حالة من الجدل أثارتها نتيجة مباراة المنتخبين السعودي والمصري، في الجولة الثالثة للمجموعة الأولى بمونديال كأس العالم 2018، والتي انتهت بفوز الأخضر بهدفين لهدف، ما دفع البعض للترويج إلى أن المباراة قد تم بيعها لصالح المنتخب السعودي.
المباراة التي لم تكن ذات جدوى نظرا لخروج الفريقين عقب خسارتهما في المبارتين السابقتين لهما أمام روسيا وأروغواي، اتهم الناشطون فيها أن الحكم قد تلقى أموالا من رئيس هيئة الرياضة السعودية «تركي آل الشيخ» لموالاة الأخضر، وهو ما استنكره ناشطون وإعلاميون رياضيون سعوديون.
وخلال المباراة، احتسب الحكم الكولموبي «ويلمار بيريز»، ضربتي جزاء للمنتخب السعودي، تصدى حارس الفراعنة «عصام الحضري» للأولى، قبل أن يحرز «سلمان الفرج» الثانية، في الدقيقة (45+6)، ليعادل الهدف الذي أحرزه «محمد صلاح» في الدقيقة (22).
وقبل نهاية الشوط الثاني بثوان قليلة، أحرز «سالم الدوسري» في الدقيقة (90+5)، الهدف الثاني للسعودية.
الأمر لم يقتصر على رشوة الحكم فحسب، بل روج البعض أن المدير الفني للمنتخب المصري «هيكتور كوبر»، تلقى وعدا بالحصول على 4 ملايين دولار، بين شوطي المباراة، بالإضافة إلى 100 ألف دولار لكل لاعب، في مقابل «تفويت المباراة» لصالح السعودية.
وعلى الرغم من عدم الجزم بهذه المعلومة، إلا أن إعلاميين سعوديين سارعوا بنفي أي حديث عن هذا الأمر.
وفي سياق متصل، غرد الصحفي الكردي المقيم في (إسرائيل) «مهدي مجيد»، قائلا إن عملية شراء فوز المنتخب السعودي للمباراة، تمت مقابل 5 ملايين دولار.
وتساءل «مجيد» في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر «تويتر»: «هل تم شراء فوز المنتخب السعودي مقابل 5 مليون دولار؟».
وأضاف: «معلومة وصلتني لا أتبناها.. تركي آل الشيخ في استراحة الشوط الأول اتصل بالمدير الفني للمنتخب المصري، وعرض عليه أربع مليون دولار مقابل فوز السعودية بالإضافة الى عدة شوالات رز كل شوال بقيمة 100 ألف دولار للاعبي مصر».
جاء ذلك، عقب ترويج الناشطة والمعارضة المصرية «آيات عرابي»، إلى وجود رشوة سعودية مقابل خسارة المنتخب المصري، حين قالت في تدوينة: «وحتى لو كانت المباراة مباعة مقابل أجولة من الرز، وهذا ممكن جدا مع كائن رخيص مثل (الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي)، فإنني أتمنى الخسارة للاثنين.. وأرى كرة القدم هيافة».
وخلال المباراة، شن رجل الأعمال والملياردير المصري «نجيب ساويرس»، هجوما على حكم المباراة، واتهمه بأنه قبض ثمن التحيز لصالح المنتخب السعودي، وذلك بعد احتسابه ركلتي جزاء، إحداهما مشكوك في صحتها.
هذا الهجوم، دفع إعلاميون ورياضيون سعوديون للدفاع عن منتخب بلادهم، حيث غرد رئيس نادي «الهلال» سابقا «عبدالرحمن بن مساعد»، معلقا على تغريدة «ساويرس» بالقول: «أسأت لنا يا (باشمهندس) بلا داعي».
وأضاف: «مباراة لا تقدم ولا تؤخر.. والفريقان سيغادران البطولة بعدها.. ماذا فعل المنتخبان في المباراتين السابقتين؟.. ولماذا (بمنطقك) لم يقبض حكما المباراتين السابقة إذا كان ذلك ممكنا؟».
كما علق المحاضر الرياضي «عادل عصام الدين» بالقول: «الفريق السعودي قابض على الكرة لمدة 61 دقيقة.. سيطرة كاملة.. واستحواذ أخاذ».
وتابع: «أي قبض يتحدث عنه هذا المهندس الذي لا يريد أن يعترف بتفوق المنافس».
قبل أن يتساءل الإعلامي «وليد الفراج»: «عم نجيب.. أنت بتتكلم جد؟».
وأضاف: «أعصابك يا رجل، ده احنا بنلعب معاكم على ثالث المجموعة، يعني مباراة رمزية يا دوب نعتبرها اعتزال دولي للكابتن الحضري، روق ياعم لا تشمت الصغار فينا، لا يوجد ما يستحق الزعل».
يشار إلى أنه عقب المبارة، أشاد «آل الشيخ» بأداء منتخب بلاده أمام مصر، رغم مشاركة نجم مصر ونادي «ليفربول» الإنجليزي «محمد صلاح».
وقال «آل الشيخ» في فيديو له نشره عبر حسابه بـ«تويتر»، إن مشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا هي ثاني أفضل مشاركة في تاريخ «الأخضر»، مضيفا: «لولا وجود عصام الحضري والأخطاء التحكيمية لكانت النتيجة تاريخية».
واحتل منتخب السعودية، بقيادة مديره الفني الأرجنتيني «خوان أنتونيو بيتزي»، المركز الثالث في المجموعة، برصيد 3 نقاط، فيما تذيلت مصر المجموعة بلا نقاط.
