استبعدت مصادر حكومية مصرية مطلعة على مسار مفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي بدء ملء خزان السد في يوليو/تموز المقبل.

وأرجعت تلك المصادر السبب إلى عدم اكتمال أعمال بناء السد حتى الآن، حسب ما نقلت عنها صحيفة «الوطن» (مصرية خاصة). 

وجاءت تلك التصريحات ردا على ما أعلنته مصادر إثيوبية في وقت سابق بشأن اعتزام الحكومة الإثيوبية البدء في ملء خزان السد الشهر المقبل.

كان وزير الري المصري «محمد عبدالعاطي»، أعرب بعد التصريحات الإثيوبية عن قلق بلاده من استشعار وجود توجّهات لدى إثيوبيا لبدء ملء الخزان قبل التوافق على التقرير الاستهلالي، بعد فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية، التى عُقدت بالقاهرة، نوفمبر/تشرين الثاني الماضى، قبل استئنافها مطلع العام الجارى، والمعنية بمتابعة إعداد الدراسات الخاصة بالآثار المحتملة لسد النهضة.

وقالت المصادر الحكومية المصرية إن اللجنة الفنية ناقشت خلال اجتماعها الأخير مقترحًا سريا تقدمت به إثيوبيا بشأن ملء سد النهضة، وتم عرض ملاحظات مصر والسودان على المقترح.

لكن تلك المصادر رفضت الإفصاح عن ماهية المقترح ضمانا لسرية ونجاح المفاوضات، مشيرة إلى أنه تجرى حاليا اتصالات بين الدول الثلاث والمكتب الاستشاري المكلف بإعداد الدراسات الخاصة بالآثار المحتملة لسد النهضة، للتوافق حول موعد الاجتماع التساعى الجديد الذى تم تأجيله، وكان مقرراً انعقاده بالقاهرة يومي 18 و19 يونيو/حزيران الجاري.

ويضم الاجتماع التساعي وزراء الخارجية والري ومدراء المخابرات من مصر والسودان وإثيوبيا.

وأكدت المصادر أنه لم يكن ينبغي تحديد موعد الاجتماع التساعي إلا في حال انتهاء المكتب الاستشاري من تجميع البيانات الخاصة وإعداد تقرير بشأن استفسارات الدول الثلاث قائلة: «المكتب الاستشاري لا يمكن اتهامه بتعطيل المفاوضات أو المماطلة».

وكشفت عن أن إثيوبيا تعاني أزمات مالية تؤثر بشكل كبير على خططها فى إنشاء المشروعات المائية أدت إلى توقف الإنشاءات فى مشروع بناء «سد جيب 3»، الذى يتم تنفيذه على نهر أومو.

إذ ترفض العديد من البنوك الدولية تمويل مشروعات المياه التى تقيمها إثيوبيا بسبب سياستها فى إقامة المشروعات المائية بشكل منفرد دون التوافق مع دول الجوار، وكذلك عدم وجود دراسات فنية مكتملة قبل عملية البناء، وفق المصادر ذاتها.

من جانبه، قال خبير المياه المصري، «ضياءالدين القوصي»، إنه من الواضح وجود «تعثر» فى بناء السد، مذكرا بأن أعمال البناء بدات فى أبريل/نيسان 2011، قبل 7 سنوات، ولم يكتمل نحو 60% من جسم السد حتى الآن.

وأضاف «القوصى»: «أديس أبابا لن تستطيع البدء فى ملء السد إلا بتوافق الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، طبقاً لإعلان المبادئ الموقع بين رؤساء الدول فى 2015»، حسب تصريحاته لـ«الوطن».

وتتخوف القاهرة من أن يؤثر «سد النهضة» على حصتها من مياه النيل وتتمسك بالاتفاقات التاريخية في ذلك، بينما تقول إثيوبيا إنها لن تضر بمصر، لكنها ترفض في الوقت ذاته الالتزام بأي اتفاقات معتبرة أنها عقدت في العصور الاستعمارية.