامية، وقال في إحداها: «تتنافس العديد من المنتخبات في منطقتنا على كأس العالم، ومن المؤسف أننا لسنا هناك أيضا! حظا سعيدا لكل من إيران والمغرب»، كما تمنى الحساب التوفيق لمنتخب السعودية قبل المباراة الافتتاحية ضد روسيا.

وفي إحدى الحانات بمدينة القدس المحتلة، تابع الكثير من الإسرائيليين مباريات منتخبات البلدان الإسلامية، خاصة وأن أصول العديد من اليهود الإسرائيليين تنحدر من هذه البلدان الإسلامية، من بينها إيران التي تعتبر العدو اللدود لـ(إسرائيل).

ووفقاً لأرقام المكتب المركزي للإحصاء، كانت (إسرائيل) منذ سنة 2011 موطنا لـ141 ألف يهودي من أصل إيراني، و492 ألف يهودي من أصل مغربي، و134 ألف يهودي من أصل تونسي وجزائري، و57 ألف يهودي من أصل مصري.

وفي مركز الفن المجتمعي وسط مدينة القدس المحتلة، وقبل مواجهة المنتخب الإيراني مع نظيره الإسباني، أقام «بينكاس ماتان» الذي يعرف نفسه بأنه «الساحر والفنان الاجتماعي والباحث عن الوعي»، عرضاً كجزء من مشروع مستمر يسمى «السفارة الإيرانية في القدس».

وارتدى «ماتان» عمامة إيرانية بيضاء وحمل الأعلام الإيرانية عاليا طوال المباراة. ونجح في حشد عشرات المشجعين الإيرانيين لمتابعة المباراة.

وصرح «ماتان» -الذي هاجر أجداده من طهران- لموقع «Al- Monitor»: «لقد نظمنا الحدث لجمع الإسرائيليين والإيرانيين معاً من خلال الثقافة والفن، فهذه هي مهمتنا في السفارة الإيرانية».

وأضاف مازحا: «كنا نأمل أن يأتي المزيد من الإيرانيين، لكن البعض اتصلوا بنا وقالوا إنهم خائفون بسبب الحادث الذي وقع مع جونين سيجيف»، في إشارة إلى الوزير الإسرائيلي السابق، الذي اعتقل في وقت سابق هذا الأسبوع بتهمة التجسس لصالح إيران.

وقالت «أريل بن موشيه»، وهي مواطنة من تل أبيب ولدت في (إسرائيل) وتنحدر من أسرة إيرانية قدمت للبلاد خلال خمسينات القرن الماضي، إنها كانت مؤيدة بالكامل لإيران في كأس العالم.

وأضافت: «بصراحة، أنا أشجعهم فقط لأن عائلتي أتت من هناك، على الرغم من أنني لا أعرف الكثير عن المنتخب الإيراني، ولكن لأن المنتخب الإسرائيلي خيب أملنا، قررت العودة إلى جذوري».

كما يحمل العديد من اليهود المغاربة في (إسرائيل) الشعور نفسه، ويشجعون أسود الأطلس، وشهدت مباراة البرتغال والمغرب، الأربعاء، على ملعب «لوجنيكي» تواجد عدد من الجماهير الإسرائيلية أصحاب الأصول المغربية، وهو يرفعون علم (إسرائيل) ودعموا أسود الأطلس، إلا أن الجماهير المغربية رفضت ذلك وحاولت منعهم.

تجدر الإشارة إلى أن منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب ودعوا رسمياً منافسات المونديال من الدور الأول، فيما يمتلك المنتخب الإيراني أمل ضعيف وفرصة صعبة للتأهل إلى ثمن النهائي، عندما يواجه منتخب البرتغال، الإثنين، 25 يوينو/حزيران، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.