«التحرش ومحاولات الاغتصاب».. حكاوي قاطفات الفراولة المغربيات بإسبانيا

الخميس 28 يونيو 2018 06:06 ص

روت 10 عاملات موسميات مغربيات يعملن في قطف الفراولة في إسبانيا، المشقات التي قاسينها بسبب أوقات العمل المضنية وحالات التحرش الجنسي ومحاولة الاغتصاب، وهي اتهامات تثير جدلًا كبيرًا في منطقة الأندلس.

ونفت هذه الاتهامات بشدة شركة «دونانا 1998» التي توظفهن في ألمونتي في منطقة هويلبا (ولبة) جنوب إسبانيا، متهمة بدورها هؤلاء النسوة بـ«تلفيق» هذه الفضيحة للبقاء في إسبانيا.

وتقدمت 5 من هؤلاء النسوة بشكاوى فيما تؤكد 5 أخريات عزمهن القيام بذلك، وهن لجأن إلى منزل في منطقة ملقة المجاورة حيث توفر لهن نقابة العمال الأندلسية الدعم والمأوى.

وتنحدر النسوة من الرشيدية وبوعرفة وبركان وجرسيف وشفشاون واللواتي تراوح أعمارهن بين 23 عامًا و35 عامًا، هن جميعًا أمهات لأطفال صغار وهو شرط إلزامي لهذا العمل بهدف ضمان عودتهن إلى بلادهن في نهاية الموسم.

وتلقي إحداهن باللائمة على «الفقر» الذي دفعها للعمل في قطاف الفراولة، بعد شهر من إنجابها مولودها الجديد.

أما الثانية التي وصلت في نهاية أبريل/نيسان وهي حامل في الشهر الخامس، فتأمل بأن تجني المال الكافي من هذه المهمة «لتمويل عملية» لابنها.

وتلك النسوة هن من بين 16 ألف مغربية أتين لقطف الفراولة في إسبانيا بموجب عقود وقعنها في المغرب.

وقالت «ليلى» (اسم مستعار) البالغة 31 عامًا «شتان ما بين بنود العقد والواقع».

وأوضحت أكبر هؤلاء النسوة «أديبة» (35 عامًا) أن «العمل كان شاقا جدا بسبب الوتيرة» العالية.

وأضافت «كان ينص العقد على العمل لست ساعات ونصف الساعة يوميًا في مقابل 39 يورو إلى 40 مع يوم راحة أسبوعيًا، لكن قيل لنا إنه الحصاد الثاني وإننا سنتقاضى مستحقاتنا على الإنتاجية بواقع 75 سنتًا من اليورو لكل علبة تزن 5 كيلوغرامات».

وتابعت «ينبغي القطف بسرعة فائقة وإلا يكون العقاب عن طريق الحرمان من العمل لأيام عدة»، مبدية أسفها كونها لم تعمل سوى «23 يوما» بعدما استدانت لدفع قيمة جواز السفر وتأشيرة الدخول والإجراءات اللازمة للحصول على عقد لثلاثة أشهر.

وأشارت إلى أن العقد كان ينص أيضا على توفير مسكن مجاني «لكننا كنا ننام ستة أشخاص داخل بيت جاهز للسكن بدائي للغاية قرب الخيم الزراعية وكان يسحب منا 3 يوروهات يوميًا» لهذه الغاية.

وتجهش «شريفة» (23 عامًا) فجأة بالبكاء لتقول «لم يدافع أحد عنا كنساء»، مؤكدة أن المسؤول عن العمل كان «يعرض 50 يورو مقابل إقامة علاقات» (جنسية).

وتروي «فضيلة» (29 عامًا) تفاصيل اليوم الذي قبلت فيه أن ينقلها المسؤول عن العمل في سيارته، قائلة «اضطررت لمعاركته على المقعد الخلفي للسيارة، لقد ضمني وقبلني عنوة ولامس صدري و…»، قبل أن تقطع حديثها.

وفيما قد تتعرّض ضحايا الاعتداءات الجنسية للإقصاء الاجتماعي في المغرب، تقول امرأة مطلقة همسًا بقلق ظاهر «أستطيع تناسي كل شيء وتخطي كل شيء إلا أن يسلبني زوجي حضانة أطفالي».

وتلخص «هدى» (33 عامًا) موقف النسوة قائلة «نريد العدالة ونطلب من السلطات المغربية أن تكف عن إرسال النساء إلى هنا في هذه الظروف وبأن نعود إلى ديارنا برأس مرفوع».

وأعدت عاملة موسمية مغربية أخرى تعمل بموجب عقد مع الشركة ذاتها، نصا ينفي نفيا قاطعًا الاتهامات الموجهة للشركة التي توظف مئات المغربيات سنويًا.

وسجل هذا النص في مفوضية الشرطة بعدما وقعته 131 من مواطناتها.

وفي مقابلة إذاعية، اتهم أحد مدراء شركة «دونا 1998»، «مانويل ماتوس» نقابة العمال الأندلسية بتحريض هؤلاء النسوة على توجيه هذه الاتهامات لأسباب سياسية من خلال «وعدهن بأوراق» (إقامة في إسبانيا) في مقابل «أكاذيب».

وتستقدم إسبانيا سنويا من المغرب آلاف المغربيات للعمل في الحقول، وبلغ عددهن هذا الموسم 17 ألف مغربية.

ومع بداية التسعينيات بدأت إسبانيا باستقدام مغربيات للعمل في حقوق الفراولة في ويلفا عند كل موسم جني ما بين مارس/آذار ومايو/أيار، ويجري الحديث عن استغلال جنسي بشع لبعض العاملات، لكن الأمر لم يتخذ وضعا مقلقا مثل هذه السنة بسبب تحقيقات صحفية أوروبية وإسبانية.

وطالبت نقابات القضاء بفتح تحقيق في الاتهامات، وقدم الصحفيون الذين أنجزوا التحقيق الإسباني الأدلة إلى النيابة العامة.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

حقول الفراولة المغربيات إسبانيا التحرش الجنسي المغرب