«الإندبندنت» تروي تفاصيل ابتزاز «السيسي» و«قديروف» لـ«محمد صلاح»

الثلاثاء 26 يونيو 2018 09:06 ص

يبدو أن شعبية «محمد صلاح» جذبت عناصر بغيضة إلى عتبته وفق ما تراه صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وتقول الصحيفة إن «صلاح» تم استغلاله لغرض الدعاية لحكومات على غير إرادته، وهذا هو السبب الذي قد يجعله على حافة التخلي عن بلده في مثل هذه السن الصغيرة فيما لا يزال في بداية رحلته إلى الفضاء الرياضي العالمي.

شعبية جذابة للحكومات

تميز هذا الموسم بالنسبة لـ«محمد صلاح» بالسرعة والتوتر والتميز وانكسار القلب في نهاية المطاف، فما بدأ مع تسجيل هدف في أول مباراة رسمية له في ليفربول أمام واتفورد، تلاشى مع موقف مخيب للآمال أمام السعودية، منهياً مشوار مصر المحبط بشكل رهيب في كأس العالم.

لم يكن خروج الفراعنة في مرحلة المجموعات، بعد خسارة بفارق ضيق أمام أوروغواي وهزيمة كبيرة من روسيا، أسوأ شيء لهم هذا الصيف، فقد انطلقت همسات من معسكر الفريق في غروزني بأن الملك المصري «صلاح» من المقرر أن يعلن اعتزاله دولياً عن عمر يناهز 26 عامًا، بعد أن تردد أنه ضاق بالاستغلال المستمر له لغرض الدعاية من قبل حكومته وحكومات أخرى.

يُذكر أن هناك أسئلة قد طُرحت قبل كأس العالم حول اختيار مصر للشيشان للإقامة في البطولة، وهي مقاطعة روسية تعد مسرحاً للصراع بيم الانفصاليين وحكومة قمعية، ولها سجل مشكوك فيه بالنسبة لحقوق الإنسان.

وقد رسخ رئيس الشيشان «رمضان قديروف»، مكانة لنفسه كرجل قوي في المنطقة، بعد أن قام بقمع التمرد الشيشاني، ولعب دورا حاسماً في تقوية الروابط بين الدول الإسلامية وموسكو وترسيخ روسيا كمركز مؤثر في الشرق الأوسط، حتى إنه أرسل قوات أمن شيشانية إلى سوريا.

وفي الوقت نفسه، ربما يكون «صلاح» الشخصية المسلمة الأكثر شهرة والأكثر شعبية في العالم حالياً، لقد أصبح محبوبًا في الداخل والخارج ليس فقط من أجل براعته في الكرة، ولكن بسبب سلوكه المتواضع والودود أيضا، فقد أصبح رمزًا للإسلام السائد والمعتدل في أوروبا.

ولكن هذه الشعبية جذبت عناصر بغيضة إلى عتبة منزله، وهذا هو السبب في أنه على وشك التخلي عن بلده.

دعاية سياسية

تم استخدام «صلاح» بلا شك كأداة دعائية من قبل «قديروف» أثناء إقامته في غروزني، حيث أيقظه الرئيس الشيشاني في فندق الفريق ليصحبه في جولة في المدينة، ومنحه «الجنسية الشرفية» في حفل عشاء خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا أمر منطقي، فمن هو الزعيم الذي لا يريد الاستفادة من شعبية أيقونة رياضية؟

لطالما فعل السياسيون والديكتاتوريون ذلك طالما كانت هناك رياضة، من «موسوليني» إلى «توني بلير»، لكن هذا لا يعني أن «صلاح» متصالح مع ذلك، وحقيقة أن الاتحاد المصري لكرة القدم اختار غروزني كقاعدة للفريق، وكان متواطئاً في الترويج لصور «قديروف» و«صلاح»، تشير إلى أن هذا جزء من استراتيجيتهم الخاصة بقدر ما هي استراتيجية «قديروف».

ولكن هذه ليست المناسبة الوحيدة التي تعرض فيها «صلاح» لاستغلال صوره من قبل الاتحاد المصري للكرة، ففي وقت سابق من هذا العام، لجأ «صلاح» إلى «تويتر» للشكوى من استخدام صورته من قبل اتحاد كرة القدم للإعلان مع شركة الاتصالات «وي» المملوكة لجهات سيادية في الدولة، بالرغم من معرفتهم بأن «صلاح» قد أبرم اتفاقاً مع الشركة المنافسة «فودافون» وأن ذلك يمكن أن يعرضه للمقاضاة.

وفي هذه المرة، تراجع الاتحاد المصري لكرة القدم بعد رد فعل عنيف من قبل المشجعين المصريين العاديين، والخوف من أن ينسحب «صلاح» من التشكيلة المصرية قبل كأس العالم.

قبل ذلك ببضع سنوات، في عام 2014، تم تهديد «صلاح» بالخدمة العسكرية بعد أن تم إلغاء إعفائه بعد انتقاله إلى تشيلسي، كما تم إخبار «صلاح» بأن عائلته التي لا تزال تعيش في مصر، لن يُسمح لها بمغادرة البلاد إذا لم يُذعن، وفي النهاية، تم تجديد الإعفاء، ولكن بعد أن تم تصوير «صلاح» وهو يتلقى الشكر من الرئيس «السيسي» لتقديمه تبرعًا سخيًا إلى صندوق «تحيا مصر»، الذي تم إنشاؤه في نفس العام.

ولا يعد «صلاح» لاعب كرة القدم الوحيد الذي عانى من الاختلاف مع الحكومة المصرية وغيرها من الحكومات الاستبدادية، فقد سبق أن اتهم «محمد أبوتريكة»، الفتى الذهبي للجماهير المصرية، بعلاقاته مع جماعة «الإخوان المسلمون»، ووضع على قائمة الإرهابيين المطلوبين من قبل الحكومة المصرية.

كما تم وقف تعاقد لاعب آخر هو «أحمد الميرغني»، بسبب وصفه السيسي بأنه «عديم الفائدة» على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت كرة القدم دوما مرتبطة بالسياسة، وقد تعرضت هذه الدورة من كأس العالم لانتقادات شديدة بسبب استخدامها كأداة للدعاية للحكومة الروسية.

هل يوجد خيار آخر؟

وعلى الرغم من أن «صلاح» قد تعرض لانتقادات بسبب تصرفاته في الشيشان، وسوف يتعرض لانتقادات أخرى إذا ما اعتزل دولياً حيث سيكسر قلوب الملايين من مواطنيه، لكنه إذا كان يتعرض لضغوط فعلية ليتصرف كأداة سياسية لخدمة معتقدات لا يعتنقها، فهل يوجد لديه خيار آخر؟

«صلاح» معروف على نطاق واسع بأنه رجل مبادئ شجاع ومتواضع، والاعتزال من فريق وطني؛ احتجاجًا وتحديا لرغبات حكومة استبدادية، هو أمر أكثر شجاعة من الانطلاق في ملعب كرة قدم.

وإذا اعتزل، فسيكون هذا مؤلماً له، لكن ذلك سيكون التصرف الصحيح الذي ينبغي عمله.

المصدر | الإندبندنت

  كلمات مفتاحية

محمد صلاح مصر قديروف السيسي