«نيويورك تايمز»: إيران تتغير.. لكن ليس كما يظن «ترامب»

الثلاثاء 26 يونيو 2018 11:06 ص

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن إيران لم تغير سياساتها الخارحية بعد قرار الإدارة الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في 2015.

لكن داخليا حدث تغيير للأسوأ؛ حيث زادت وتيرة القمع الداخلي للمعارضين، وجمدت سياسة الانفتاح، وهو تغيير عكس ما تحدث به الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مؤخرا.

ولفتت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، إلى تصريحات لـ«ترامب» مؤخرا قال فيها إن إيران لم تعد كالسابق، بعد قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي، مضيفا: «إنهم تغيروا، لم يعودوا ينظرون إلى البحر المتوسط، ولا إلى ما يجري في سوريا، وما يحدث في اليمن، والكثير من الأماكن الأخرى.. إن إيران باتت بلدا مختلفا كثيرا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية».

لكن «نيويورك تايمز» نقلت عن محللين سياسيين قولهم إنهم لا يرون أي تغيير في سياسة طهران الخارجية في المنطقة بل في القضايا الداخلية فقط.

وقال المتحدث باسم حزب «ماردومسالاري» الإيراني المعارض، «ميرزابابا متاهارينزاد»: «هناك تغيير في العملية السياسية والاقتصادية داخل إيران.. ولسوء الحظ فإنه بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، فإن سياسة الانفتاح توقفت، واشتدت عمليات القمع ضد الناشطين».

من جانبه، قال المستشار الخاص لوزير الخارجية الإيراني، «حسين شيخ الإسلام»: «أعتقد أن ترامب يتوهم بأن انسحابه من الاتفاق النووي سيرغمنا على تغيير تصرفاتنا في سوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين».

وأضاف: «لا أعتقد أننا سنفعل ذلك؛ لأننا في حال قررنا تغيير سياساتنا، فإن هذا القرار لن يكون نتيجة لما يفعله ترامب أو أي مسؤول آخر في البيت الأبيض».

ووفقًا للصحيفة، فان معظم المحللين والمراقبين السياسيين الغربيين يتفقون مع «شيخ الإسلام»، أن إيران أصبحت الآن أكثر عدائية.

ونقلت عن الخبير في أكاديمية الدفاع الوطني في فيينا، «وولتر بوش»، قوله: «باتت إيران الآن أكثر عدائية وصعوبة؛ فهي اعتقدت بأنها ستصمد أمام ترامب بسهولة من خلال الضغط عليه في سوريا، وعن طريق استفزاز (إسرائيل)، وإن بطريقة غير مباشرة، لكنها في الحقيقة بدأت تصبح أكثر صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم».

ولفتت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الإيراني يزداد سوءا؛ حيث انهارت قيمة الريال الإيراني بأكثر من 50% أمام الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة، وخرجت رؤوس أموال تزيد قيمتها على 27 مليار دولار من إيران في العام الماضي.

وقال «أصغر كوباي»، وهو تاجر إيراني في طهران، إن «ايجاد مكان آمن لوضع مدخراتي أصبح مهمة مستحيلة»، مشيرًا إلى أن عمله في تجارة السيارات لم يعد مجديًا، بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني في الفترة الأخيرة.

وأضاف: «ارتفعت أسعار جميع السلع بما فيها السلع المنتجة محليا. على سبيل المثال، قفزت أسعار السيارات المنتجة في إيران بأكثر من 40%».

وأوضحت الصحيفة أن انهيار العملية الإيرانية أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع المستوردة في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن كثيرا من الإيرانيين لجأوا إلى شراء العقار والذهب والسيارات كاستثمار آمن لحماية مدخراتهم من التضخم المتزايد.

وقال «رضا خندان»، زوج الناشطة «نسرين سوتودي»، التي اعتقلت الأسبوع الماضي، إن «تأثير قرار ترامب -الانسحاب من الاتفاق النووي- كان ضعيفا جدا».

وأضاف: «حتى لو تم تنفيذ الاتفاق النووي، وازداد تدفق الاستثمار، ولم يتم فرض عقوبات على النظام المصرفي الإيراني، فإن أعمال الفساد وسوء الإدارة يؤديان إلى خسارة جزء كبير من الإيرادات النفطية والصفقات التجارية في إيران، والحقيقة أننا نعاني ظروفًا اقتصادية ومالية واجتماعية سيئة جدًا، وهي غير مرتبطة أبدا بقرار ترامب أو بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية