«حرييت ديلي نيوز»: ملاحظات على هامش الانتخابات التركية

الثلاثاء 26 يونيو 2018 08:06 ص

في منتصف ليل 24 يونيو/حزيران، أعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إعادة انتخابه كرئيس للبلاد بنسبة 52% وفق نتائج غير رسمية.

وقد حصل منافس «أردوغان» الرئيسي، ومرشح حزب الشعب الجمهوري «محرم إينجه» على نسبة حوالي 30.8% من الأصوات، بينما فشلت «ميرال أكشنار»، زعيمة الحزب الجيد في إظهار الأداء المتوقع، فيما نجح حزب الشعوب الديمقراطي الكردستاني في تجاوز العتبة البرلمانية في الوقت الذي حصل فيه مرشحه المسجون «صلاح الدين ديمرطاش» على نسبة تقترب من 8% من الأصوات.

وتشكل انتخابات يونيو/حزيران 2018 بداية حقبة جديدة في النظام الإداري لتركيا ناقلة البلاد إلى عصر الرئاسة التنفيذية في وقت يتعرض فيه الرئيس «أردوغان» والحكومة للانتقاد من العالم الخارجي بسبب الاختلاف في سياساته الخارجية مع حلفائه الغربيين، وكما فعل في الانتخابات السابقة، قال «أردوغان» في أول خطاب له إنه يريد أن يترك الخلافات وراءه واعدا شعبه بعصر ديمقراطي أفضل.

ومن الممكن استخلاص الاستنتاجات الأولية التالية حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة في تركيا:

أولا: أثبت تحالف «أردوغان» مع «دولت بهجلي» نجاحا كبيرا، حيث أثبتت الانتخابات أنه دون حزب الحركة القومية لم يكن من الممكن أن يفوز «أرودغان» من الجولة الأولى، وكان حزب العدالة والتنمية ليفقد أغلبيته البرلمانية حيث لا تؤهله مقاعده في الوقت الحالي لتشكيل حكومة بمفرده.

ثانيا: سيتعين على حزب العدالة والتنمية القبول بحزب الحركة القومية كشريك في ائتلافه البرلماني وأجندته التشريعية، بدلا من ذلك، إذا أراد «أردوغان» أن يفض تحالفه مع الحزب فسيكون على «أردوغان» أن يجتذب العدد الضروري من النواب من الأحزاب الأخرى من أجل تشكيل كتلة قوامها 300 مقعد من مقاعد البرلمان البالغ عدهها 600 أو أن يسعى للتحالف مع حزب آخر في البرلمان.

ثالثا: أثبت «بهجلي» لـ«أشكينار» وغيرها من منافسيه أن حزب الحركة القومية لم يسقط بعد، وكانت مرونة الحزب واحدة من المفاجآت غير متوقعة لهذه الانتخابات التي جعلت الحزب لاعبا رئيسيا في البرلمان وربما في الحكومة.

رابعا: إن تكتيك «كمال كليتشدار أوغلو» بنقل 15 نائبا من حزب الشعب الجمهوري لصالح حزب الخير من أجل مساعدة «أكشينار» للترشح للرئاسة وتحالفه مع حزبها لم يثبت نجاحا كبيرا حيث اجتذبت «أكشينار» أصواتا من حزب الشعب الجمهوري أكثر مما اجتذبت من أصوات حزب العدالة والتنمية، كما حصلت على أصوات أقل من حزب الحركة القومية الذي انشقت عنه سابقا.

ورغم أن «أكشينار» فشلت في الفوز بالقيادة، فإنها نجحت في انتزاع حصة من المقاعد البرلمانية بفضل تحالفها مع «كليتشدار أوغلو».

خامسا: من ناحية أخرى، أثبت تكتيك «كليتشدار أوغلو» بدفع منافسه في الحزب لخوض السباق الرئاسي نجاحا نسبيا، حيث أثبت «محرم إينجه»، أنه مع جاذبيته وشعبيته لديه القدرة على رفع نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري من 25 إلى 30%، وكان الأداء السياسي لـ«إينجه» هو المفاجأة الأخرى لهذه الانتخابات.

سادسا: حصل حزب الشعب الجمهوري في نهاية على نسبة أقل بـ7% في السباق البرلماني من مرشحه الرئاسي «إينجه». ويدل ذلك على أن حزب الشعب الجمهوري قد خسر الأصوات، ليس فقط لصالح حزب الخير، ولكن أيضا لصالح حزب الشعوب الديمقراطي.

ولا يعود ذلك لكون الناخبين يدعمون الحزب الكردي، ولكن لأن بعضهم أراد دفع الحزب لتجاوز العتبة الانتخابية من أجل تقليل مقاعد حزب العدالة والتنمية، ومن المرجح أن نتائج الانتخابات قد تهز حزب الشعب الجمهوري، مما يدفعه إلى مؤتمر طارئ قد ينتخب فيه «إينجه» رئيسا جديدا للحزب قبل الانتخابات البلدية في مارس/آذار 2019.

سابعا: عاد حزب الشعب الديمقراطي إلى البرلمان بفضل أصوات الليبراليين والديمقراطيين الاجتماعين التي ذهبت له، وربما يكون الوقت قد حان لأن يضع حزب الشعب الديمقراطي خطًا واضحًا بينه وبين الأعمال الإرهابية لحزب العمال الكردستاني المحظورعلى الرغم من أنه معه يتقاسم نفس القاعدة الشعبية.

  كلمات مفتاحية

تركيا الانتخابات التركية العدالة والتنمية حزب الشعب الجمهوري أردوغان