لم تفلح المداعبات أمام الكاميرات، والقسم الذي ألقاه رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد» بعد الإضرار بمصر مائيا في تغيير الواقع الصعب الذي تمر به القاهرة، حيث أعلنت رئيسة قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري في مصر «إيمان السيد»، أن البلاد تعاني من عجز مائي حالي يقدر بـ20 مليار متر مكعب.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، «عباس شراقي»، أن أديس أبابا ستبدأ ملء بحيرة سد النهضة والتي سيؤدي ملؤها إلى خصم 24 مليار متر مكعب من حصة مصر المائية. 

وقالت المسؤولة المصرية «السيد» خلال ورشة عمل أقامتها منظمة «الفاو» أن مصر تعاني من إجهاد مائي يصل إلى 134%.

ويضيف «شراقي» أنه لا يوجد أي تقدم ملموس على مستوى المفاوضات في «سد النهضة»، وأن شكل المفاوضات الحالي يخدم إثيوبيا ويضر بالمصالح المصرية لأنه يستهلك الوقت ولا يمس جوهر المشكلات الرئيسية بين دول حوض النيل الشرقي «مصر والسودان وإثيوبيا» كما لا يتطرق إلى مشاركة مصر في قواعد ملء بحيرة سد النهضة.

وحذر الخبير المصري من «جملة خطيرة» قالها رئيس الوزراء الإثيوبي ولم يلتفت إليها أحد من المسؤولين في مصر وهي أن «إثيوبيا ستستفيد من حصتها المائية في مياه نهر النيل»، مشيرا إلى أن أديس أبابا ليست لها حصة مائية محددة بشكل منصوص عليه في الاتفاقات.

ويشير «شراقي» إلى أن اتفاقية 1959 الموقعة بين مصر والسودان لا تحدد حصة مائية لإثيوبيا وإنما لدولتي المصب، معتبرا أن معنى حديث إثيوبيا عن حصة مائية هو أن تفرض الأمر الواقع باحتجاز جزء من حصة مصر المائية، وتعتبره أنه حصتها من المياه.

في المقابل، علق المتحدث باسم وزارة الري «حسام الإمام»، على تصريحات «شراقي» باحتجاز إثيوبيا 24 مليار متر مكعب من المياه لتشغيل «سد النهضة» وخصمها من حصة مصر بقوله: «دعونا ننتظر تقارير اللجان الفنية التي تعمل الآن حتى تعلن نتائجها ولا نستبق الأمر».

وأكد أن هناك عددًا من اللجان تعمل حاليا على دراسة الآثار السلبية والضارة على مصر نتيجة قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة، بحسب صحيفة «التحرير» المصرية.

ويقول المسؤول الحكومي إن ملف «سد النهضة» يدار حاليا من خلال وزارة الخارجية، مشيرا إلى أن عدد من الخبراء بالدول الثلاثة مصر والسودان واثيوبيا يدرسون الآثار البيئية والاجتماعية والمائية للسد على دولتي المصب مصر والسودان.

وكان وزير الري المصري «محمد عبدالعاطي»، قد أكد قبل أيام أن حالة المياه في مصر حرجة وفريدة من نوعها، وأن مصر بلد جاف جدا في منطقة شبه قاحلة ما يستدعي البلاد لأن تستورد المياه لسد احتياجاتها.