أمرت النيابة في مصر عرض نجل الفنان «المرسي أبو العباس»، المعترف بقتل زوجته وطفلتيه، داخل منزلهم في بولاق الدكرور (غربي القاهرة)، على الطب النفسي لبيان مدى سلامة قواه العقلية، وعما إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية من عدمه.

جاء ذلك، عقب اعترافه بقتل زوجته وبناته، بعد خسارة ثروته في البورصة، ومروره بضائقة مالية، حيث أكد في اعترافه أنه «كان يخشى عليهن المعاناة من الفقر، مما دفعه لقتلهن».

وأدلى الزوج بأقواله أمام النيابة، من قبل بسؤاله عن الواقعة وكيفية اكتشافه الحادث، فقال إنه «خرج من منزله الساعة السادسة من الثلاثاء الماضي، لمشاهدة مباراة منتخب مصر مع روسيا على أحد المقاهي، وترك زوجته وطفلتيه نائمات، وفي الساعة الواحدة صباحا تلقى اتصالا هاتفيا من شقيقة زوجته، تسأله عن شقيقتها نظرا لاتصالها هاتفيا بها وعدم ردها».

وأضاف أنه انتابه القلق لتكراره الاتصال بزوجته وعدم إجابتها فعاد مسرعا إلى المنزل، مشيرا إلى أنه فور دخوله الشقة توجه إلى غرفة طفلتيه فعثر على ابنتيه جثتين هامدتين وأسرع تجاه غرفته فعثر على جثة زوجته ملقاة بين السرير والدولاب.

وتابع: «اكتشفت فقدان مبلغ 340 ألف جنيه من دولاب الغرفة، قيمة شقة ورثها عن والده وباعها قبل الواقعة بعدة أيام».

وخلال سماع أقوال الأب، مرة أخرى، لاحظ رجال المباحث وجود سحجات (خرابيش) بيده، ليوجه له سؤالا حول مصدرها فجاء الجواب «كنت بهزر مع بنتي»، حسب مصدر أمني مشارك في التحقيقات، ليصدر قرارا بعرضه على مصلحة الطب الشرعي، ومطابقة الإصابة بجثث المجني عليهن.

وبتضييق الخناق عليه، اعترف بجريمته، وقال إنه من نفذ عملية القتل، بعد أن خسر أمواله في البورصة.

وكانت التحريات أن الأب (تاجر سيارات) كان يضارب في البورصة، وتعرض مؤخرا لخسارة فادحة، تسببت في اقتراضه مبالغ مالية.

وكانت معاينة النيابة كشفت، وجود بعثرة في محتويات الشقة، وسلامة المنافذ كافة، دون وجود كسر في الباب أو النوافذ، وعُثر على جثث الأم «هبة» (38 سنة)، بكدمات بالعين والصدر وبجوارها «إيشارب» داخل غرفة نومها، وابنتيها «جنة الله» (11 سنة)، مخنوقة بسلك تليفون، و«حبيبة» (10 سنوات)، مخنوقة بوسادة.

وأكدت التحريات، مرور الأب بأزمة نفسية جراء تلك الخسارة، بالإضافة إلى أنه مصاب بانفصام في الشخصية، وبدا ذلك واضحا على تصرفاته.

والانفصام في الشخصية عبارة عن اضطراب عقلي يظهر عادة في سن البلوغ المبكر أو في نهاية فترة المراهقة (غالبا ما بين عمر 16-30 سنة)، ويتمثل بحالات من الهلوسة والأوهام وغيرها من المشاكل المعرفية والسلوكية.

وعادة ما تظهر الأعراض لدى الذكور في سن مبكرة أكثر من الإناث، وفي العديد من الحالات، يتطور اضطراب انفصام الشخصية ببطء، بشكل لا يلاحظه المريض إلا بعد عدة سنوات.

ورغم إعلان مصادر أمنية مسؤولة عن هوية مرتكب الجريمة التي عُرفت إعلاميا بـ«مذبحة بولاق»، إلا أن وزارة الداخلية ممثلة في مديرية أمن الجيزة لم تخرج ببيان رسمي تكشف فيه عن التفاصيل، الأمر الذي أرجعه مصدر أمني إلى انتظار انتهاء النيابة من تحقيقاتها.