«نيويورك تايمز»: تأييد حظر دخول المسلمين «عنصرية ترامبية»

الأربعاء 27 يونيو 2018 09:06 ص

اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن تأييد المحكمة العليا الأمريكية، قرار منع مواطني 5 دول إسلامية، من دخول الولايات المتحدة، «عنصرية ترامبية»، وتمييز بناء على الدين.

وفي افتتاحيتها الأربعاء، قالت الصحيفة الأمريكية، إن قرار القضاة المحافظين في المحكمة العليا المصادقة بمن فيهم قاض حصل على وظيفته لأن الشيوخ الجمهوريين سرقوا مقعدا وتركوه محجوزا له، المصادقة على قرار منع مواطني دول ذات غالبية مسلمة دخول الولايات المتحدة أمر مثير للقلق خاصة أنه جاء في سياق ما يجري على الحدود من فصل الأطفال عن آبائهم ومحاكمة الهاربين من العنف والحروب في أمريكا الوسطى.

وبموجب القرار يمنع مسلمو خمس دول مسلمة بالإضافة لمواطني دولتين أخريين، من دخول الولايات المتحدة.

وقال القضاة المحافظون، إن النسخة الثالثة من قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بعدما أوقفت المحاكم الفيدرالية النسختين الأولى والثانية، تعتبر قانونية، وهي تعبير عن ممارسة الرئيس سلطاته الرئاسية.

وتوصلوا لهذه النتيجة رغم الجهود الحثيثة من «ترامب» لإقناعهم وبقية سكان البلاد أن هدف القرار الرئيسي هو ليس التمييز بناء على الدين.

عنصرية

وتذكر الصحيفة بدعوته لمنع مسلمي العالم من دخول الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2015، عندما كان مجرد مرشح للرئاسة، إلا أن هذه المشاعر لم تتوقف عندما دخل البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2017

ولفتت إلى أنه (ترامب) قال في يونيو/حزيران الماضي، عندما قدم نسخة ثانية معدلة، إنه يفضل تطبيق النسخة الأولى التي أشارت إلى «الأيديولوجيات العنيفة»، وأعطت أفضلية للمهاجرين المسيحيين من الدول المسلمة.

وبعد شهرين، أعاد نشر تغريدة تحتوي على لقطات فيديو مضللة ومعادية للمسلمين أخذها من موقع جماعة يمينية بريطانية متطرفة غير معروفة.

وتذكر الصحيفة، أن دعوة «ترامب» لمنع المسلمين، وبشكل كامل من دخول الولايات المتحدة، ظلت على موقعه في الإنترنت ولشهور عدة، بعد فوزه في الانتخابات.

وقالت: «يبدو هذا وكأنه تحرك حكومي رسمي قائم على العداء للدين، وهو ما يحرمه التعديل الأول في الدستور (وثيقة الحقوق) والتي يعتقد الواحد أنه كان سيثير حفيظة القضاة المحافظين خاصة، أنه ينص على حرية العبادة والاجتماع والصحافة والمطالبة برفع الأجور».

تناقض

وتعجبت الصحيفة من قرار القضاة، الذين أصدروا قبل أسابيع قراراً، لصالح خباز رفض تحضير كعكة زفاف لمثليين، وذلك بناء على أن مفوضية الحقوق المدنية خرقت الحقوق المضمنة في التعديل للمادة الأولى، بشأن حقوق الخباز الدينية، وعبرت بوضوح عنها وأن «الطلب يمثل تعدياً على حقوقه».

وقالت: «بالتأكيد يؤمن القضاة بما كتبته القاضية سونيا سوتوماير، عن معارضتها لقرار المنع والذي جاء فيها: يقضي دستورنا ويستحق بلدنا قضاءً مستعداً لأن يحاسب الأفرع التنيسقية عندما تتحدى القانون المقدس ومتطلباته».

وأضافت الصحيفة: «لكن المبدأ هذا لم يتم الالتزام به، مع أن الفاعل الحكومي ليس المفوض، بل الرئيس الذي لم يكن هدف تعليقاته صاحب محل أو خبازاً، بل ملايين المسلمين حول العالم».

مفارقة

وحسب الصحيفة الأمريكية، فمن المفارقة أو التناقض الظاهري أيضا، هو اختيار المحكمة يوم الثلاثاء، لرفض القرار الذي يعتبر من أكبر موبقات المحكمة في تاريخها، والمعروف بكورماستو ضد الولايات المتحدة.

وهو قرار عام 1944، لتثبيت قرار الرئيس «فرانكلين روزفلت»، لوضع آلاف من اليابانيين الأمريكيين في معسكرات، ولسنوات لا لشيء ارتكبوه، بل لأن أصولهم من اليابان التي كانت تخوض حربا مع الولايات المتحدة.

وبناء على «زعم مزيف»، وهو أن احتجازهم بهذه الطريقة يصب في مصلحة الأمن القومي.

وقالت المحكمة إن «قرار كورماستو بغيض أخلاقياً، وكان خطأ منذ اليوم الأول الذي صدر فيه».

وهذا بالتأكيد صحيح، حسب الصحيفة، التي قالت إنه «من السهل أن تقول هذا بعد 74 عاماً، وأنت محمي بفكرة الإجماع التاريخي، لكن ما هو أهم أن تقوله تحت ضغط اللحظة كما فعل القاضي روبرت جاكسون، في معارضته لقرار كورماستو، عندما قال إنه «صفعة أكثر دهاء للحرية من كونه محاولة نشر القانون نفسه».

  كلمات مفتاحية

حظر السفر ترامب عنصرية تناقض نيويورك تايمز المسلمين

النواب الأمريكي يقر مشروعا يحظر منع دخول الولايات المتحدة على أساس ديني